الأسد يعتبر أن خسارة معركة لا تعني خسارة الحرب.. ويعد بإرسال الجيش لاستعادة جسر الشغور

16 قتيلاً من الأمن الكردي بهـجوم انتحاري لـ «داعش» في الحســــكة

صورة

قتل 16 عنصراً من قوى الأمن الكردية في هجوم انتحاري نفذه انتحاريون في تنظيم «داعش» في مدينة الحسكة شمال شرق سورية.

في حين اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد، في ظهور علني نادر له في دمشق، أمس، أن خسارة معركة في الحرب لا تعني الهزيمة، في أول إقرار ضمني له بسلسلة الخسائر التي تعرضت لها قواته خلال الأسابيع الأخيرة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن انفجاراً كبيراً وقع في مدينة الحسكة فجر أمس، نجم عن تفجير تنظيم «داعش» عربة مفخخة في مقر لقوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) في ساحة البيطرة في مدينة الحسكة.

وأوضح أن عناصر من التنظيم وصلوا إلى باحة المقر في ثلاث سيارات رباعية الدفع.

وبينما فجر أحدهم نفسه في إحدى السيارات، ترجل آخرون لم يحدد عددهم من السيارتين الأخريين ودخلوا المقر وهم يطلقون النار.

وقال إن اشتباكات عنيفة وقعت بين العناصر المهاجمة وعناصر قوات الأسايش التي تمكنت من قتل المهاجمين، مؤكداً أن التفجير والمعارك «أسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 16 عنصراً من الأسايش، وإصابة آخرين بجروح».

في الوقت نفسه، تساقطت قذائف صاروخية على أحياء عدة في المدينة التي تتقاسم السيطرة عليها وحدات حماية الشعب الكردي وقوات النظام، فيما يسيطر التنظيم على مناطق واسعة في ريف الحسكة.

وأكد التلفزيون الرسمي السوري وقوع «تفجير إرهابي بسيارة مفخخة قرب مبنى البيطرة في حي الناصرة، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء والجرحى».

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في قيادة شرطة الحسكة، قوله إن إرهابيين من «داعش» استهدفوا بقذائف صاروخية وهاون أحياء في مدينة الحسكة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أربعة آخرين بجروح.

وفي محافظة القنيطرة (جنوب)، نجح مقاتلو المعارضة، على رأسهم جبهة النصرة، في طرد «جيش الجهاد» المؤيد لتنظيم «داعش» من كل المنطقة المحيطة بمعبر القنيطرة، بعد تسعة ايام من المعارك.

ووثق المرصد مقتل 78 مقاتلاً على الأقل من الطرفين منذ بداية المعركة.

والقتلى هم 46 من «جبهة النصرة» وفصائل مقاتلة أبرزها «جيش الإسلام» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» و«ألوية الفرقان» و«فرقة فلوجة حوران» و«جيش اليرموك»، و32 من «جيش الجهاد».

وأشار إلى انتهاء المعارك «بسيطرة تحالف جبهة النصرة والفصائل على منطقة القحطانية ومقار جيش الجهاد في ريف القنيطرة»، مشيراً إلى استمرار مطاردة بعض العناصر المنسحبين من «جيش الجهاد».

وفي ريف دمشق، استعاد مقاتلو المعارضة، وبينهم «جيش الإسلام» السيطرة على المواقع التي كانت تقدمت إليها قوات النظام في الثالث من مايو في بلدة ميدعا الواقعة شمال شرق دمشق، بحسب المرصد ومصدر ميداني سوري.

وسعت قوات النظام عبر هجومها على ميدعا إلى تضييق الخناق على المعارضة المسلحة في منطقة الغوطة الشرقية، بقطع أحد آخر طرق الامداد اليها.

من ناحية أخرى، قال الأسد خلال زيارة إلى «هيئة مدارس أبناء وبنات الشهداء» على أطراف العاصمة «نحن اليوم نخوض حرباً لا معركة، والحرب مجموعة من المعارك الكثيرة».

وأوضح أنه «عندما نتحدث عن حرب شرسة كالتي تحصل في سورية، فنحن نتحدث ليس عن عشرات ولا مئات بل آلاف المعارك»، مضيفاً أن «من الطبيعي في هذا النوع من المعارك والظروف، وطبيعة كل المعارك، أن تكون عملية كر وفر، ربح وخسارة، صعود وهبوط. كل شيء فيها يتبدل، ماعدا شيئاً وحيداً وهو الإيمان بالمقاتل، وإيمان المقاتل بحتمية الانتصار».

وقال «لذلك عندما تحصل نكسات، يجب أن نقوم بواجبنا كمجتمع، أن نعطي الجيش المعنويات، ولا ننتظر منه دائماً أن يعطينا»، مندداً ب،«ما يفعل البعض اليوم» من «تعميم روح الاحباط وروح اليأس بخسارة هنا أو خسارة هناك».

وخسر النظام خلال الشهر الماضي أمام مقاتلي المعارضة مدينة بصرى الشام، ومعبر نصيب الحدودي مع الأردن في محافظة درعا الجنوبية. كما خسر مدينة إدلب، مركز محافظة إدلب (شمال غرب)، ومن بعدها مدينة جسر الشغور الاستراتيجية، ومعسكر القرميد المجاور.

ولايزال العشرات من قواته محاصرين في مبنى المستشفى الوطني في جسر الشغور، الذي انسحبوا إليه بعد سيطرة المعارضة على المدينة.

وأعلن الأسد أن «الجيش سيصل قريباً إلى أولئك الأبطال المحاصرين في مستشفى جسر الشغور من أجل متابعة المعركة ودحر الإرهاب».

وحذر من الانجرار إلى «الإحباط واليأس». وقال «علينا أن نكون حذرين من هؤلاء المحبطين في المعركة، فالهزيمة هي الهزيمة النفسية، وأنا لست قلقاً، ولا داعي للقلق، لكن هذا لا يمنع من التحذير من أن بداية الاحباط هو الوصول إلى الهزيمة».

وأورد التلفزيون الرسمي أن الأسد تحدث خلال مشاركته في حفل تكريم «لأبناء شهداء الحرب على سورية الذين اكملوا مسيرة آبائهم، وانتسبوا إلى الكليات العسكرية بمختلف صنوفها».

وتحتفل سورية في السادس من مايو من كل سنة بـ«عيد الشهداء»، تكريماً للسوريين الذين قضوا في مثل هذا اليوم من العام 1916 إعداماً على يد السلطنة العثمانية.

وأشار الأسد إلى أن «مجازر» العثمانيين آنذاك «لم تقتصر على الوطنيين، بل امتدت لتشمل الملايين من الأرمن والسريان وشرائح مختلفة كانت تعيش في كنف السلطنة العثمانية في ذلك الوقت».

واستغل المناسبة ليهاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الداعم للمعارضة السورية. وقال «اليوم تتكرر هذه المجازر بالشكل نفسه، مع اختلاف بعض الأدوات والأسماء، ففي ذلك الوقت من قام بعمليات الاعدام هو جمال باشا السفاح، أما اليوم فمن يقوم بها هو أردوغان السفاح».

 

 

تويتر