لؤي حسين التقى خوجة.. واتفقا على طبيعة المرحلة الانتقالية

الائتلاف يقاطع مشاورات جـنيـــف ويؤكد على رحيل الأسد شـرطــاً للحل

صورة

أكد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أنه سيقاطع المشاورات التي بدأها منذ أيام مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، في حين التقى، أمس، رئيس الائتلاف خالد خوجة، مع رئيس «تيار بناء الدولة» المعارض البارز لؤي حسين، وأعلنا التوافق على «رؤية مشتركة للحل السياسي»، تؤكد رحيل الرئيس بشار الأسد كشرط لأي تسوية.

وأعلنت مصادر مطلعة من المعارضة السورية أن الائتلاف الوطني سيقاطع المشاورات التي انطلقت منذ أيام في جنيف،

وقال عضو الائتلاف سمير نشار، إن الائتلاف غير راض عن دعوة إيران، الداعم الرئيس للأسد، إلى المشاورات.

كما أكد عضو الائتلاف أحمد رمضان، أن هناك استياء من قبل مختلف الأطراف في الائتلاف من الأسلوب الذي يعتمده دي ميستورا في معالجة الأزمة السورية، وعدم الاعتراف بالائتلاف «كممثل شرعي معترف به من الأمم المتحدة»، إضافة إلى دعوة إيران «الشريك الأساس في عمليات التدمير والقتل»، التي يقوم بها النظام.

وكانت صحيفة «الشرق الأوسط» ذكرت، أمس، أن الائتلاف يتجه إلى مقاطعة مؤتمر القاهرة الثاني، المزمع عقده الأسبوع المقبل، و«مشاورات جنيف» حول الأزمة في سورية، مكتفياً بتقديم رسالة خطية إلى كل من دي ميستورا وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، تتضمن نقاط الاعتراض على حراك دي ميستورا، منذ البدء بمهمته قبل أكثر من ثمانية أشهر.

وأتى قرار الائتلاف بعد اجتماعات للهيئة العامة عقدت في إسطنبول يومي السبت والأحد الماضيين.

وأكدت مصادر في الائتلاف للصحيفة، أن «قرار المقاطعة الذي حصل على تأييد معظم الأصوات في الهيئة العامة، جاء نتيجة اقتناع الجميع بعدم جدوى هذه المفاوضات، التي لا يبدو أن دي ميستورا سيقدم خلالها جديداً، كما أنه يحاول تشتيت المعارضة وتعويم الأسد، بعدما بات المجتمع الدولي يعطي الأولوية لمحاربة تنظيم داعش، وهو ما سبق أن أعلنته الفصائل العسكرية على رأسها الجيش الحر».

وفي أسطنبول، التقى رئيس الائتلاف خالد خوجة، أمس، المعارض لؤي حسين، الذي غادر سورية أخيراً للمرة الأولى.

وأعلن الطرفان في بيان، التوافق على «رؤية مشتركة للحل السياسي»، تؤكد على رحيل الأسد كشرط لأي تسوية.

وشدد الرجلان في بيان رسمي تمت تلاوته في مؤتمر صحافي مشترك عقد في إسطنبول، على أن «لا حل سياسياً ينقذ سورية مما هي فيه إلا برحيل الأسد وزمرته، وألا يكون له اي دور في مستقبل سورية».

وأضاف البيان أن «استمرار التعاون والتنسيق بيننا ومع أطراف المعارضة الأخرى حجر الزاوية في العمل الوطني لخدمة الثورة وإسقاط النظام»، داعين جميع أطراف المعارضة «للانضمام إلينا في هذا الجهد».

ويأتي اللقاء بعد أن تمكن حسين قبل اكثر من أسبوعين من مغادرة بلاده إلى إسبانيا عن طريق تركيا، على الرغم من حظر السفر المفروض عليه من دمشق، حيث كان يحاكم طليقاً بتهمة «وهن نفسية الأمة»، على خلفية تصريحات مناهضة للنظام أدلى بها في وقت سابق.

ويترأس حسين «تيار بناء الدولة السورية»، الذي كان يعتبر جزءاً من معارضة الداخل المقبولة من النظام. لكن حسين قال لـ«فرانس برس» بعد وصوله إلى مدريد «لم يعد هناك أي امكانية للتفاهم مع النظام الذي تحول إلى ميليشيا».

وقال حسين، أمس، إن النظام السوري «تحول إلى كائن غير قادر على الدخول في أي عملية سياسية».

وتتضمن الرؤية المشتركة للحل السياسي، وفق بيان حسين والائتلاف، التأكيد على «تأسيس جيش وطني للثورة السورية»، بعدما بات ذلك «أمراً ملحاً لمواجهة استحقاقات المستقبل، بعد أن تهتك جيش النظام وبانت بداية نهايته». وأضاف البيان أن «الثورة السورية تقف مع الأمن والاستقرار وسيادة القانون ونبذ العنف وتحقيق السلم الأهلي»، مضيفاً أن الثورة «ليست حركة متطرفة في صميمها وإنما تهدف إلى إقامة نظام دستوري، يحترم إرادة الشعب، ويلتزم حقوق الإنسان في بناء دولة حديثة عادلة وعصرية، تقوم على قاعدة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات من دون أي تمييز على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو الطائفة، وترفض تماماً وكلياً أي امتياز أو عقوبة تقوم على هذا الأساس، إنها الأمل ومحط الرجاء لتصبح سورية كما كانت دائماً وطناً حراً لكل أبنائها».

وأشار إلى أن هذا الجيش سيكون ثمرة «توحيد بين فصائل الثورة المقاتلة على الأرض لتكون اللبنة الأولى في بناء هذا الجيش، حيث يكون الثوار وضباط الجيش الحر والسوريون الأحرار في كل مكان عموده الفقري».

من جهته، أوضح خوجة رداً على أسئلة الصحافيين أن «هناك ضباطاً منشقين على الجبهات، وآخرين في المخيمات يمكن الاستفادة من خبراتهم، بالإضافة إلى 20 ألف عنصر أمن انشقوا عن النظام».

ورداً على سؤال عن موقع الكتائب الإسلامية في هذا الجيش، أضاف أن «التيار الذي سيبني سورية المستقبل هو تيار وطني بامتياز وليس مؤدلجاً»، مشيراً إلى أن مساعي بدأت مع «مختلف القوى الثورية لنلتقي على أرضية واحدة».

وأضاف «هناك تجاوب من أغلب الجبهات حول هذا الطرح ونتابع التواصل معها».

 

 

تويتر