تحذيرات من فتنة طائفية بين درعا والسويداء.. و13 قتيلاً بقذائف على أحياء موالية للنظام في حلب

«داعش» يهاجــم مطــار تـــدمر العسكري ويتحرك غرباً إلى حمص

صورة

شنّ تنظيم «داعش»هجوماً على مطار تدمر العسكري في محافظة حمص في سورية، في إطار هجوم عسكري للاستيلاء على معاقل حكومية باتجاه الغرب. في وقت حذرت عشرات الشخصيات السورية من مختلف الأطياف السياسية والدينية، من وقوع فتنة طائفية بين السنّة والدروز، في محافظتي السويداء ودرعا، بينما قتل، أمس، 13 شخصاً، جراء سقوط قذائف على مناطق تسيطر عليها القوات السورية في مدينة حلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن تنظيم «داعش» شنّ هجوماً على مطار تدمر العسكري في محافظة حمص.

وأضاف في بيان أن اشتباكات عنيفة اندلعت بعد منتصف الليلة قبل الماضية، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والتنظيم من طرف آخر، قرب مطار تدمر العسكري، إثر هجوم الأخير على المطار، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، ويأتي هذا الهجوم بعد معركة اندلعت يوم الجمعة الماضي، واستمرت ثلاثة أيام في محافظة حماة، حول بلدة الشيخ هلال، وفق ما أورد بيان المرصد، الذي أضاف أن التنظيم يهدف إلى قطع الطريق الذي يصل بين حماة وحلب.

وتمثل الهجمات التي يشنّها التنظيم على محافظتي حمص وحماة، وحتى دمشق، تحدياً جديداً للقوات الحكومية السورية ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، ونجح الجيش السوري في انتزاع السيطرة على أراض تمتد من دمشق إلى مدينتي حمص وحماة، وصولاً إلى الساحل الغربي، بعد هزيمته مجموعات مسلحة أقل قوة من «داعش»، ينضوي عدد منها تحت لواء «الجيش السوري الحر».

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، لـ«رويترز»، إن التنظيم قتل 74 جندياً في الهجوم الذي شنّه على حماة. وأكد أن الهجومين يهدفان إلى رفع معنويات المقاتلين المتطرفين، بعد هزائمهم المتكررة في مواجهة المقاتلين الأكراد في شمال شرق البلاد. وقال مقاتل في التنظيم لـ«رويترز»، طلب عدم ذكر اسمه، إن الحملة على حماة تهدف إلى السيطرة على مدينة السلمية، وأضاف أن «الهدف النهائي هو تحرير السلمية وحماة، لكن هذا لن يحدث قبل أن يكون التنظيم جاهزاً 100%».

من جهته، ذكر التلفزيون الرسمي السوري، أن الجيش السوري قتل 19 من مقاتلي التنظيم، أمس، في محافظة دير الزور شرق البلاد، وهي واحدة من معاقل التنظيم المتطرف.

من ناحية أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 13 شخصاً، جراء سقوط قذائف على مناطق تسيطر عليها القوات السورية في مدينة حلب.

وقال في بيان، أمس، إن 13 شخصاً على الأقل قتلوا جراء سقوط قذائف أطلقتها الكتائب المقاتلة على مناطق خاضعة لسيطرة القوات السورية في محيط ساحة سعد الله الجابري وشارع بارون والجميلية ومناطق أخرى قريبة منها بمدينة حلب.

وأشار إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع، بسبب وجود 10 جرحى على الأقل بحالات خطرة، فيما سقط المزيد من القذائف على مناطق سيطرة القوات السورية بمدينة حلب، ومعلومات مؤكدة عن المزيد من الجرحى.

إلى ذلك، كشفت عشرات الشخصيات العامة من مختلف الطوائف والأديان والمشارب الفكرية والسياسية في دمشق، أن النظام السوري يسعى إلى خلق فتنة طائفية بين «المسلمين الموحدين الدروز»، والمسلمين السنّة في محافظتي السويداء ذات الأغلبية الدرزية، ودرعا ذات الأغلبية السنّية.

وقالوا في بيان، إن النظام «دأب في محاولات حثيثة لبث الفتن بين المكون السنّي السوري وبقية الأقليات للقضاء على الثورة التي انتهجت مبدأ أساسياً منذ انطلاقتها، وهو ثورة لكل السوريين».

ودعا البيان، الذي وقع عليه بضع مئات من الشخصيات العامة المتنوعة الداعية إلى نبذ الفتنة، والتنبه إلى محاولات النظام «زج أبناء السويداء في مواجهة أبناء درعا، بعد اشتعال المعارك بين الجيش السوري الحر وقوات النظام مدعومة بميليشيات طائفية في مدينة بصرى الشام المجاورة لمحافظة السويداء».

وأشار البيان الذي لقي ترحيباً واسعاً من السوريين عموماً، وأهالي محافظة درعا، التي انطلقت منها «شرارة الثورة»، إلى أن «النظام حاول في الأيام القليلة الماضية، ولايزال يستمر في محاولاته، زجّ العديد من الميليشيات الطائفية بغية تنفيذ مشروع الاحتلال الإيراني لسورية». وكانت أنباء شبه رسمية راجت قبل مدة قصيرة، بأن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، يقود بنفسه ميدانياً المعارك في جنوب سورية، إلى جانب ميليشيات «حزب الله» وقوات الأسد، خصوصاً أن طهران قالت اكثر من مرة ان معركة النظام في سورية هي معركتها.

وجاء في البيان أيضاً أنه «انطلاقاً من حرص أهالي سهل حوران على وحدة مصير كل السوريين، في كل شبر من مساحة الوطن، فإن إرادة أبنائه اجتمعت لتقول لكم يا أهلنا في السويداء، إن هناك رغبة لدى النظام والاحتلال الإيراني بأن يزجوا بأبنائكم في مواجهة شباب حوران الثائر، الذي يقدم أجلَّ التضحيات لتحرير الأرض».

ولفت البيان إلى أن «الثوار في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي، يقومون بعمل وطني هدفه طرد الميليشيات الطائفية من المدينة، والقرى التابعة لها، ضمن سياق الهدف العام للثورة التي تدافع عن حياة الناس وكرامتهم، من دون أجندة أو أيديولوجيا».

وأعرب البيان عن حرص الأهالي في محافظة درعا «إيصال رسالة لجيرانهم من أبناء جبل العرب (الدروز) تنبههم إلى خطورة استخدام نظام الأسد شبان السويداء ليكونوا وقوداً لمشروع إيران».

وكادت الفتنة تقع في الأيام الماضية بين الطرفين، حين سرت شائعات ان شباناً من السويداء يتطوعون في ميليشيات تابعة للنظام، مدعومة إيرانياً بالسلاح والمال، كي تقاتل في محافظة درعا ضد قوات عسكرية إسلامية معارضة.

 

تويتر