تخوّف من استخدام النظام دفاعاته الجوية

استراتيجية واشنطن لدعم المعارضة السورية غير واضحة

صورة

يستعد الجيش الأميركي لتقديم الدعم والحماية للمقاتلين السوريين الذين سيتم تدريبهم على يد خبراء أميركيين من أجل قتال نظام الرئيس السوري بشار الأسد وإسقاطه، لكن هذا الخيار يحيي المخاوف، وفقاً لخبراء في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، بشأن أنظمة الدفاع الجوي السورية والمخاطر التي تواجه الطائرات الأميركية عندما تحلق فوق أجواء هذا البلد الذي مزقته الحرب. ويقول كبار المسؤولين العسكريين إنه ليس هناك شك في أن مساعدة قوات المعارضة السورية المعتدلة من قبل الجيش الأميركي، ستتضمن دعماً جوياً واستخباراتياً وثيقاً.

وفي ذلك، يقول وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، «ستكون هناك حاجة لدعم القوات السورية التي سندربها على الأرض، وهذا أمر نناقشه وهو محل الاهتمام». وهدف برنامج التدريب حالياً هو اختيار 5000 مقاتل سوري سيتم تدريبهم في معسكرات، خصوصاً في تركيا والسعودية وقطر. ويعتقد قائد القوات الأميركية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، أن «البرنامج لن ينجح إلا إذا كان هناك ثقة لدى المقاتلين بأن لديهم فرصة حقيقية للنجاة»، مضيفاً «كانت نصيحتي دائماً أن نطمئنهم (الثوار السوريون) بأننا سنوفر لهم الحماية». ويتم حالياً مناقشة حجم وكيفية الدعم الأميركي للمعارضة السورية، إلا أن القرار النهائي لم يتخذ بعد في هذا الشأن. ومع ذلك، فإن دعم هؤلاء المقاتلين يمكن أن يكون أكثر خطورة بكثير من العمليات الجارية في العراق، لأن الولايات المتحدة لديها علاقة خصومة مع نظام الأسد المحاصر، كما أن الأسد يسيطر على ترسانة مخيفة من صواريخ أرض ــ جو، بما في ذلك صواريخ «إس إيه 17 إس» متوسطة المدى. وحتى الآن، لم يستخدم الجيش السوري أسلحة الدفاع الجوي ضد الطائرات الأميركية، التي بدأت حملة القصف العام الماضي، مع استمرار الرحلات فوق المجال الجوي السوري بشكل يومي. ويقول عسكريون أميركيون إن الدفاعات الجوية السورية ظلت حتى الآن «صامتة»، جزءاً من اتفاق ضمني بألا تتعدى الطائرات الأميركية أهدافها المتمثلة في تنظيم «داعش»، الذي يسعى النظام السوري أيضاً لهزيمته.

ومن غير الواضح أي من الطائرات الأميركية سيتم التصريح لها بتوجيه الضربات الجوية دفاعاً عن المقاتلين في سورية. إذا كانت الضربات موجهة ضد هجمات تقوم بها قوات موالية للأسد، فإن ذلك ربما يؤدي مباشرة إلى انجرار الولايات المتحدة إلى الحرب. وفي هذا السياق، يقول المسؤول السابق في وزارة الخارجية، فريد هوف، إن القوة المدعومة أميركيا ً«ستدخل في مواجهة مع القوات السورية من دون أدنى شك». ويعتقد هوف، الذي يعمل حالياً خبيراً في المجلس الأطلسي، «أنه حتى الولايات المتحدة وصلت إلى نتيجة مفادها بأن الكثير من الوقت الذي ستمضيه على الأرض في سورية سيكون في مواجهة نظام الأسد». وفي الوقت الذي يخشى خبراء عسكريون من تفعيل الأسد لدفاعاته الجوية، مما يجعل الطائرات الأميركية في خطر، يعتقد آخرون أن أنظمة الدفاع الجوي هذه تقهقرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، لتعذر صيانتها بسبب المعارك المستمرة منذ أربع سنوات، فضلاً عن استيلاء «داعش» على عدد من المنشآت العسكرية الحساسة. ويطالب مسؤولون في البنتاغون باستخدام تقنيات متقدمة في مهمات الدعم للمعارضين، بما في ذلك طائرات الشبح «ستيلث»، والقيام بهجمات إلكترونية منظمة. ويعتقد زميل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط، جيفري وايت، أن «قدرات الدفاعات الجوية السورية قد تراجعت بشكل لافت بسبب خسارة النظام لمناطق كثيرة وقلة النشاط والتدريب». ويضيف الخبير «الأمر الذي نجهله هو ما يفعله الروس وآخرون من أجل الحفاظ على جزء منها على الأقل».

 

تويتر