اشتباكات عنيفة بين فصائل إسلامية والقوات السورية على مداخل إدلب

المعارضة تسيطر بالكامل على بصرى الشام الأثرية

صورة

سيطرت فصائل سورية معارضة بالكامل على مدينة بصرى الشام الأثرية في محافظة درعا جنوب سورية، وطردت المقاتلين الموالين للنظام السوري منها. في وقت اندلعت معارك عنيفة، أمس، عند مداخل مدينة إدلب (شمال غرب) بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة بينها «جبهة النصرة»، إثر هجوم واسع بدأته هذه المجموعات منذ عصر أول من أمس.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، أمس، إن فصائل اسلامية مسلحة ومقاتلة طردت المقاتلين الموالين للنظام السوري من بصرى الشام وفرضت سيطرتها على كل هذه المدينة الأثرية في جنوب البلاد.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن «الفصائل الاسلامية والمقاتلة سيطرت على بلدة بصرى الشام عقب اشتباكات عنيفة مع قوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية التي تدافع عن الأحياء الشيعية التي تمثل نحو نصف المدينة».

وتشتهر بصرى الشام المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) بمسرحها الروماني وآثارها المسيحية القديمة جداً.

وأضاف المرصد أن المعارك جرت بالقرب من المنطقة الاثرية، لكن عبدالرحمن لم يوضح ما اذا كانت هذه الآثار قد تضررت.

وتقع بصرى الشام في محافظة درعا مهد الحركة الاحتجاجية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 2011. وتعتبر أهمية السيطرة على مدينة بصرى الشام معنوية كونها تضم أكبر معاقل النظام وتجمعات للحرس الثوري الإيراني وعناصر «حزب الله». وفي حال سيطرة المعارضة عليها تعتبر ضربة قاصمة للنظام ولحلفائه من جهة، ومن جهة أخرى لفك الحصار الذي يعانيه المدنيون في الجزءين الغربي والشرقي من المدينة بالإضافة إلى كون المدينة آخر وجود للميليشيات وللنظام بين محافظتي السويداء ودرعا، ما يسهل وصول الثوار للطريق العسكري القديم الذي يصل بين السويداء ومعبر نصيب على امتداد الحدود الأردنية، وهذا يؤدي إلى قطع طرق إمداد النظام من محافظة السويداء.

إلى ذلك، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة دارت عند المدخل الشرقي لمدينة إدلب وفي محيطها بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة. وأضاف أن مناطق عدة داخل المدينة تتعرض لقصف مركز من «جبهة النصرة».

وأشار إلى أن المعارك وعمليات القصف أوقعت 31 قتيلاً بينهم 20 جندياً من القوات النظامية.

ومدينة إدلب هي مركز محافظة إدلب الحدودية مع تركيا التي تسيطر على أجزاء واسعة منها «جبهة النصرة» وفصائل اسلامية، وفي حال سقوطها ستكون ثاني مركز محافظة يخسره النظام بعد الرقة (شمال)، معقل تنظيم «داعش».

وشكلت «جبهة النصرة» مع «أحرار الشام» و«جند الأقصى» و«جيش السنة» و«فيلق الشام» و«صقور الشام» و«لواء الحق» و«أجناد الشام» ما سمي بـ«جيش الفتح»، الذي أعلن في بيان نشر أول من أمس، على حساب جديد على «تويتر»، تحضيره لـ«غزوة إدلب» بهدف «تحرير المدينة الطيبة خلال الأيام المقبلة». وطالب البيان سكان المدينة بملازمة منازلهم.

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن محيط مدينة إدلب يشهد اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش و«تنظيمات إرهابية من بينها جبهة النصرة وجند الاقصى وأحرار الشام وفصائل ارهابية أخرى ترتبط بتنظيم القاعدة» حاولت شن هجوم إرهابي أول من أمس، على محيط المدينة.

وقالت ان «الجيش كبد الإرهابيين خسائر فادحة»، مشيرة إلى مقتل العشرات وتدمير آليات.

وأكد محافظ إدلب خير الدين السيد، رداً على سؤال لـ«فرانس برس»، أن مقاتلين من قوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية يساندون الجيش في معركة إدلب. وقال متحدثاً عن المهاجمين «لن يتمكنوا من التقدم قيد أنملة داخل المدينة».

وأضاف أن عدد سكان مدينة إدلب قبل الحرب كان يناهز الـ200 ألف، لكنه تضخم جداً بسبب تدفق النازحين من مناطق أخرى اليها.

لكنه أوضح انه «لا خطة لإجلاء السكان الذين يرفضون مغادرة مدينتهم، ويشاركون في الدفاع عنها»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن المدينة غير محاصرة، وأن بإمكان الناس الدخول اليها والخروج منها.

وتحتفظ قوات النظام في محافظة ادلب بالسيطرة على مدينة أريحا الواقعة إلى جنوب ادلب ومدينة جسر الشغور (جنوب غرب مركز المحافظة)، بالاضافة إلى مطار أبوالظهور العسكري وخمس قواعد عسكرية.

وفي نهاية العام الماضي تمكنت «جبهة النصرة» من طرد مجموعات مقاتلة محسوبة على المعارضة المعتدلة من ريف إدلب، وباتت تسيطر مع حلفائها الإسلاميين على مجمل المحافظة. ويقول خبراء ان الجبهة تسعى إلى إقامة كيان خاص بها مواز لـ«الخلافة» التي أعلنها تنظيم الدولة الاسلامية في مناطق أخرى في شمال وشرق سورية وشمال وغرب العراق.

في السياق، أكد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، أمس، سيطرة قوات المعارضة على مدينة بصرى الشام.

وقال في بيان: «يشيد الائتلاف الوطني بالانتصارات المتلاحقة التي يحققها الجيش السوري الحر بعد تحرير مدينة بصرى الشام بريف درعا وعدد من النقاط المهمة داخل مدينة إدلب» شمال البلاد .

وأضاف أن «هذه الانتصارات تأتي على الرغم من الدعم اللامحدود الذي يتلقاه نظام الأسد من الحرس الثوري الإيراني وقوات حزب الله الإرهابي اللذين يقودان المعارك على جميع الجبهات» في سورية.

 

 

تويتر