دي ميستورا يبدأ مشاورات بجنيف مع أطراف الأزمة في 4 مايو.. وإيران من بين المدعوين

المعارضة تتقدم نحو جسر الشغور.. و«داعش» يُسقط مقاتلة جنوب سورية

عناصر من الدفاع المدني ينقلون أحد ضحايا قصف نفذته القوات النظامية على قرية عين لاروز في منطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب. رويترز

حققت المعارضة السورية المسلحة، أمس، تقدماً في محيط مدينة جسر الشغور، أحد آخر معاقل قوات النظام السوري في محافظة إدلب (شمال غرب)، بينما أسقط تنظيم «داعش» طائرة حربية قرب مطار خلخلة العسكري جنوب سورية، في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا سيبدأ في الرابع من مايو المقبل في جنيف «مشاورات منفصلة»، مع مختلف أطراف النزاع السوري، مؤكدة أن إيران ضمن المدعوين.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن «جيش الفتح»، المؤلف من تحالف يضم «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية مقاتلة أبرزها «حركة أحرار الشام»، أحرز تقدماً على الأرض في «معركة النصر»، التي أطلقها أول من أمس، بهدف «تحرير جسر الشغور»، ولمدينة جسر الشغور أهمية استراتيجية، إذ إنها قريبة جداً من الحدود التركية، وتقع على الطريق العام الذي يصل إلى محافظة اللاذقية (غرب)، منطقة النفوذ القوي لنظام الرئيس بشار الأسد.

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية و«جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى، في محيط مدينة جسر الشغور، مشيراً إلى تقدم المقاتلين.

وأوضح أن العمليات العسكرية بدأت أول من أمس، واستعانت خلالها «جبهة النصرة» بعدد من الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في حواجز لقوات النظام، ما لبثوا أن تقدموا إليها.

وأشار إلى «تمكن مقاتلي الفصائل الإسلامية من السيطرة على حاجز تل حمكة الاستراتيجي، وقطع طريق جسر الشغور - أريحا».

وفي حال سقوط جسر الشغور سيقتصر وجود قوات النظام في محافظة إدلب على بلدتي أريحا والمسطومة (على بعد 25 كلم من جسر الشغور).

وكان المقاتلون تمكنوا، أول من أمس، وخلال ساعات الليلة قبل الماضية، من السيطرة على عدد من الحواجز الأخرى في المنطقة. وتسببت المعارك في مقتل 13 مقاتلاً من المعارضة، و10 عناصر من القوات النظامية، بحسب المرصد.

ونشرت «جبهة النصرة»، على أحد حساباتها الرسمية على «تويتر»، صوراً وأشرطة فيديو قالت إنها من «معركة النصر داخل جسر الشغور»، مشيرة إلى «انطلاق سرايا الاقتحام لمؤازرة الانغماسيين المشتبكين مع الجيش والشبيحة» داخل المدينة منذ أول من أمس.

وتحولت جسر الشغور عملياً إلى مركز إداري للنظام السوري، بعد انسحاب قواته في 28 مارس الماضي، من مدينة إدلب، مركز المحافظة، إثر هجوم لـ«جيش الفتح»، الذي تألف قبل «غزوة إدلب» كما سماها.

وسيشكل سقوط جسر الشغور، في حال حصل، ضربة كبيرة للنظام.

وقال الخبير في الشؤون السورية، تشارلز ليستر، من «مركز بروكينغز للأبحاث»، إن سيطرة مقاتلي المعارضة مع «جبهة النصرة» على المدينة، ستجعل الطريق مفتوحاً أمام شن هجمات على مناطق في اللاذقية. وأضاف «سيكون هذا خطراً جداً على النظام».

إلى ذلك، قال المرصد إن تنظيم «داعش» أسقط طائرة حربية، إثر استهدافها شرق مطار خلخلة العسكري في الريف الشمالي الشرقي لمدينة السويداء، مشيراً إلى أن «مصير من كانوا على متن الطائرة مجهول حتى اللحظة»، فيما تحدثت حسابات تعنى بأخبار الجماعات المتطرفة على الإنترنت عن أسر الطيار.

وأكد التلفزيون الرسمي السوري سقوط الطائرة، عازياً السقوط إلى «خلل فني». ونقل عن مصدر عسكري قوله إن الطائرة كانت «في مهمة تدريبية»، وإن «البحث جارٍ عن الطيار». وكان محيط مطار خلخلة شهد في 11 أبريل هجوماً عنيفاً من التنظيم، تمكنت القوات النظامية من إحباطه، وقتل فيه العشرات من الطرفين.

ويقع مطار خلخلة على الطريق بين السويداء ودمشق.

سياسياً، أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن مبعوثها إلى سورية ستافان دي ميستورا سيبدأ، في الرابع من مايو في جنيف «مشاورات منفصلة» مع مختلف أطراف النزاع السوري.

وقال الناطق باسم الأمم المتحدة، أحمد فوزي، في لقاء مع صحافيين، إن هذه المشاورات المنفصلة التي سيشارك فيها ممثلو أو سفراء الأطراف المدعوة وخبراء، تستمر بين أربعة وستة أسابيع، وستجري في قصر الأمم المتحدة بجنيف.

ولم تذكر الأمم المتحدة أي تفاصيل عن الأطراف السورية التي دعيت، لكن فوزي أوضح أن المجموعات «الإرهابية»، مثل «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» لم تدع إلى جنيف.

لكنه أضاف «سيحضر الذين لديهم علاقات معهم»، و«يمكنهم الاتصال بهم».

وأكد أن «الدعوات وجهت إلى الأطراف المعنية، وفي المقام الأول إلى السوريين، وبالتأكيد إلى الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية». وصرح، لـ«رويترز»، بأن إيران حليفة سورية ضمن المدعوين. وأضاف، لـ«فرانس برس»، أن إيران التي استبعدت من مؤتمرين دوليين حول سورية، نظمتهما الأمم المتحدة في 2012 و2014، دعيت إلى هذه المشاورات.

وأوضح أن دي ميستورا سيلتقي أولاً ممثلي السوريين. وقال فوزي إن هدف هذه المشاورات هو دراسة الوضع «بعد نحو ثلاثة أعوام على تبني بيان جنيف» في 30 يونيو 2012.

و«بيان جنيف» وثيقة وقعتها القوى الكبرى في 30 يونيو 2012، كخطة لتسوية سياسية للنزاع بعد المؤتمر الدولي الأول حول المسألة السورية، ويسمى «جنيف 1».

تويتر