«داعش» يستولي على معبر الوليد مع العراق ومحطة «ت3» العسكرية وحقل للغاز بريف تدمر

المعارضة السورية تسيطر على مستشفى جسر الشغور

صورة

سيطرت المعارضة السورية المسلحة، أمس، بشكل كامل، على المستشفى الوطني في جسر الشغور بريف إدلب (شمال غرب)، حيث كان يتحصن أكثر من 150 جندياً ومسلحاً موالين للنظام مع مدنيين من أفراد عائلاتهم. في حين عزز تنظيم «داعش» قبضته على مساحة واسعة من الأراضي الممتدة على جانبي الحدود العراقية والسورية بعد سيطرته على معبر الوليد الحدودي المعروف، آخر المعابر مع العراق التي كان النظام يسيطر عليها، ومحطة «ت 3» العسكرية، وحقل «جزل» للغاز في ريف مدينة تدمر، غداة استيلائه على المدينة التاريخية الأثرية وسط سورية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن «جيش الفتح» المؤلف من تحالف يضم «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية سيطر على المستشفى الوطني عند الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة جسر الشغور بشكل كامل، بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لهم، الذين كانوا محاصرين في الداخل منذ نحو شهر.

وأضاف أن «العشرات من المحاصرين تمكنوا من الفرار، بينما قتل عدد من عناصر قوات النظام داخل المستشفى وخارجه، وتم أسر غيرهم، ولم يعرف مصير الآخرين».

وسقطت مدينة جسر الشغور القريبة من الحدود التركية بأيدي مقاتلي المعارضة في 25 أبريل الماضي، وتحصن نحو 150 جندياً في مستشفى المدينة الذي كان يوجد فيه عشرات المدنيين من عوائل الجنود والمسلحين.

ووعد الرئيس السوري بشار الأسد في السادس من مايو الجاري بأن «الجيش سيصل قريباً إلى أولئك الأبطال المحاصرين في مشفى جسر الشغور، من اجل متابعة المعركة ودحر الإرهاب».

من جهته، تحدث الإعلام الرسمي السوري، أمس، عن نجاح في «فك الطوق» عن المستشفى.

ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري قوله، إن «أبطال» مستشفى جسر الشغور باتوا خارجه «بعد أن سطروا أروع ملاحم البطولات والصمود»، مضيفاً أن الجنود تمكنوا من «الوصول بأمان إلى أماكن تمركز قواتنا».

وفي السياق، أوضح عبدالرحمن، أن قسماً صغيراً من الجنود وصل إلى حاجز المنشرة الواقع على بعد أقل من كيلومتر من جسر الشغور. وأشار إلى معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في محيط قرية الكفير شرق مدينة جسر الشغور وقرب قرية المشيرفة بين جسر الشغور وأريحا، أبرز المعاقل المتبقية للنظام في محافظة إدلب.

وذكر عبدالرحمن أن قوات النظام نفذت أكثر من 60 غارة جوية على محيط المستشفى صباح أمس، ترافقت مع سقوط أكثر من 250 قذيفة مدفعية في المنطقة، مشيراً إلى أن «الهدف من حملة القصف المكثفة كان تأمين تغطية للمنسحبين».

وبث حساب رسمي لـ«جبهة النصرة» صورة للمستشفى، وقد بدا مدمراً ومهجوراً، مع ركام وتراب في محيطه، بينما مسلحون يدخلونه.

إلى ذلك، خسرت قوات النظام آخر المعابر مع العراق، بعد سيطرة تنظيم «داعش»، مساء أول من أمس، على معبر الوليد الحدودي المعروف بمعبر التنف في البادية السورية.

وجاءت سيطرة التنظيم على المعبر وفق المرصد «عقب انسحاب قوات النظام منه».

وبذلك، باتت كل المعابر الحدودية مع العراق خارج سلطة النظام، إذ يخضع معبر البوكمال في ريف دير الزور (شرق) الواصل بين مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية لسيطرة التنظيم أيضاً، فيما يخضع معبر اليعربية (تل كوجر) في الحسكة (شمال شرق)، الذي يربط بين بلدتي اليعربية السورية وربيعة العراقية، لسيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية.

وخسر النظام مطلع أبريل معبر نصيب الحدودي مع الأردن في محافظة درعا (جنوب)، بعد سيطرة كتائب إسلامية على المنطقة.

وفتحت سيطرة التنظيم على مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي والواقعة في محافظة حمص (وسط) له الطريق نحو البادية وصولاً إلى الحدود العراقية حيث معبر التنف. وتمكن من الاستيلاء على عدد من النقاط والمواقع العسكرية في المنطقة.

وقال المرصد في بريد إلكتروني، أمس، إن التنظيم سيطر على محطة «ت 3» الواقعة في ريف تدمر، عقب انسحاب قوات النظام والمسلحين الموالين لها منها.

ويستخدم فوج من حرس الحدود هذه المحطة المخصصة أساساً لضخ النفط على خط كركوك بانياس كمقر عسكري، وفق المرصد.

وتشهد منطقة تدمر اشتباكات بين قوات النظام والتنظيم منذ 13 مايو. وسيطر التنظيم قبل الوصول إلى تدمر على بلدة السخنة وعلى حقلي الهيل والأرك للغاز وقرية العامرية. وأفاد المرصد، أمس، بسيطرة التنظيم على حقل «جزل» للغاز بالقرب من حقل شاعر في ريف حمص الشرقي، بعد اشتباكات استمرت ثلاثة أيام، وتسببت في مقتل 48 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.

ويشكل حقل «جزل» امتداداً لحقل شاعر الذي لايزال خاضعاً لسيطرة قوات النظام، بحسب المرصد.

وبات التنظيم يسيطر على الأغلبية الساحقة من حقول النفط والغاز في سورية، فيما تسيطر «وحدات حماية الشعب» الكردية على حقول رميلان في ريف الحسكة.

ووفق المرصد، بات التنظيم يسيطر اليوم على أكثر من 95 ألف كلم مربع من المساحة الجغرافية لسورية، أي ما يوازي نصف مساحة البلد، وإن كانت هذه المساحة لا تضم الأغلبية السكانية.

وفي القاهرة، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أمس، المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن إلى التحرك السريع واتخاذ ما يلزم من إجراءات لإنقاذ مدينة تدمر الأثرية، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونيسكو».

واعتبر في بيان أن سيطرة «داعش» على هذه المدينة التاريخية يشكل «تهديداً خطراً» لأحد أهم المواقع الأثرية والحضارية في العالم. وقال «على الجميع مسؤولية توفير الحماية اللازمة لها من مخاطر النهب والتدمير على أيدي عصابات (داعش) الإرهابية».

وعبر عن قلقه البالغ من حجم الجرائم البشعة التي يرتكبها التنظيم بحق التراث الحضاري والإنساني لهذه المنطقة.

تويتر