لجوء 23 ألف شخص إلى تركيا.. وأنقرة تتحدث عن مؤشرات إلى تطهير عرقي في شمال سورية

الأكراد يسيطرون بالكامل على تل أبيض بعــد فرار «داعش»

صورة

سيطر المقاتلون الأكراد، فجر أمس، بشكل كامل على مدينة تل أبيض السورية على الحدود مع تركيا، بعد طرد مقاتلي تنظيم «داعش» منها، وبينما قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 23 ألف لاجئ فروا من القتال وعبروا الحدود إلى تركيا، تحدثت أنقرة عن مؤشرات إلى تطهير عرقي، تقوم به جماعات كردية وإسلامية في إطار قتالها للسيطرة على أجزاء من شمال سورية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أمس، إن «وحدات حماية الشعب الكردية» ومقاتلي الفصائل سيطروا على مدينة تل أبيض بالكامل، بعد طرد عناصر تنظيم «داعش» الذين فروا باتجاه القرى الغربية والجنوبية الغربية للمدينة، مؤكداً أنه منذ صباح أمس «لم تطلق رصاصة واحدة في تل أبيض».

ومع سيطرة المقاتلين الأكراد على المدينة الاستراتيجية في محافظة الرقة (شمال)، أبرز معاقله في سورية، يخسر التنظيم أحد أبرز طرق إمداده مع تركيا. ولم يعد لدى مقاتليه عملياً إلا معبر جرابلس في محافظة حلب (شمال).

وبحسب عبدالرحمن، فإنه بات على المتطرفين في دير الزور (شرق) ومحافظة الرقة، اجتياز مئات الكيلومترات للوصول إلى الحدود التركية عبر حلب. وبدأ المقاتلون الأكراد والمسلحون السوريون تقدمهم باتجاه تل أبيض في 11 يونيو، بدعم من التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، والذي يشن غارات جوية تستهدف مواقع التنظيم.

وأشار المرصد إلى اشتباكات، استمرت الليلة قبل الماضية، بين «وحدات حماية الشعب» الكردية والفصائل المقاتلة من جهة، وجيوب تضم مجموعات صغيرة من مقاتلي التنظيم من جهة أخرى، قبل فرارهم إلى قرى مجاورة.

وأكدت مصادر كردية من جهتها السيطرة الكاملة على المدينة.

وقال القائد في وحدات حماية الشعب الكردية، حسين خوجر، في اتصال مع «فرانس برس»، إن المدينة بالكامل باتت تحت سيطرة المقاتلين الأكراد.

من جهته، قال الناطق الرسمي باسم قوات «بركان الفرات» المعارضة التي تقاتل إلى جانب الأكراد، شرفان درويش، لـ«فرانس برس» في اتصال هاتفي «نستمر في تمشيط المدينة لتهيئة عودة أهاليها»، لافتاً إلى «وجود ألغام وسيارات مفخخة وجثث مرمية على الأرض».

وقال المرصد إن «الوحدات الكردية لاتزال تستمر بحذر في تمشيط قرى واقعة في غرب وجنوب غرب مدينة تل أبيض، بسبب وجود كميات كبيرة من الألغام المزروعة في المنطقة».

وفي جنيف، قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أمس، نقلاً عن السلطات التركية، إن أكثر من 23 ألف لاجئ فروا من القتال في شمال سورية وعبروا الحدود إلى تركيا.

وقال المتحدث باسم المفوضية، وليام سبيندلر، في إفادة مقتضبة إن «معظم الوافدين الجدد سوريون فروا من القتال بين القوى العسكرية المتناحرة في بلدة تل أبيض وما حولها، التي كان المتشددون يسيطرون عليها، وتقع على الجانب الآخر من معبر أقجة قلعة». وأكد أن 70% من اللاجئين من النساء والأطفال.

وأضاف «يقول الموظفون الميدانيون في مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن معظم اللاجئين يصلون منهكين، ولا تكون بحوزتهم إلا متعلقات قليلة، بعضهم سار لأيام».

وأوضح أن العدد يشمل أكثر من 2183 عراقياً من مدن الموصل والرمادي والفلوجة.

وقال سبيندلر إن تركيا تستضيف الآن أكثر من 1.7 مليون لاجئ سوري سجلوا أسماءهم، وإنها بذلك تستضيف عدداً «أكبر من أي دولة أخرى في العالم».

في السياق، قال نائب رئيس الوزراء التركي، بولنت أرينتش، إن بلاده ترى مؤشرات إلى تطهير عرقي تقوم به جماعات كردية وإسلامية متشددة في إطار قتالها للسيطرة على أجزاء من شمال سورية.

ولا تشعر تركيا بالارتياح للمكاسب التي يحققها المقاتلون الأكراد في سورية خوفاً من أن تلهب المشاعر الانفصالية بين أبناء الأقلية الكردية على أراضيها.

وقال أرينتش للصحافيين بعد اجتماع لمجلس الوزراء، أول من أمس، «نرى أن هناك مؤشرات على شكل من أشكال التطهير العرقي»، وأوضح أن الجماعات المعنية هي «وحدات حماية الشعب» الكردية وتنظيم «داعش».

وقال «نرى مؤشرات إلى أن هناك عملاً يتم بشأن صيغة لجلب عناصر أخرى ودمج الأقاليم»، في إشارة إلى منطقتين يسيطر عليهما المقاتلون الأكراد في شمال سورية.

بدوره، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أمس، إن المقاتلين الأكراد يضطهدون المدنيين في شمال سورية، ويرغمونهم على الفرار بالطريقة نفسها التي يتبعها تنظيم «داعش» وقوات الرئيس السوري، بشار الأسد.

وأضاف لهيئة الإذاعة والتلفزيون التركية أثناء رحلة إلى السعودية «داعش يهاجم ويقتل من يعتقلهم. المقاتلون الأكراد سيطروا على بعض المناطق وأرغموا الناس الذين يعيشون هناك على النزوح».

وقال «لا يهم من يأتي، النظام، داعش، وحدات حماية الشعب، كلهم يضطهدون المدنيين».

وعبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن قلقه بشأن الهجوم الذي شنته «وحدات حماية الشعب» في الآونة الأخيرة. وقال إن الأكراد ينتزعون السيطرة على مناطق يتم تشريد العرب والتركمان فيها. واتهم أردوغان الغرب بدعم جماعات «إرهابية» كردية، قائلاً إن النتيجة ستهدد حدود تركيا في نهاية المطاف. وبعد انتزاع وحدات «حماية الشعب»، وجماعات سورية معارضة أصغر، السيطرة على تل أبيض أصبح الأكراد السوريون يسيطرون فعلياً على نحو 400 كيلومتر من الحدود السورية ـ التركية التي تمثل قناة عبور المقاتلين الأجانب للانضمام إلى تنظيم «داعش». وقال عاملون في مجال المساعدات إن القتال قرب الحدود أجبر أكثر من 18 ألف مقاتل على العبور من سورية إلى تركيا. وقال مصور من «رويترز» في المكان إن 5000 مقاتل آخرين يعتقد أنهم عبروا الحدود أول من أمس.

 

 

تويتر