معارضون سوريون يطلقون تجمعاً جديداً الشهر المقبل في القاهرة

«داعش» يدخل متحف تدمر.. ومجلس الأمن قلق على سكان المدينة

صورة

دخل تنظيم «داعش» متحف مدينة تدمر الأثرية وسط سورية، ودمر عدداً من المجسمات الحديثة، ثم وضع حراساً على أبوابه، فيما أعرب مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، عن «قلقه العميق» إزاء مصير آلاف السكان الذين «بقوا أو فروا» من مدينة تدمر التي سيطر عليها التنظيم. في حين يستعد معارضون سوريون لإطلاق تجمع جديد يطرحونه بديلاً عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، خلال مؤتمر تستضيفه القاهرة في الثامن والتاسع من يونيو المقبل.

وقال المدير العام للآثار والمتاحف السورية، مأمون عبدالكريم، أمس، في مؤتمر صحافي في دمشق: «تلقينا ليلاً معلومات من تدمر قبل انقطاع الاتصالات بأنهم (عناصر داعش) فتحوا أبواب المتحف، الخميس، ودخلوا اليه، وكان هناك تكسير لبعض المجسمات الحديثة التي تمثل عصور ما قبل التاريخ، وتستخدم لأهداف تربوية، ثم أغلقوا أبوابه، ووضعوا حراساً على مداخله».

وسيطر التنظيم، فجر الخميس الماضي، على مدينة تدمر الواقعة في محافظة حمص، ما أثار مخاوف جدية على آثارها المدرجة على لائحة التراث العالمي.

وأكد عبدالكريم رفع التنظيم رايته على القلعة الإسلامية التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الـ13، وتطل على أثار المدينة القديمة.

ووفق عبدالكريم، فإن «مئات القطع الأثرية في المتحف قد نقلت إلى دمشق، منذ زمن، وعلى دفعات». لكنه أبدى خشيته على «القطع الضخمة التي لا يمكن تحريكها، على غرار المدافن الجنائزية».

ويطلق على تدمر اسم «لؤلؤة الصحراء»، وهي معروفة بأعمدتها الرومانية، ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.

ولا تشهد المواقع الأثرية أي تحركات لمقاتلي «داعش»، وفق عبدالكريم، الذي أمل «ألا تتعرض المدينة لأعمال تدمير مشابهة لتلك التي حدثت في العراق»، في إشارة إلى تدمير التنظيم لآثار الموصل ومدينتي الحضر ونمرود.

وشدد عبدالكريم على «ضرورة البحث عن استراتيجيات جديدة للتعامل مع الوضع القائم في تدمر»، داعياً «المجتمع الدولي إلى تقديم دعم مختلف لإنقاذ ما يمكن إنقاذه».

وأضاف «سنفكر في إجراءات يمكنها منع هؤلاء من تدمير التراث الثقافي السوري».

وفي نيويورك، أعرب مجلس الأمن عن «قلقه العميق» إزاء مصير آلاف السكان الذين بقوا في تدمر، وكذلك على مصير أولئك الذين فروا من المدينة الأثرية.

وقال المجلس في بيان رئاسي صدر باجماع اعضائه الـ15 إنه قلق بالخصوص على مصير النساء والأطفال في تدمر «نظراً إلى الممارسات المعهودة عن تنظيم داعش من خطف النساء والأطفال، واستغلالهم، والاعتداء عليهم، بما في ذلك الاغتصاب، والاعتداء الجنسي، والزواج القسري، والتجنيد القسري للأطفال».

وطالب جميع المتحاربين بفتح «ممر آمن» للمدنيين الراغبين في الفرار من أعمال العنف، مذكراً بأن «المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على عاتق الحكومة السورية لحماية مواطنيها». وإذ جدد أعضاء المجلس إدانتهم لتدمير معالم التراث الثقافي في كل من سورية والعراق، الذي ارتكبه «خصوصاً تنظيم داعش»، أعربوا عن «قلقهم العميق» إزاء مصير آثار تدمر المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) للتراث العالمي.

سياسياً، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير بدر عبدالعاطي، في بيان أن «القاهرة ستستضيف يومي الثامن والتاسع من يونيو المقبل المؤتمر الموسع للمعارضة والقوى الوطنية السورية، الذي يهدف إلى التعبير عن رؤية اوسع من طيف المعارضة السورية إزاء كيفية التحرك في المرحلة القادمة للعمل على إنهاء الأزمة السورية».

وقال عبدالعاطي في بيان إن المؤتمر سيكون تحت رعاية المجلس المصري للشؤون الخارجية، كما كان الاجتماع الاول. وأوضح البيان أن هذا الإعلان يأتي بعد أن تمكنت «لجنة متابعة اجتماع القاهرة» من الاتفاق على مجمل الموضوعات ذات الصلة بالترتيبات الخاصة بالمؤتمر «الذي يهدف إلى التعبير عن رؤية أوسع من طيف المعارضة السورية، إزاء كيفية التحرك في المرحلة المقبلة، للعمل على انهاء الأزمة السورية، ووقف إراقة دماء الأشقاء السوريين، وفى الوقت ذاته تحقيق تطلعات الشعب السوري المشروعة للتغيير، مع الحفاظ على وحدة الاراضي السورية، ومؤسسات الدولة فيها».

من جهته، قال المعارض البارز هيثم مناع، أحد منظمي المؤتمر لـ«فرانس برس»، إن أكثر من 200 شخصية من المعارضة السياسية والعسكرية «من عرب وأكراد ومن جميع الطوائف سيشاركون في الاجتماع على أن ينتخبوا هيئة سياسية ويتبنوا خريطة طريق وميثاقاً وطنياً». ومن المقرر أن يطلق التجمع الجديد على نفسه تسمية «المعارضة الوطنية السورية».

ويأتي عقد هذا الاجتماع بعد لقاء استضافته القاهرة في يناير الماضي، بمشاركة معارضين سوريين من الداخل والخارج، وانتهى بإعلان وثيقة من 10 نقاط، تنص بالخصوص على حل سياسي للحرب في سورية.

ووفق مناع، فإن هذا التجمع «مختلف كلياً» عن الائتلاف السوري الذي يلقى دعماً غربياً ودعم دول عربية، إضافة إلى تركيا.

وأضاف «سيكون اجتماعاً سورياً 100%، نموله بأنفسنا، ولا يتحكم فيه أحد، وجدول أعماله سوري بحت». وعن دور مصر، أجاب مناع بأن القاهرة تستضيف المؤتمر من «دون تدخل».

وقال مناع «نحن مستعدون للتفاوض مع وفد من الحكومة السورية على أساس بيان جنيف، أي على أساس نقل كل السلطات العسكرية والمدنية من دون استثناء إلى حكومة انتقالية».

ومن المقرر أن يلتقي ممثلون عن التجمع المعارض الجديد مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، وفق مناع الذي أشار إلى اجتماع مماثل جرى أخيراً بين الطرفين.

تويتر