ثاني مركز محافظة يخرج عن سيطرة القوات النظامية

المعارضة المسلحة تسيطر على مدينة إدلب بالكامل

صورة

سيطرت «جبهة النصرة» وحلفاؤها، أمس، على مدينة إدلب بالكامل (شمال غرب) الاستراتيجية والحدودية مع تركيا، لتكون ثاني مركز محافظة يخرج عن سيطرة النظام السوري بعد مدينة الرقة (شمال)، معقل تنظيم «داعش».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن حركة «أحرار الشام الإسلامية» و«جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وتنظيم «جند الأقصى» وفصائل إسلامية أخرى، سيطروا على مدينة إدلب بشكل شبه كامل، عقب اشتباكات عنيفة استمرت لنحو أربعة أيام، مع قوات النظام والمسلحين الموالين له.

كما أعلنت الجبهة على حسابها في موقع «تويتر» «تحرير» المدينة.

وبثت الجبهة صوراً على موقعها تظهر مقاتليها أمام مبنى المحافظة ومجلس المدينة والسجن البلدي ومخفراً للشرطة في المدينة. وأظهر شريط فيديو بثته الجبهة على قناتها على «يوتيوب» عدداً من المقاتلين في شارع قالت انه في مدينة إدلب، وهم يمزقون ويدوسون على صورة للرئيس بشار الأسد.

وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إلى وجود «مجموعة من عناصر النظام التي لاتزال تقاتل في المربع الأمني للمدينة، لكنهم لن يتمكنوا من تغيير الوضع الميداني».

ويعود سبب السيطرة السريعة على المدينة، على الرغم من شن النظام 150 غارة على المدينة خلال الأيام الأربعة الماضية، لوجود «2000 مقاتل قاموا بشن هجومهم من جميع الأطراف على متن 40 حاملة جنود»، بحسب مدير المرصد الذي قال «كما يبدو، من جهة اخرى، ان النظام استبق الهزيمة حيث بدأ، منذ أسبوعين، بنقل المكاتب الإدارية لمدينة إدلب إلى مدينة جسر الشغور».

وتعد مدينة إدلب، التي يناهز عدد سكانها الـ200 ألف نسمة قبل اندلاع النزاع السوري قبل اربعة أعوام، لكنه تضخم جداً بسبب تدفق النازحين من مناطق اخرى إليها، ثاني مركز محافظة يخرج عن سيطرة قوات النظام بعد مدينة الرقة التي خرجت عن سيطرتها قبل أكثر من عامين.

وأسفرت الاشتباكات منذ فجر أمس، «عن أسر وقتل عدد من عناصر قوات النظام، إضافة إلى مصرع سبعة مقاتلين على الأقل، من الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة»، بحسب المرصد. وبذلك تصل الحصيلة إلى 130 قتيلاً من الطرفين منذ بدء الهجوم، الثلاثاء.

وبسيطرتها على مدينة إدلب أصبحت «جبهة النصرة» تسيطر على معظم محافظة إدلب الحدودية مع تركيا، باستثناء جسر الشغور وأريحا التي لاتزال، بالإضافة إلى مطار أبوالضهور العسكري وقواعد عسكرية أخرى، في أيدي قوات النظام.

ويقول خبراء ان الجبهة، تسعى إلى إقامة كيان خاص بها مواز لـ«الخلافة» التي أعلنها «داعش» في مناطق اخرى في شمال وشرق سورية وشمال وغرب العراق.

وكان مصدر أمني سوري تحدث لـ«فرانس برس» عن «خروقات قامت بها مجموعات مسلحة في أطراف المدينة»، مشيراً إلى ان المعارك لاتزال دائرة بين الطرفين.

وأوضح المصدر الأمني ان «المجموعات المسلحة أحدثت خرقاً من المدخل الشرقي باتجاه أطراف المدينة الصناعية والمتحف الوطني تم صده، كما حيث تسللوا لمسافة 200 إلى 300 متر من الأطراف الشمالية باتجاه الأبنية السكنية، كما أحدثوا جيباً من الجهة الشمالية الشرقية تم صده ووقف التقدم».

وأضاف «كما حدثت بعض الاختراقات بأطراف المدينة غرباً من ناحية مدرسة التمريض وكلية التربية، حيث تسلل المسلحون وتمركزوا بالأبنية، حيث تم بناء خط دفاعي لصد الهجوم». وقال التلفزيون السوري إن الجيش خاض معارك شرسة وتمكن من وقف تقدم المقاتلين من النواحي الشمالية والشرقية والجنوبية للمدينة. وأضاف أن وحدات الجيش «تخوض معارك ضارية لإعادة الوضع لما كان عليه». بدورها قالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، أمس، «إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة وجهت ضربات مركزة على تجمعات التنظيمات الإرهابية التكفيرية، التي تسللت إلى محيط المتحف الوطني وأطراف المنطقة الصناعية عند المدخل الشرقي لمدينة إدلب». وأضافت أن الجيش قتل مئات المقاتلين.

وغادر عدد من السكان المدينة فيما بقي آخرون، بحسب عبدالرحمن، الذي لم يتمكن من تحديد عددهم. وبثت الجبهة تسجيل فيديو، لم تتمكن الوكالة من التحقق من صحته، يظهر فيه مقاتلون ومدنيون يتعانقون معربين عن فرحتهم. كما سجد أحدهم على الرصيف وهو يصيح ممجداً الله والنبي محمد.

وقال احد المسلحين امام الكاميرا «الحمد لله، الفضل لله والثوار دخلت بيتي، من أربع سنوات لم أدخله، هذا بيتي، اشهدوا يا عالم هذه حارتنا هذه بلدنا هذه لنا وسنحررها بإذن الله، وسنضع فيها الإسلام».

وتمكنت «جبهة النصرة» نهاية العام الماضي من طرد مجموعات مقاتلة محسوبة على المعارضة المعتدلة من ريف إدلب، وباتت تسيطر مع حلفائها الإسلاميين على مجمل المحافظة.

 

 

تويتر