33 قتيلاً في قصف مدفعي وصاروخي على دمشق وريفها

المعارضة السورية تشن هجـوماً واسعاً في القنيطرة.. وتحاصر قريــة حضر

صورة

شنّت المعارضة السورية، أمس، هجوماً واسعاً في محافظة القنيطرة قرب هضبة الجولان المحتلة، وحاصرت قرية حضر الدرزية خلال معارك عنيفة مع قوات النظام ومسلحين موالين لها تسببت في مقتل 24 عنصراً من الطرفين. في حين قتل 33 شخصاً على الأقل في مدينة دمشق وريفها، 24 منهم في قصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام على مدينة دوما، وتسعة جراء قذائف أطلقتها فصائل معارضة على العاصمة.

وأعلن تحالف «الجبهة الجنوبية» المؤلف من فصائل مسلحة في جنوب سورية، أمس، عن هجوم كبير للسيطرة على المواقع الباقية التي مازالت القوات النظامية تسيطر عليها في محافظة القنيطرة.

والقنيطرة هي منطقة حساسة تبعد نحو 70 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة دمشق، وشهدت اشتباكات متعددة بين جماعات المعارضة المختلفة والقوات النظامية ومسلحين متحالفين معها.

وكتب المتحدث باسم «الجبهة الجنوبية»، عصام الريس، على «تويتر»، أن الجماعات المشاركة في العملية وقعت اتفاقاً لا يشمل «جبهة النصرة» جناح القاعدة في سورية. وقال إن الجماعات المشاركة في الهجوم «تقاتل تحت راية الجيش السوري الحر». وحاربت «جبهة النصرة» في جنوب سورية من قبل، لكنها ليست الجماعة المعارضة الرئيسة فيه خلافاً لما يحدث في مناطق اخرى من البلاد.

وقال مصور لـ«رويترز» يتابع الموقف من هضبة الجولان المحتلة إنه حدث في منطقة القنيطرة قصف عنيف منذ الساعات الاولى لصباح أمس، وإن القصف تكرر عشرات المرات.

وفي مرحلة ما شاهد الدخان يتصاعد من نحو 13 موقعاً للقصف، وترددت من بعد أصوات الأسلحة الصغيرة.

وأوضح المصور أن القصف تركز في ما يبدو بين سد القنيطرة والبلدة نفسها، وأن بعض المباني على المشارف تضررت.

وقال إنه في وقت لاحق دوّت صفارات الانذار في مرتفعات الجولان للتحذير من صواريخ. وأمكن مشاهدة دبابات في الجانب السوري تطلق نيران مدافعها في منطقة السد، وسمع صوت طائرات هليكوبتر سورية تحلق فوق المنطقة.

من جهته، تحدث مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، عن معارك عنيفة بدأت أول من أمس، في الريف الشمالي لمحافظة القنيطرة «وتمكن مقاتلو كتائب إسلامية وغيرها من السيطرة على تلة شمال قرية حضر التي باتت محاصرة تماماً».

وأوضح أن أهمية القرية، التي يقطنها سكان دروز، تكمن في أنها محاذية لحدود هضبة الجولان المحتلة من إسرائيل من جهة، ولريف دمشق حيث معاقل المعارضة المسلحة من جهة أخرى.

وتقع قرية حضر مقابل بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل.

واستقدمت الكتائب المقاتلة التي تسيطر على القسم الاكبر من محافظة القنيطرة تعزيزات من مناطق أخرى قريبة.

وأشار المرصد إلى أن «مقاتلين من الطائفة الدرزية يقاتلون إلى جانب قوات النظام».

وقتل في المعركة منذ أول من أمس، 14 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و10 من كتائب المعارضة.

وقال عبدالرحمن إن قوات المعارضة التي تقاتل في محافظة السويداء إلى الشرق أخفقت خلال معارك وقعت في الآونة الاخيرة في السيطرة على طريق رئيس يؤدي إلى دمشق، ولم يتضح ما اذا كانت ستتمكن من السيطرة على طريق يؤدي إلى العاصمة في هذا الهجوم الأخير.

وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال غادي ايسنكوت، أول من أمس، إن «الوضع في مرتفعات الجولان حيث يدور قتال داخلي قرب الحدود مع إسرائيل، يثير قلقنا البالغ»، مشيراً إلى «احتمال الاضطرار إلى التعامل مع تدفق لاجئين من سورية إلى الحدود»، من دون ان يذكر الدروز تحديداً. وأضاف «سنتخذ إجراءات لمنع وقوع مجزرة في صفوف اللاجئين. وسيكون عملنا إنسانياً».

من ناحية أخرى، أعلن المرصد مقتل 33 شخصاً على الأقل في مدينة دمشق وريفها. وقال في بريد الكتروني، إن حصيلة القتلى جراء قصف مدفعي عنيف وسقوط صواريخ أطلقتها قوات النظام على مناطق في مدينة دوما في ريف دمشق، أول من أمس، ارتفعت إلى 24 قتيلاً على الاقل، بينهم خمسة أطفال. وتظهر صور التقطها مصور «فرانس برس» في المدينة مبنى مدمراً بالكامل جراء القصف، وشباناً يقومون بانتشال المصابين من تحت الأنقاض، بينهم عدد من الاطفال، قبل حملهم مضرجين بالدماء.

ويبدو طفل في صورة أخرى مرفوعاً على أكف عدد من الرجال بعد انقاذه وعلى وجهه وثيابه غبار وبقع من الدم.

في مشفى بالمدينة يقوم رجل بمواساة طفل مضمد الرأس ممدد على حمالة وهو يجهش بالبكاء، في حين تنتظر فتاة وقد غطى الغبار والدم وجهها لتلقّي العلاج وهي تبكي. وفي دمشق، قتل تسعة اشخاص على الأقل وأصيب عدد من الجرحى جراء «سقوط قذائف صاروخية عدة بعد منتصف الليلة قبل الماضية في محيط ساحة عرنوس بدمشق»، وفق المرصد.

وبحسب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، فإن خمس نساء في عداد القتلى، بالاضافة إلى 13 جريحاً، بينهم ثلاثة أطفال.

وأوضح سكان في حي عرنوس أن قذيفتين على الأقل سقطتا في المنطقة.

تويتر