محاصرة 150 جندياً في المشفى الوطني جنوب غرب جسر الشغور

المعارضة تهاجم قمة «النبــــــي يونس» الاستراتيجية في ريف اللاذقــــــيــة

صورة

اندلعت اشتباكات عنيفة بين المعارضة السورية المسلحة والقوات النظامية في محيط قمة «النبي يونس» الاستراتيجية بريف محافظة اللاذقية، في مناطق قريبة من مسقط رأس عائلة الرئيس بشار الأسد، قتل خلالها سبعة من المعارضة، و10 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فيما يحاول النظام تحصين مواقعه في القمة، التي تعد النقطة الأعلى في المحافظة، والواقعة على الحدود الإدارية الفاصلة بين محافظات إدلب وحماة واللاذقية، في حين حاصرت المعارضة نحو 150 جندياً في المستشفى الوطني جنوب غرب مدينة جسر الشغور بريف إدلب.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في الجيش، قوله، إن مقاتلات قصفت مخابئ للمتمردين في ريف اللاذقية الشمالي، وإن «العشرات سقطوا بين قتيل وجريح».

وأكد أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة أوقعت أعداداً من أفراد التنظيمات الإرهابية قتلى ومصابين، في ضربات جوية نفذتها على أوكارهم وتجمعاتهم في ريف اللاذقية الشمالي». واللاذقية هي الميناء الرئيس في سورية، وهي واحدة إلى جانب العاصمة دمشق، من أهم المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن «سبعة مقاتلين على الأقل من الفصائل الإسلامية والمقاتلة قتلوا، في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف اللاذقية الشمالي»، مضيفاً أن «10 عناصر على الأقل من قوات النظام وعناصر قوات الدفاع الوطني الموالين قتلوا أيضاً».

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، أن الاشتباكات بين الطرفين اندلعت بعد منتصف الليلة قبل الماضية في محيط قمة «النبي يونس» الاستراتيجية، النقطة الأعلى في المحافظة، والواقعة على الحدود الإدارية الفاصلة بين محافظات إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط) واللاذقية (غرب).

وقال إن «قوات النظام تحاول التقدم في محيط قمة النبي يونس في شمال شرق اللاذقية لتحصينها، باعتبارها نقطة استراتيجية للتقدم باتجاه سهل الغاب (شرقاً)، ومدينة جسر الشغور (شمالاً)».

وخسر النظام، السبت الماضي، سيطرته على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية في محافظة إدلب، بعد أقل من شهر على خسارته مدينة إدلب مركز المحافظة.

وقال محللون إن سقوط جسر الشغور يعد ضربة كبيرة للنظام، كون سيطرة المعارضة المسلحة عليها تفتح الطريق أمام احتمال شنّ هجمات في اتجاه محافظة اللاذقية ومناطق أخرى خاضعة لسيطرته في ريف حماة.

ويقتصر وجود كتائب المعارضة في محافظة اللاذقية ذات الأغلبية العلوية ومعقل عائلة الأسد على المناطق الواقعة في غرب القمة وشمال غربها.

وفي حال تمكنت كتائب المعارضة من السيطرة على قمة النبي يونس، يصبح طريقها مفتوحاً إلى الساحل، وفق عبدالرحمن، الذي يشير ايضاً إلى ان القمة تعد قاعدة انطلاق ضرورية لأي عمليات قد تشنها قوات النظام باتجاه جسر الشغور.

وترافقت الاشتباكات في محيط القمة، بحسب المرصد، مع قصف جوي عنيف ومكثف من قبل طائرات النظام الحربية والمروحية، استهدف مناطق عدة في جبل الأكراد وأماكن اخرى في ريف اللاذقية الشمالي.

وجرت الاشتباكات بعد التقدم الذي حققه «جيش الفتح» المؤلف من تحالف يضم «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية أبرزها حركة «أحرار الشام». وقال رامي عبدالرحمن، إن معارك اللاذقية بدأت بهجوم شنه الجيش السوري، أول من أمس، بالتحالف مع ميليشيات محلية بغرض طرد قوات المعارضة من المحافظة، حتى يتمكن الجيش من التقدم واستعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في إدلب. وأوضح أن الجيش يريد تأمين الوادي والقمم الجبلية حتى يتقدم صوب مدينة جسر الشغور، التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة إدلب قبل أسبوع.

وأوضح أن معارك اندلعت، أمس، حول المستشفى الوطني عند المشارف الجنوبية الغربية للمدينة، حيث حوصرت قوات الجيش والميليشيات المتحالفة معها. وأضاف أن انفجاراً استهدف الجيش أمس. وقال التلفزيون السوري، أمس، إن وحدات الجيش استهدفت «جماعات إرهابية» في شرق وجنوب ريف إدلب، وقضت على عدد كبير منهم ودمرت أسلحتهم وذخيرتهم.

وذكر ناشطون أن كتائب إسلامية تحاصر نحو 150 جندياً من الجيش السوري ومدنيين في المستشفى. وقالت منار عبدالرزاق، وهي ناشطة من إدلب، إن «معظم الذين كانوا في المستشفى هم من قوات النظام وليسوا مدنيين».

وأكد عبدالرحمن، أن حصار مبنى المستشفى الوطني لايزال مستمراً. في السياق، قال مصدران بقوات المعارضة، إن القتال في اللاذقية يدور قرب جبل الأكراد بالقرب من أعلى القمم الجبلية في سورية، ومن بينها «النبي يونس»، التي تطل على قرى علوية وقريبة من مدينة القرداحة مسقط رأس عائلة الأسد.

وقال قائد ميداني بحركة «أحرار الشام» لـ«رويترز» عبر «سكايب»، إن «الاستيلاء على القمم الجبلية سيجعل القرى العلوية في مرمى نيراننا».

من ناحية أخرى، قال التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، إنه نفذ 18 ضربة جوية في سورية والعراق ضد تنظيم «داعش»، منذ وقت مبكر أول من أمس، وأضاف في بيان، أن 11 ضربة نفذت في سورية قرب مدن الحسكة وديرالزور وعين العرب (كوباني)، واستهدفت ثماني وحدات قتالية تابعة لـ«داعش»، بالإضافة إلى سيارتين وأهداف أخرى، كما نفذ سبع ضربات استهدفت المتطرفين في العراق، وقصف خمس وحدات لمقاتلي التنظيم المتشدد، ودمر مواقع قتالية عدة، وأهدافاً أخرى قرب مدن بيجي والفلوجة والموصل والرمادي وتلعفر.

تويتر