«داعش» يسيطر على الجزء الشمالي من مدينة تدمر الأثرية

أوباما يستبعد تسوية النزاع السوري قبل نهاية ولايته.. ويشرف على قتل قيادي «داعشي»

ارتفاع أعمدة الدخان خلال اشتباكات قرب مبنى المحافظة في ريف دمشق أمس. رويترز

اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما، أول من أمس، أن النزاع في سورية لن ينتهي على الأرجح قبل رحيله عن البيت الابيض مطلع 2017، مجدداً التأكيد على قناعته بأنه ليس هناك «حل عسكري»، فيما أعلن البيت الأبيض، أمس، أن القوات الخاصة الأميركية قتلت قيادياً كبيراً في تنظيم «داعش»، وقبضت على زوجته في شرق سورية، في عملية نوعية تحت إشراف أوباما، بينما تمكن مقاتلو «داعش»، أمس، من السيطرة على مساحة كبيرة من الجزء الشمالي من مدينة تدمر الأثرية الواقعة في وسط سورية.

وتفصيلاً، وفي مقابلة مع محطة العربية، قال أوباما، إن «الوضع في سورية محزن لكنه معقد للغاية». ورداً على سؤال حول إمكانية أن يحل هذا النزاع الذي اوقع أكثر من 220 ألف قتيل قبل انتهاء ولايته الثانية، قال الرئيس الأميركي «على الأرجح لا».

وأضاف «هناك حرب أهلية في بلد نتجت عن مظالم قديمة، هي ليست شيئاً أثارته الولايات المتحدة، وهي ليست شيئاً كان يمكن ان توقفه الولايات المتحدة»، موضحاً أنه «غالباً ما ينسب الناس في منطقة الشرق الأوسط كل شيء إلى الولايات المتحدة».

وأوضح أوباما أن حل النزاع يتطلب تعاون الحلفاء الخليجيين ودولاً أخرى في المنطقة مثل تركيا، مشدداً على أن «الخيار العسكري لن يكون الحل». وجدد تأكيده على أنه من المنطقي أكثر العمل مع تلك الدول عوضاً عن تحركها «بطريقة أحادية».

يأتي ذلك في وقت قال مسؤولون أميركيون، أمس، إن قوات خاصة أميركية قتلت قيادياً بارزاً في تنظيم «داعش» ساعد في توجيه عمليات التنظيم المتعلقة بالشؤون المالية والنفط والغاز في غارة نفذتها شرق سورية. وقال البيت الأبيض إن الرئيس أوباما أمر بتنفيذ الغارة التي نفذت ليلاً وقتل فيها أبوسياف. وذكر مسؤولون أن زوجته أم سياف اعتقلت في الغارة وتحتجز في العراق.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض برناديت ميهان، في بيان، إن أفراداً من هذه القوة يتمركزون خارج العراق نفذوا العملية في حقل العمر النفطي شرق البلاد. وتابعت ميهان «أثناء العملية قتل أبوسياف خلال اشتباكه مع القوة الأميركية».

وأضافت «أصدر الرئيس الأوامر بتنفيذ العملية بناء على توصية بالإجماع من فريق الأمن القومي، وبعد أن جمعنا ما يكفي من معلومات المخابرات وكنا واثقين بأن المهمة ستجرى بنجاح، ووفقاً لشروط تنفيذ مثل هذه العمليات». وذكرت ميهان أن العملية جرت «بموافقة السلطات العراقية الكاملة» و«طبقاً للقانون المحلي والدولي». وأشار البيت الأبيض إلى أن الإدارة الأميركية لم تبلغ الرئيس السوري بشار الأسد مسبقاً بالعملية، ولم تنسق مع دمشق.

وقبل وقت قصير من الإعلان الأميركي ذكر التلفزيون السوري الرسمي، أن الجيش السوري قتل قيادياً في تنظيم «داعش» المسؤول عن شؤون النفط وعرفه بأنه أبوالتيم السعودي. وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، إن وحدات من العمليات الخاصة نفذت العملية التي استهدفت أبوسياف وزوجته. وأوضح أن أبوسياف كان مشاركاً في العمليات العسكرية للتنظيم المسلح وساعد في إدارة «عملياته المالية غير المشروعة، وكذلك ما يتعلق بالنفط والغاز».

وفي بيانها، أوردت ميهان أنه خلال العملية حررت القوات الأميركية شابة إيزيدية «يبدو أن الزوجين كانا يحتجزانها عبدة لديهما». وأشارت ميهان إلى أن الزوجة حالياً قيد الاعتقال في سجن أميركي في العراق.

من جانبه، أعلن التلفزيون السوري في خبر عاجل «مقتل ما يسمى وزير النفط في تنظيم داعش الإرهابي المدعو أبوالتيم السعودي مع 40 من أفراد مجموعته في عملية نوعية لوحدة من قواتنا في حقل العمر النفطي». إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن تقريراً بثه التلفزيون الرسمي السوري، وأفاد بأن الجيش السوري قتل قيادياً في «داعش» خاطئ، وأنه نسب للجيش الفضل في غارة نفذتها قوات أميركية. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن الغارة التي استهدفت حقلاً نفطياً في محافظة دير الزور بشرق سورية هي نفسها التي قال مسؤولون أميركيون، إن قوات خاصة أميركية نفذتها. وقال المرصد إن نحو 19 من أعضاء «داعش» قتلوا في ضربة جوية في حقل النفطي. وأضاف أن 12 من القتلى أجانب. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «داعش تمكن من التقدم والسيطرة على معظم الأحياء الواقعة في الجزء الشمالي من مدينة تدمر»، مشيراً إلى «اشتباكات عنيفة تدور حالياً بين مقاتلي التنظيم وقوات النظام» في شمال تدمر. ويخوض مقاتلو تنظيم «داعش» اشتباكات عنيفة في المنطقة، بعد تمكنهم الأربعاء الماضي من السيطرة على بلدة السخنة التي تبعد 80 كيلومتراً من تدمر وعلى جميع النقاط العسكرية الواقعة على الطريق بين المنطقتين.

وأشار المرصد إلى اشتباكات بين الطرفين تدور قرب القلعة الإسلامية في غرب المدينة، أسفرت عن مقتل 13 متطرفاً، فيما لم يتضح عدد القتلى في صفوف قوات النظام.

وتضم مدينة تدمر في الجزء الجنوبي الغربي مواقع أثرية مصنفة على لائحة التراث العالمي، وتعرف بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة.

تويتر