دمشق أسقطت الطائرة الأميركية للاشتباه في محاولتها «جمع معلومات أمنية» واعتبرتها «هدفاً معادياً»

واشنطن تسعى إلى حل تفـــــاوضي في سورية لا يشمل الأسد

صورة

أكد منسق التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، الجنرال الأميركي جون ألن، أول من أمس، أن الولايات المتحدة لاتزال تسعى إلى حل تفاوضي في سورية، لا يشمل الرئيس بشار الأسد، وأن الموقف الأميركي في هذا الصدد لم يتغير. في حين أعلنت دمشق أنها أسقطت طائرة الاستطلاع الأميركية، التي كانت تحلق الليلة قبل الماضية فوق اللاذقية، بعد أن اشتبهت في أنها تقوم «بجمع معلومات أمنية وعسكرية»، مؤكدة أنه تم التعامل معها «كهدف معادٍ».

وأبلغ الجنرال الأميركي جون ألن مسؤولين أتراكاً، في وقت متأخر أول من أمس، بأن الولايات المتحدة لاتزال تسعى إلى حل تفاوضي في سورية، لا يشمل الأسد.

وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قال الأحد الماضي، إن الولايات المتحدة ستضطر إلى التفاوض مع الأسد، على الرغم من أن وزارة الخارجية قالت في وقت لاحق إنه لم يكن يشير بشكل محدد إلى الرئيس السوري، وإن واشنطن لن تساوم مع الأسد مطلقاً. وأثارت تصريحات كيري انتقاد تركيا، وهي واحد من أبرز خصوم الأسد، إذ قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن التفاوض مع الرئيس السوري مثل مصافحة (الزعيم النازي) أدولف هتلر. وجاء في بيان للسفارة الأميركية في أنقرة، بعد أن أجرى ألن محادثات هناك، أن «الجنرال ألن كرر أن موقف الولايات المتحدة من الأسد لم يتغير».

وقال البيان إن الولايات المتحدة تعتقد أن الأسد «فقد شرعيته للحكم، وأن أوضاع سورية تحت حكمه أدت إلى ظهور (داعش)، والجماعات الإرهابية الأخرى، وستواصل السعي إلى حل سياسي تفاوضي للصراع السوري، لا يشمل الأسد في نهاية المطاف».

وذكر البيان أن ألن أجرى «محادثات بناءة» مع وكيل وزارة الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو، ورحب بدعم تركيا لتدريب أعضاء مختارين من المعارضة السورية.

من ناحية أخرى، أعلنت دمشق أنها أسقطت طائرة الاستطلاع الأميركية، التي كانت تحلق فوق منطقة اللاذقية، بعد أن اشتبهت في أنها تقوم «بجمع معلومات أمنية وعسكرية».

وقال مصدر عسكري سوري، رداً على سؤال لـ«فرانس برس»، حول سبب إطلاق النار على الطائرة: «بمجرد دخولها إلى الأجواء السورية، نعتبر أنها تسعى إلى جمع معلومات أمنية وعسكرية عن الأراضي السورية، هل دخلت للنزهة؟».

وأوضح أنه «لم يتم التعرف إلى الطائرة لدى رصدها»، لكن الجيش السوري «في جهوزية تامة للتعامل مع أي اعتداء أياً كان مصدره»، مشيراً إلى أن «كل حالة يتم التعامل معها وفق معطياتها الخاصة، وهذه الحالة تم التعامل معها كهدف معادٍ».

وذكر أنه لا وجود لتنظيم «داعش» في المنطقة التي أسقطت فيها الطائرة، و«قد يكون هناك بعض المواقع لجبهة النصرة». ورجح أن تكون الطائرة «دخلت عبر الأراضي التركية».

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ذكرت، مساء أول من أمس، أن «الدفاعات الجوية السورية أسقطت طائرة استطلاع أميركية معادية، شمال اللاذقية». وقال مسؤول عسكري أميركي إن الولايات المتحدة «فقدت الاتصال» بطائرة من دون طيار في سورية، من دون أن يؤكد سقوطها.

وأضاف «فقد المراقبون العسكريون الأميركيون الاتصال بطائرة من دون طيار غير مسلحة، من طراز إم كيو-1 بريديتور، كانت تحلق فوق شمال غرب سورية». وقال مسؤول ثانٍ، طلب عدم نشر اسمه، إن الطائرة أقلعت من قاعدة في تركيا. وأكد مسؤول ثالث أنها كانت تعمل فوق محافظة اللاذقية. وأوضح مسؤول أميركي رابع أن الطائرة دمرت، لكنّ المسؤولين الأميركيين لم يخوضوا في تفاصيل توضح ما حدث، ولم يؤكدوا احتمال أن قوات الأسد اشتبكت مع الطائرة، وقالوا إن سبب الحادث لم يتضح بَعْدُ.

من جهته، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن «عدم وجود أي مواقع لمقاتلي المعارضة، أو التنظيمات المتطرفة في المنطقة»، التي أسقطت فوقها الطائرة، موضحاً أن الطائرة أصيبت بصاروخ مضاد للطيران، و«سقطت في قرية المقاطع على بعد 10 كيلومترات من مدينة اللاذقية». وتعتبر محافظة اللاذقية، غرب سورية، من أبرز مناطق نفوذ النظام السوري، وفيها وجود عسكري كثيف لقوات النظام. وهي المرة الأولى التي يتم فيها إسقاط طائرة أميركية بنيران الجيش السوري، منذ نهاية سبتمبر الماضي، تاريخ بدء الغارات التي ينفذها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة على مناطق في سورية، مستهدفاً مواقع وتجمعات لتنظيمات متطرفة.

وكانت دمشق حذرت، بعد إنشاء التحالف، من أنها ستعتبر أي عمل عسكري أميركي على أراضيها من دون موافقتها، بمثابة «اعتداء». وتنفي واشنطن وجود أي تنسيق مع السلطات السورية، وقد شنت مع حلفائها مئات الغارات على الأراضي السورية.

إلا أن مسؤولين سوريين أعلنوا، بعد وقت قصير على بدء غارات التحالف، أن واشنطن أبلغتهم عبر قنوات عدة بالعمليات العسكرية، وبأنها ستستهدف فقط مواقع التنظيمات المتطرفة. وقال وزير الخارجية، وليد المعلم، في نوفمبر الماضي، إن الولايات المتحدة أبلغت بلاده بأنها لن تستهدف الجيش السوري.

تويتر