اشتباكات عنيفة بين النظام والمعارضة عند معبر نصيب.. والأردن يغلق الحدود مع سورية مؤقتاً

«داعش» يسيطر على مخيم اليرموك جنوب دمشق

سوريون يسعفون رجلاً أصيب بغارة للقوات السورية على مدينة إدلب عقب سيطرة الفصائل المسلحة عليها. رويترز

سيطر تنظيم «داعش» على جزء كبير من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقع جنوب دمشق بعد اقتحامه صباح أمس. وفي حين اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل مقاتلة وقوات النظام السوري في محيط معبر نصيب الحدودي الاستراتيجي مع الأردن في محافظة درعا (جنوب)، أعلنت السلطات الأردنية في إثرها إغلاق معبر جابر الحدودي المحاذي لمعبر نصيب «مؤقتاً».

وقال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في سورية أنور عبدالهادي لـ«فرانس برس»، إن تنظيم «داعش» اقتحم صباح أمس مخيم اليرموك «واستولى على معظمه»، مشيراً إلى أن «القتال لايزال مستمراً بين عناصر التنظيم والمسلحين داخله».

وأكد ناشط فلسطيني داخل المخيم لـ«فرانس برس»، رافضاً الكشف عن هويته، أن معارك اندلعت مع «كتائب أكناف بيت المقدس» ومقاتلي التنظيم الذين تقدموا من حي الحجر الأسود المجاور.

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات عنيفة «بين عناصر التنظيم من طرف، ومقاتلي فصيل إسلامي من طرف آخر في الشوارع الواقعة عند أطراف المخيم» لافتاً إلى «معلومات مؤكدة عن تقدم للتنظيم في المخيم». وأشار المرصد إلى أن التنظيم تمكن من التقدم في المخيم والسيطرة على الشوارع والأحياء الجنوبية والجنوبية الغربية من المخيم وصولاً إلى شارع صفد، فيما قتل مواطن جراء إصابته في سقوط قذائف بالقرب منه في المخيم.

وتزامنت الاشتباكات وفق المرصد «مع قصف لقوات النظام على مناطق في مخيم اليرموك والحجر الاسود في جنوب دمشق».

وأكد شهود عيان أن التنظيم سيطر على أجزاء واسعة من المخيم. وقال أحد الشهود «انطلقوا من منطقة الحجر الأسود». وأضاف أن أعمال العنف مستمرة.

ويعاني المخيم الذي تحاصره القوات النظامية منذ اكثر من عام من نقص فادح في المواد الغذائية والأدوية تسبب في وفاة نحو 200 شخص. وتراجع عدد سكانه من نحو 160 ألفاً قبل اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد إلى نحو 18 ألفاً.

وفي يونيو 2014، تم التوصل إلى هدنة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة داخل المخيم، ما سمح بتراجع وتيرة المعارك في محيط المخيم، وتخفيف إجراءات الحصار.

من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن اشتباكات عنيفة اندلعت صباح أمس، بين فصائل معارضة مسلحة من طرف وقوات النظام من طرف آخر في محيط معبر نصيب الحدودي مع الاردن، عقب تمكن المقاتلين من الهجوم على منطقة المعبر ومحاصرته.

وذكر المرصد أن منطقة نصيب ومحيطها تعرضت أول من أمس، لقصف جوي بالبراميل المتفجرة والصواريخ من الطيران الحربي والمروحي التابع لقوات النظام.

وأكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، أن الكتائب المقاتلة بدأت هجومها منذ أول من أمس، في محاولة للسيطرة على المعبر، لافتاً إلى أن تمكنها من السيطرة عليه «ينهي وجود قوات النظام بشكل كامل على الحدود الأردنية».

ويعد معبر نصيب المعبر الرسمي الوحيد المتبقي للنظام مع الأردن بعد سيطرة «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية أخرى على معبر «الجمرك القديم» في أكتوبر 2013.

وتسيطر القوات النظامية على معبر نصيب المعروف باسم «معبر جابر» من الجهة الأردنية، لكن مقاتلي المعارضة يوجدون في اجزاء من البلدة والمحيط.

وشهدت المنطقة الحدودية من محافظة درعا جولات ومعارك عدة خلال السنتين الماضيتين تمكن خلالها مقاتلو المعارضة من السيطرة على شريط حدودي طويل مع الاردن باستثناء المعبر.

في السياق، أعلنت السلطات الأردنية إغلاق معبر جابر الحدودي الاستراتيجي مع سورية «مؤقتاً»، اثر الاشتباكات على الجانب السوري من الحدود.

وقال وزير الداخلية الأردني حسين المجالي لـ«فرانس برس»، أمس، إنه «تم إغلاق المعبر الحدودي الاردني جابر أمام حركة المسافرين ونقل البضائع بشكل مؤقت».

وأضاف أن «إغلاق الحدود يأتي كإجراء احترازي للحفاظ على أرواح وسلامة المسافرين، نظراً لأحداث العنف التي يشهدها الجانب الآخر من الحدود؛ بلدة نصيب».

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اتخاذ مثل هذا الإجراء، فقد أغلقت الحدود مع سورية بشكل مؤقت أكثر من مرة منذ اندلاع النزاع فيها عام 2011، كان آخرها في مارس 2013.

 

 

تويتر