الائتلاف يؤكد أن انتصارات «المسطومة» في إدلب ستمتد إلى كل سورية

«داعش» يسيطر على ثلـث تدمر واشتباكات مع قوات النظـام

صورة

سيطر تنظيم «داعش» المتطرف، أمس، على الجزء الشمالي، الذي يشكل ثلث مدينة تدمر الأثرية، بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية، فيما تسود المدينة أجواء من «الخوف». في حين أكد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، أن انتصارات «معسكر المسطومة» في إدلب سيمتد لكل سورية كـ«نتيجة طبيعية لمسار الأحداث».

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن تنظيم «داعش» تمكن من السيطرة على كامل الجزء الشمالي من مدينة تدمر «فيما لاذت القوات النظامية بالفرار من هذه المنطقة، التي تمثل ثلث المدينة».

وأضاف أن عناصر التنظيم «دخلوا راجلين ومن دون عربات ويوجدون بين المباني».

ويأتي هذا الهجوم للتنظيم بعد استيلائه، صباح أمس، على مبنى أمن الدولة وعلى حاجز في المنطقة، بالقرب من احد الأبنية الذي يضم القيود المدنية لسكان المدينة.

وأكد مصدر أمني لـ«فرانس برس»، أن عناصر من التنظيم دخلوا إلى الجزء الشمالي من المدينة، مشيراً إلى أن «الاشتباكات لاتزال دائرة».

وقال إن عناصر التنظيم «دخلوا إلى عمق معين ضمن الحي الشمالي لمدينة تدمر». وأضاف أن «القتال يجري في عدد من الشوارع».

وحول احتمال وصول عناصر التنظيم إلى المدينة الأثرية، أجاب «انها حرب شوارع، ومن الصعب تحديد خطوط التماس»، مشيراً إلى أن «جميع الاحتمالات مفتوحة».

من جهته، اعتبر المدير العام للآثار والمتاحف مأمون عبدالكريم، في تصريح لـ«فرانس برس»، أمس، أن «الوضع سيئ جداً»، معرباً عن قلقه حيال مصير المعالم الأثرية في جنوب غرب المدينة المعروفة بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة والمدرجة على لائحة التراث العالمي.

وقال «يكفي أن يتمكن خمسة عناصر من التنظيم من الدخول إلى المعالم كي يدمروا كل شيء»، مناشداً المجتمع الدولي التحرك من أجل حمايتها. وأكد عبدالكريم أن «مئات التماثيل والقطع الأثرية تم نقلها من متحف تدمر إلى أماكن آمنة»، لكن القطع المعلقة على الجدران، وتلك التي يصعب حملها بقيت هناك.

وقال احد سكان المدينة الذي عرف عن نفسه باسم خالد الحمصي، «إن الناس خائفة جداً من القادم»، مضيفاً عبر الانترنت أن «حركة السير خفيفة جداً والناس تشعر بالقلق».

وأكد الناشط محمد المتحدر من تدمر لـ«فرانس برس» عبر الإنترنت أن «عناصر النظام فروا بعد استيلاء التنظيم على مبنى أمن الدولة».

وقال إن عناصر القوات النظامية لجأت إلى فرع المخابرات العسكرية الواقع في جنوب غرب المدينة بالقرب من المعالم الأثرية الشهيرة.

ويأتي تقدم التنظيم اثر اشتباكات عنيفة استمرت منذ ليل أول من أمس، في محيط الأحياء الشمالية للمدينة، بحسب المرصد الذي أشار إلى ترافق الاشتباكات «مع قصف متبادل بقذائف الهاون والمدفعية».

وكان التنظيم سيطر، السبت الماضي، على أجزاء واسعة من شمال المدينة، إلا أن القوات النظامية تمكنت من صده في اقل من 24 ساعة.

وبدأ التنظيم المتطرف في 13 مايو هجوماً في اتجاه تدمر، التي تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي بالنسبة إليه، اذ تفتح له الطريق نحو البادية المتصلة بمحافظة الأنبار العراقية. كما انها مهمة من الناحية الدعائية، كونها محط انظار عالمياً بسبب آثارها. وتمكن التنظيم من السيطرة على مناطق قريبة من المدينة بينها حقلان للغاز.

وفي شمال غرب البلاد، قتل 22 مدنياً، إثر قصف من الطيران الحربي السوري على بلدة دركوش في ريف إدلب، غداة خسارة النظام معسكر المسطومة، في هذه المحافظة الحدودية مع تركيا التي بات مقاتلو المعارضة يسيطرون على معظمها.

ولم يبق للنظام وجود نوعي في محافظة إدلب إلا في مدينة أريحا الواقعة على بعد سبعة كيلومترات جنوب المسطومة، ومطار أبوالضهور العسكري الواقع على بعد اكثر من 50 كيلومتراً جنوب غرب المنطقة.

وفي دمشق، قتلت معلمة وجرح 22 طالباً، اثر سقوط قذيفة اطلقها مقاتلو المعارضة على مدرسة في حي المالكي، بحسب المرصد والإعلام الرسمي.

من ناحية أخرى، أكد الائتلاف الوطني المعارض، في بيان، أن انتصارات معسكر المسطومة في إدلب ستمتد لكل سورية.

وقال «يمثل تحرير معسكر المسطومة، آخر معسكر لنظام (الرئيس بشار) الأسد في ريف إدلب بما له من أهمية عسكرية واستراتيجية، انتصاراً كبيراً للثوار يندرج ضمن سلسلة من الهزائم التي لحقت بالنظام في محافظتي حماة وإدلب خلال الشهور الماضية».

وأضاف «إننا إذ نشيد ببطولات الثوار، وننحني أمام شجاعتهم، فإننا نؤكد أيضاً أن ما يجري هو المسار الطبيعي للأحداث، خصوصاً عندما تتحد كلمة الثوار وتتضافر جهودهم، إذ لا يمكن لنظام يرتكب ما ارتكبه نظام الأسد ضد السوريين إلا أن يخسر كل شيء، وما من شك في أن صدى هذه الانتصارات ستمتد إلى جميع أرجاء سورية».

واعتبر الائتلاف أن «إرادة الثوار تستمر في فرض نفسها، وهي ترسخ من خلال ذلك واقعاً سياسياً جديداً، يؤكد أن تحرير سورية أمرٌ حتمي لا محيد عنه، واقع يجدد الثقة بقوى الثورة التي تدافع عن المدنيين، وتلتزم بمبادئ الثورة وأخلاقها، وتحترم العهود والمواثيق الدولية، وتسعى لتحقيق الخيار الذي تحلقت حوله تطلعات السوريين».

وسيطر «جيش الفتح» المؤلف من تحالف يضم «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية أول من أمس، على معسكر المسطومة، أقوى ما تبقى من معاقل النظام في محافظة إدلب شمال غرب البلاد.

تويتر