مقتل 300 خلال 4 أيام من معارك المدينة الأثرية

قوات النظام تصد هجوماً لـ «داعش» على تدمر.. و32 قتيلاً في العملية الأميركية

ارتفاع أعمدة الدخان عقب ضربات جوية من قبل قوات النظام السوري على منطقة الغوطة الشرقية أمس. رويترز

تمكّنت قوات النظام من صد هجوم لتنظيم «داعش» على مدينة تدمر الأثرية في وسط سورية، وقتل نحو 300 شخص بالمعارك المستمرة في محيط المدينة، منذ بدء تنظيم «داعش»، الأربعاء الماضي، هجوماً في اتجاه المدينة الأثرية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، عن ارتفاع حصيلة القتلى من التنظيم الإرهابي في عملية الإنزال الأميركية إلى 32.

وتفصيلاً، تتواصل المعارك بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة و«داعش»، على بعد كيلومتر من تدمر المعروفة بموقعها الأثري المدرج على لائحة التراث العالمي، والواقع في جنوب غرب المدينة، وذلك بعد أن انسحب التنظيم من «معظم الأحياء» الواقعة في الطرف الشمالي، التي كان نجح في دخولها، أول من أمس.

وقال المرصد «ارتفع إلى 295 على الأقل عدد الذين تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق» مقتلهم «منذ بدء تنظيم داعش هجومه على مدينتي السخنة وتدمر ومحيطهما، في 13 مايو».

وقال المرصد إن بين القتلى 57 مدنياً، قضى ثمانية منهم في القصف الجوي والصاروخي المتبادل، و49 آخرون إعداماً على أيدي التنظيم. ومن الذين أعدموا تسعة أطفال وخمس نساء. ووجه التنظيم إليهم تهمة التعامل مع النظام السوري، بينما قتل 123 عنصراً من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها خلال اشتباكات مع «داعش» في مدينتي السخنة وتدمر ومحيطهما، وحقل الهيل النفطي الواقع بينهما. كما تم توثيق مقتل ما لا يقل عن 115 عنصراً من «داعش» في المعارك والقصف.

وبعد ساعات من بدء المعركة في اتجاه تدمر، سيطر تنظيم «داعش» على بلدة السخنة التي تبعد 80 كيلومتراً من تدمر، وعلى معظم النقاط العسكرية الواقعة على الطريق بين المنطقتين. ودخل السبت الأطراف الشمالية للمدينة، قبل أن تجبره قوات النظام على الانسحاب أمس.

وتركزت معارك، أمس، في الضاحية الشمالية لتدمر، وفي حقل الهيل للغاز شمال شرق المدينة، حيث سيطر التنظيم على حاجزين لقوات النظام. ونشر التنظيم على مواقع متطرفة على الإنترنت صوراً لمسلحين منه موجودين في حقل الهيل، إلى جانب حاجز مدمر، وبينها صورة دبابة تطلق قذيفة أحدثت كتلة نار كبيرة.

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن «تتواصل المعارك في ضاحية العامرية الشمالية»، مشيراً إلى أن التنظيم «انسحب من معظم الأحياء» بعد أقل من 24 ساعة من دخولها. وذكر محافظ حمص، طلال البرازي «تم إفشال هجوم التنظيم وإقصاء عناصره من الأطراف التي كانوا يوجدون فيها شمال وشرق مدينة تدمر». وأضاف أن القوات النظامية «تمكنت كذلك من استعادة التلة المطلة على المدينة وبرج الإذاعة والتلفزيون في شمال غرب المدينة، بالإضافة إلى حاجز الست عند مدخل المدينة». وأشار إلى أن «الأمور بخير الآن في المدينة ومحيطها».

وذكر التلفزيون الرسمي السوري، نقلاً عن مصدر عسكري، أن «سلاح الجو استهدف أرتال إرهابيي داعش الفارين من محيط بلدة تدمر باتجاه بلدة السخنة، ودمر عشرات الآليات».

وأورد المرصد أن الطيران الحربي استهدف، أمس، بلدة السخنة التي كان احتلها التنظيم في طريقه إلى تدمر، ما تسبب في مقتل خمسة أشخاص. وقال المرصد إن المعارك في شمال المدينة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 29 عنصراً من التنظيم المتطرف ومقتل 23 عنصراً من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها.

على صعيد آخر، أفاد المرصد بارتفاع حصيلة القتلى من «داعش» في العملية الأميركية التي تمت في حقل العمر النفطي في محافظة دير الزور، أحد أكبر حقول النفط في البلاد، إلى 32، بينهم أربعة قياديين.

وأوضح عبدالرحمن أن أربعة قياديين من «داعش» قتلوا في العملية، هم أبوسياف الذي يشرف على عمليات تهريب النفط لحساب المتطرفين، وقد أكدت واشنطن مقتله، أول من أمس. ولم يحدد أسماء المسؤولين الثلاثة الآخرين، إنما ذكر أن أحدهم هو مساعد المسؤول العسكري في التنظيم المعروف بعمر الشيشاني (ويقدم على أنه «وزير دفاع داعش»)، والآخر مسؤول عن قطاع الاتصالات، ولم تعرف مسؤولية القيادي الرابع.

كما أشار عبدالرحمن إلى أن مسؤول الاتصالات سوري الجنسية، بينما المسؤولون الثلاثة الآخرون من دول المغرب.

ونفذت فرق كوماندوس من «قوة دلتا»، إحدى وحدات قوات النخبة الأميركية المتمركزة في العراق، عملية إنزال بوساطة مروحيات عسكرية، في أول عملية إنزال برية ضد المتطرفين في سورية تؤكدها واشنطن علناً.

من جانبها، قال التلفزيون السوري إن الجيش قتل خمسة من قيادات «داعش» في هجوم بشرق البلاد. ونقل شريط الأخبار عن مراسل التلفزيون السوري في محافظة دير الزور قوله إن الخمسة سعودي وتركي وشيشاني وأردني وعراقي.

 

 

تويتر