«داعش» على بعد كيلومترين من مدينة تدمر الأثرية

مقتل 17 طفلاً في غارات للنظام على ريف حلب

صورة

قتل 17 طفلاً من بين 39 مدنياً في غارات جوية شنتها قوات النظام السوري، استهدفت بلدات عدة في ريف حلب الجنوبي شمال سورية. في حين اقترب تنظيم «داعش»، أمس، من مدينة تدمر الأثرية وسط سورية وأصبح على بعد نحو كيلومترين، في ظل استمرار المعارك العنيفة بينه وبين قوات النظام في المنطقة التي أوقعت 110 قتلى من الطرفين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، في بريد إلكتروني إنه تمكن من توثيق مقتل «39 مدنياً على الأقل بينهم 17 طفلاً وثلاث نساء في مجازر نفذتها طائرات ومروحيات النظام التي قصفت بالصواريخ والبراميل المتفجرة مناطق في قريتي خلصة والعيس وبلدة الحاضر» في ريف حلب الجنوبي، أول من أمس.

وأكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، أن بين القتلى الأطفال «ثمانية أشقاء، بالإضافة إلى شقيقين من عائلة اخرى».

وأدى القصف الجوي، وفق المرصد، إلى «اصابة عشرات المدنيين بجروح، بعضهم في حالة خطرة واصاباتهم بالغة».

ويقصف النظام بانتظام مناطق تخضع لسيطرة قوات المعارضة في مدينة حلب وريفها بالطائرات الحربية والبراميل المتفجرة التي تلقى من طائرات مروحية، وحصدت مئات القتلى منذ نهاية العام 2013.

إلى ذلك، اقترب تنظيم «داعش» من مدينة تدمر الأثرية. ولجأت إلى تدمر 1800 عائلة خلال الساعات الماضية، بحسب مصدر رسمي سوري، هرباً من المعارك التي تسببت في مقتل اكثر من 110 مقاتلين من الطرفين، بحسب المرصد.

وقال عبدالرحمن «باتت تدمر مهددة من مقاتلي التنظيم الذين أصبحوا على بعد كيلومترين من المدينة» الواقعة في محافظة حمص، مشيراً إلى أن «الاشتباكات تدور حالياً في محيط تدمر من الجهة الشرقية».

واندلعت المعارك في المنطقة بين الجانبين ليل الثلاثاء/ الاربعاء، وتمكن مقاتلو التنظيم، أول من أمس، من السيطرة على بلدة السخنة التي تقع على طريق سريع يربط محافظة دير الزور (شرق)، أحد معاقل التنظيم، بمدينة تدمر الخاضعة لسيطرة قوات النظام.

وأعلن التنظيم على مواقع إلكترونية «تحرير مدينة السخنة بشكل كامل، ما أدى إلى فتح الطريق الدولي بين ولايتي حمص والخير»، وهي التسمية التي يطلقها على محافظة دير الزور.

ونشر التنظيم صوراً تظهر مقاتلين منه في مواقع عسكرية قال إنها كانت لقوات النظام، كما نشر صوراً اخرى لأسلحة وذخائر وقذائف موضبة في صناديق قال إنها «غنائم» حصل مقاتلوه عليها بعد سيطرتهم على الحواجز العسكرية.

من جهته، قال محافظ حمص طلال البرازي، لـ«فرانس برس»، إن «1800 عائلة من بلدة السخنة فرت إلى مدينة تدمر»، إثر احتدام الاشتباكات أول من أمس. وأشار إلى إيواء العائلات النازحة في ثلاثة مراكز في المدينة.

وأكد عبدالرحمن من جهته نزوح عدد من العائلات باتجاه تدمر، بينها عائلات الضباط المقيمة في مساكن مخصصة للضباط تقع شرق تدمر.

وارتفعت حصيلة القتلى في المعارك منذ اندلاعها، وفق المرصد، إلى 110 أشخاص، منهم 70 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم ستة ضباط، وما لا يقل عن 40 عنصراً من التنظيم بينهم قياديان تولى أحدهما قيادة الهجوم.

ونعى التنظيم «الشيخ المجاهد أبي مالك أنس النشوان»، الذي قال إنه قضى في معارك السخنة.

وأشار المرصد إلى «إصابة 100 عنصر على الأقل في صفوف الطرفين بجروح».

وتعد آثار مدينة تدمر واحداً من ستة مواقع سورية مدرجة على لائحة التراث العالمي في عام 2006، أبرزها قلعة الحصن في حمص والمدينة القديمة في دمشق وحلب.

وقال المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبدالكريم، لـ«فرانس برس»، أمس، «إنها اللحظة الاصعب بالنسبة إلي منذ أربعة أعوام، إذا دخل تنظيم داعش إلى تدمر فهذا يعني دمارها، إذا سقطت المدينة فستكون كارثة دولية».

تويتر