الأكراد يواصلون التقدم داخل الرقة معقل «داعش».. و«النصرة» تقتل 20 مواطناً درزياً في إدلب

المعارضة السورية تسيطر عــــلـى أجزاء واسعة من مطار عسكري فــي السويداء

نساء كرديات في كوباني يلوحن بأعلم الميليشيات الكردية خلال جنازة لأحد المقاتلين الذين قضوا في اشتباكات مع "داعش". أ.ب

اعلنت فصائل في المعارضة السورية، أمس، سيطرتها على الجزء الاكبر من احد ابرز المطارات العسكرية في محافظة السويداء الخاضعة لسيطرة قوات النظام في جنوب البلاد، فيما واصل مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية تقدمهم في اتجاه مدينة تل ابيض الحدودية مع تركيا داخل محافظة الرقة، معقل تنظيم «داعش» في شمال سورية، مدعومة من طيران التحالف الدولي، بينما قتل 20 درزيا على الاقل برصاص عناصر من جبهة النصرة في محافظة ادلب في شمال غرب سورية اثر خلاف بين الطرفين تطور إلى اطلاق نار.

وتفصيلاً، قال المتحدث باسم الجبهة الجنوبية عصام الريس «الجبهة الجنوبية تحرر مطار الثعلة العسكري وجاري التمشيط والتعامل مع ما تبقى». واكد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته سيطرة فصائل المعارضة على اجزاء من المطار بعد قصف عنيف متبادل مع قوات النظام منذ الخميس، مشيرا إلى استمرار المعارك العنيفة في محيطه.

ونفى الاعلام الرسمي السوري الخبر. وقال التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل «لا صحة اطلاقا عن احتلال المجموعات الارهابية لمطار الثعلة» موضحا ان «الجيش والقوات المسلحة أحبطوا هجوما ثالثا على محور المطار». واكد محافظ السويداء عاطف النداف في تصريح للتلفزيون ان «الحياة طبيعية في السويداء».

ويعد مطار الثعلة من اكبر المطارات العسكرية في جنوب سورية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «قوات النظام كانت تستخدمه لقصف مناطق عدة في محافظة درعا (جنوب) وريف دمشق».

وتضم الجبهة الجنوبية مجموعة من كتائب المعارضة بينها الفيلق الاول وفصائل مسلحة بينها أحرار الشام. ويبلغ تعدادها الاجمالي 35 الف عنصر، بحسب ناشطين. ويعد هذا التقدم الاول من نوعه لفصائل المعارضة داخل محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية والخاضعة لسيطرة قوات النظام. ونفذت فصائل مسلحة عمليات محدودة عدة خلال عامي 2013 و2014 في بعض أرياف المحافظة من دون ان تتمكن من السيطرة على منطقة محددة.

واعلنت فصائل المعارضة، أول من أمس، بدء معركة «تحرير مطار الثعلة العسكري وقرية الدارة». وفي المنطقة ذاتها، اعلنت فصائل الجبهة الجنوبية اسقاطها، أمس، طائرة حربية تابعة لقوات النظام. وقال الريس ان «اسقاط الطائرة وهي من نوع ميغ تم بواسطة مضاد ارضي من عيار 23 مليمتر»، من دون ان يحدد مصير طاقمها. وأقر الاعلام السوري الرسمي بإسقاط الطائرة. ونقلت «سانا» عن مصدر عسكري ان «التحقيق جار لتحديد الاسباب».

واشار المرصد السوري من جهته إلى تضارب في المعلومات حول اسباب سقوط الطائرة بين «عطل فني أم نتيجة استهدافها من قبل مقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة». وقال عبد الرحمن ان قائد الطائرة قفز من الطائرة بالمظلة وتمكن من النجاة والوصول إلى مشفى السويداء.

من ناحية أخرى، قال المرصد في بريد الكتروني «تمكنت الوحدات الكردية مدعومة من فصائل مقاتلة (عربية) من اقتحام بلدة سلوك والسيطرة على القسم الشرقي من البلدة الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة الرقة».

واوضح المرصد ان معارك عنيفة تجري في المنطقة بين المقاتلين الاكراد المتطرفين، مشيرا إلى ان الاكراد «تقدموا بشكل سريع» وباتوا يسيطرون على عشرات القرى في المحافظة التي يتفرد التنظيم بالسيطرة عليها منذ اكثر من سنة.

وفي سلوك، بات المقاتلون الاكراد على بعد نحو 20 كيلومترا شرق معبر تل ابيض الحدودي الذي يسيطر عليه تنظيم «داعش»، لكنه مغلق من جهة السلطات التركية. كما انهم متواجدون على بعد 10 كيلومترات من المدينة من ناحية الغرب (ريف عين العرب او كوباني في محافظة حلب)

واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى ان «خطة الاكراد تقضي بمحاصرة تل ابيض»، مضيفا ان الاكراد باتوا يتقدمون «في عمق اراضي محافظة الرقة». وقال «طالما كانت سلوك معقلا للتنظيمات الاسلامية المتطرفة» منذ بدء النزاع قبل اربع سنوات. وقال ان تقدم الاكراد تم «بدعم من قوات التحالف الدولي» الذي نفذ غارات عدة على مواقع التنظيم في المنطقة.

في سياق آخر، قتل 20 درزياً على الاقل برصاص عناصر من جبهة النصرة في محافظة ادلب.وهي المرة الاولى التي يقتل فيها هذا العدد من المدنيين المنتمين إلى الطائفة الدرزية في حادث واحد، منذ بدء النزاع في سورية قبل اكثر من اربع سنوات.

وتحدثت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» عن «مجزرة»، مشيرة إلى مقتل 30 شخصا، وإلى تورط «جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سورية، و«حركة احرار الشام» المتطرفة في الاعتداء.

وروى مدير المرصد أن قياديا في جبهة النصرة يحمل جنسية تونسية «حاول (أول من أمس) مصادرة منزل مواطن درزي في قرية قلب لوزة في منطقة جبل السماق»، بحجة ان «صاحبه موال للنظام، الا ان افرادا من عائلة صاحب المنزل حاولوا منعه، فحصل تلاسن، ثم احتجاج، ثم اطلاق نار».

واضاف ان القيادي في النصرة الذي يقدم نفسه باسم «السفينة» استقدم «رجالا واتهم سكان القرية الدرزية بالكفر، وبدأ اطلاق النار مع مرافقيه عليهم، ما تسبب بمقتل 20 شخصاً بينهم مسنون وطفل واحد على الاقل». ورد بعض السكان بالمثل ما تسبب بمقتل ثلاثة عناصر من جبهة النصرة.

وافادت وكالة «سانا» ان «ارهابيي تنظيم جبهة النصرة وحركة أحرار الشام ارتكبوا مجزرة مروعة مساء امس ضد أهالي قرية قلب لوزة في ريف ادلب راح ضحيتها ثلاثون شخصا على الاقل». ونقلت عن مصادر أهلية ان بين القتلى «خمسة شهداء من عائلة واحدة» وثلاثة رجال دين وامرأتين. واشارت إلى ان «الارهابيين نهبوا واحرقوا عشرات المنازل».

تويتر