24 قتيلاً بغارات للقوات النظامية على مدينة إدلب ومحيطها

«الحر» يرفض التعاون مــع «النصــرة» في جنوب سورية

صورة

أعلنت «الجبهة الجنوبية» التابعة للجيش السوري الحر في محافظة درعا، أمس، رفضها أي تعاون عسكري أو تنسيق مع «جبهة النصرة» التي اضطرت أخيراً للانسحاب من معبر نصيب الحدودي مع الأردن بضغط من هذه الفصائل. في وقت قتل 24 شخصاً في غارات جوية شنتها القوات النظامية على مدينة إدلب وريفها، استهدفت إحداها ملجأ قتل فيه أطفال ونساء.

وأكد المتحدث الرسمي باسم «الجبهة الجنوبية» التي تضم مجموعة من الكتائب المقاتلة تحت لواء «الجيش الحر»، عصام الريس، أن الجبهة ترفض التعاون مع «جبهة النصرة» في محافظة درعا.

وقال لـ«فرانس برس» عبر «سكايب»، أمس، «نرفض كل أشكال التعاون مع جبهة النصرة، لأن السكوت عن تجاوزاتها وبياناتها وانتهاكاتها جعلها تتمادى أكثر». وأوضح أنها «لم تكن يوماً جزءاً من غرفة عملياتنا، ولم نتعاون معها سابقاً حتى نتعاون معها اليوم».

وأضاف «نريد من خلال موقفنا الذي اجتمعت عليه الفصائل أن نقول للسوريين، إن ارتباط النصرة بتنظيم القاعدة أبعد الثورة عن مسارها وأهدافها». وقال «لا نريد أن تصبح سورية قاعدة للجهاد أو لتوسيع نفوذ دولة البغدادي»، في إشارة إلى زعيم تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادي.

ويأتي هذا الموقف بعد إصدار كتائب عدة منضوية في إطار «الجبهة الجنوبية» سلسلة بيانات في اليومين الاخيرين ترفض أي تقارب أو تعاون مع «النصرة».

وقال «جيش اليرموك» في بيان أصدره الاثنين الماضي، إن «قيادته السياسية والعسكرية ترفض أي تقارب أو تعاون سواء كان عسكرياً أو فكرياً مع جبهة النصرة أو أي فكر تكفيري تتبناه أي جهة داخل الثورة السورية».

وتوترت العلاقة بين فصائل «الجبهة الجنوبية» ومقاتلي «النصرة» غداة السيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن مطلع الشهر الجاري، وطرد القوات النظامية منه. وأجبرت فصائل المعارضة مقاتلي «النصرة» على الانسحاب من المعبر غداة تحكمها بحركة المرور عبر بوابته الرئيسة، وانسحبت في وقت لاحق من المنطقة المشتركة بين الحدود السورية والأردنية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن، إن «جبهة النصرة» لم تشارك في التخطيط لعملية السيطرة على المعبر أو المعارك التي سبقته، لكنها شاركت في اليوم الأخير من الهجوم الذي انتهى بالسيطرة على المعبر، ما خلق استياء كبيراً لدى مقاتلي المعارضة.

وفي بيان ثان، أمس، أكد «جيش اليرموك» وهو من أبرز قوى المعارضة في «الجبهة الجنوبية»، أن موقفه جاء نتيجة «تصرفات جبهة النصرة بشكل عام وما حدث في معبر نصيب بشكل خاص، وذلك عندما قامت جبهة النصرة بالدخول إلى المعبر بالقوة مستغلة انشغال مقاتلينا بتمشيط المعبر».

وفي هذا الشأن أوضح الريس أن «سكوت الفصائل في السابق عن انتهاكات (النصرة) كان مرتبطاً بتركيز جهدها على المعركة الأهم وهي قتال النظام».

وقال إن هذا «ليس بمثابة إعلان حرب». وأضاف «لا نتمنى أي توتر ميداني ولا نريد ذلك، لأن معركتنا ليست مع النصرة».

وتضم «جبهة النصرة» في الجنوب وفقاً للريس، «مقاتلين سوريين مخدوعين من ابناء المنطقة، وهم غير مؤدلجين لكنهم يقاتلون طمعاً في الراتب».

ويتفوق مقاتلو المعارضة في الجنوب عددياً على مقاتلي «النصرة» الذين لا يشكلون وفق الريس إلا 15% مما لدى «الجبهة الجنوبية» من مقاتلين. ويبلغ عدد مقاتلي المعارضة 35 ألفاً منضوين في 30 فصيلاً.

لكن مقاتلي «النصرة» يتفوقون من ناحية التنظيم والتسليح، بحسب المرصد. وشهد الجنوب السوري خلال الاشهر الاخيرة تصعيداً كبيراً في المعارك بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام، في ظل تقدم واضح على الأرض للمعارضة المسلحة في درعا وريف القنيطرة الشمالي. من ناحية أخرى، قال المرصد في بريد إلكتروني، أمس، إن 24 شخصاً على الأقل قتلوا جراء قصف للطيران المروحي والحربي على مناطق في مدينة إدلب وبلدتي سراقب وكورين.

وأوضح أن «12 مواطناً بينهم طفلان وسبع مواطنات قتلوا جراء قصف بالبراميل المتفجرة على مبنى كان يتخذ المواطنون من قبوه ملجأ في سراقب (جنوب شرق إدلب)، في حين قتلت مواطنة استشهدت جراء قصف جوي على كورين»، الواقعة جنوب غرب مدينة إدلب.

وأشار المرصد إلى تجدد القصف، أول من أمس، على البلدة، مضيفاً أن «الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة عدة على سراقب».

من جهته، نقل الإعلام الرسمي السوري عن مصدر عسكري، قوله إن «سلاح الجو في الجيش العربي السوري استهدف تجمعات للارهابيين وأوكارهم»، في ريف ادلب، معدداً قرى عدة بينها كورين، ومشيراً إلى «مقتل العشرات وتدمير عربات مزودة برشاشات».

وفي داخل مدينة إدلب، قتل 11 رجلاً على الأقل جراء قصف للطيران الحربي لم يعرف الهدف الذي طاله بالتحديد. كما لم يعرف ما إذا كان القتلى من المقاتلين أم من المدنيين.

وسيطرت كتائب إسلامية و«جبهة النصرة» في نهاية مارس على مدينة ادلب التي انسحبت منها قوات النظام.

وفي جنوب سورية، أفاد المرصد بمقتل 10 أشخاص، أول من أمس، «جراء قصف لطائرات النظام المروحية على مناطق عدة في ريف محافظة درعا»، والقتلى هم سبعة أطفال في بلدة الكرك الشرقي ورجل في قرية أم ولد وسيدة وطفلتها في بلدة صيدا.

 

 

تويتر