200 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في أسر «النصرة»

كتائب مسلحة تسيطر على معبر القنيطرة بعد طرد مقاتلين مؤيدين لـ «داعش»

لاجئون سوريون في مخيم الأزرق للاجئين في الأردن أول من أمس. أ.ب

نجحت كتائب مسلحة في طرد مقاتلي «جيش الجهاد» المؤيد لتنظيم «داعش» أمس، من معبر القنيطرة الحدودي مع الجولان بعدما كانت هذه الفصائل مجتمعة مع جبهة النصرة، تمكنت من السيطرة عليه في سبتمبر إثر معركة مع قوات النظام، فيما قتل 25 عنصراً على الأقل من «داعش» بانفجار مصنع للعبوات الناسفة في محافظة دير الزور، بينما ارتفعت حصيلة الأسرى لدى جبهة النصرة وحلفائها من «قوات النظام والمسلحين الموالين لها مع عائلاتهم» إلى 200.

وتفصيلاً، ومنذ الاثنين الماضي، تشتبك جبهة النصرة وكتائب مقاتلة بينها حركة أحرار الشام ومقاتلون تابعون للجبهة الجنوبية (الجيش الحر) مع «جيش الجهاد» الذي أنشئ قبل أسابيع ويضم بضع فصائل صغيرة مؤيدة لـ«داعش»، في منطقة القنيطرة. كما تسجل معارك مماثلة منذ الثلاثاء في منطقة سحم الجولان (محافظة درعا) الجنوبية بين النصرة وحلفائها ولواء شهداء اليرموك القريب من «داعش».

وبدأت المعارك إثر كمين نصبه «جيش الجهاد» لمقاتلين في الطرف الآخر تسبب في مقتل ستة منهم. وأوضح الناشط الإعلامي القريب من «الجبهة الجنوبية» ضياء الحريري، أمس، أن مقاتلي الجبهة وحلفاءهم «كشفوا تأييد جيش الجهاد ولواء شهداء اليرموك لتنظيم داعش، بعد أن كانوا يشكون في ذلك، وهذا مأخذهم الاساسي».

وقبل تشكيل «جيش الجهاد»، قاتلت المجموعات المنضوية في إطاره إلى جانب النصرة ومقاتلي المعارضة في منطقة القنيطرة لطرد قوات النظام والسيطرة على المعبر مع منطقة الجولان المحتلة من اسرائيل.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن «مقاتلي حركة أحرار الشام والفصائل المسلحة باتوا يتفردون بالسيطرة على معبر القنيطرة الحدودي مع الجولان السوري المحتل عقب اشتباكات عنيفة مع جيش الجهاد، أسفرت عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». ورجح مشاركة جبهة النصرة في القتال إلى جانب حلفائها من المسلحين.

وأفاد المرصد بارتفاع عدد القتلى في الطرفين خلال المعارك المستمرة منذ ثلاثة أيام في القنيطرة ودرعا إلى 47، يتوزعون كالآتي: 31 من مقاتلي الفصائل المسلحة والجبهة الجنوبية وجبهة النصرة، و14 من جيش الجهاد، واثنان من لواء شهداء اليرموك.

ونقلت تقارير إسرائيلية عن مصادر أجنبية، أن الجيش الإسرائيلي بدأ تعزيز قواته على امتداد المناطق المتاخمة للحدود السورية في الجولان. وقالت صحيفة «معاريف» إنه تم نشر دبابات وناقلات جنود مدرعة، إلا أن الإذاعة الإسرائيلية ذكرت أن الناطق باسم الجيش رفض التعقيب على هذا التقرير.

في السياق نفسه، قال المرصد «انفجر مستودع عبوات ناسفة تابع لداعش في مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي»، مشيراً إلى وقوع انفجارات عدة نتيجة ذلك «هزت المدينة». وأضاف أن «الانفجارات في المستودع أسفرت عن مصرع 25 عنصراً على الأقل من داعش وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح». وأشار إلى أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة».

كما دارت معارك عنيفة بين جبهة النصرة وكتائب مسلحة من جهة وعشرات الجنود السوريين الذين لايزالون محاصرين في مبنى داخل مدينة جسر الشغور منذ انسحاب القوات النظامية من المدينة السبت الماضي.

وقال المرصد إن مقاتلي النصرة والكتائب المعارضة حاولوا، أول من أمس، اقتحام مبنى المشفى الوطني في جسر الشغور الذي يتحصن فيه «ما لا يقل عن 150 عنصراً من قوات النظام، بالإضافة إلى مدنيين»، لم يحدد عددهم، «لكنهم فشلوا في دخوله».

وذكرت صحيفة «الوطن» القريبة من السلطات السورية، أمس، أن «قوات من الجيش تخوض معارك شرسة مع الغزاة»، لاسيما «في محيط المشفى الوطني في جسر الشغور الذي لايزال يقاوم ببسالة وشجاعة استثنائية آلاف الإرهابيين».

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن هؤلاء الجنود والمسلحين الموالين لهم «كانوا تحصنوا داخل مبنى تابع للمشفى الوطني في جنوب غرب المدينة خلال معارك جسر الشغور، ويحاول مقاتلو جبهة النصرة والفصائل المسلحة منذ استيلائهم على المدينة السبت الماضي دخول المشفى».

وكان مقاتلو المعارضة والنصرة أسروا عدداً كبيراً من عناصر قوات النظام داخل أبنية المشفى وفي جسر الشغور ومحيطها خلال المعركة، ويبلغ عدد الأسرى من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وعائلاتهم نحو 200، بحسب المرصد السوري، الذي أورد حصيلة جديدة، بعد أن كان ذكر في وقت سابق أن عدد الأسرى يناهز الـ100.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر في قيادة الشرطة، أن «إرهابيين في مدينة حلب القديمة أطلقوا قذيفتين صاروخيتين على الحديقة العامة وسط مدينة حلب، ما أدى إلى استشهاد سبعة أشخاص واصابة أكثر من 35 آخرين بينهم أطفال ونساء». وأحصى المرصد من جهته مقتل «ما لا يقل عن ستة مواطنين وإصابة أكثر من 26».

تويتر