فرنسا ترفض أن يكون الرئيس السوري جزءاً من الحل.. ولندن تؤكد أن لا مكان له في المستقبل

الأسد ينتظر «أفعالاً» من كيري للحوار مع واشنطن

صورة

أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، أنه «ينتظر الأفعال» من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي أعلن أن واشنطن ستضطر للتفاوض مع الأسد. وفي حين قالت فرنسا إنها تعارض إجراء محادثات مع الأسد، قالت بريطانيا إن الأخير «ليس له مكان» في مستقبل سورية، مؤكدة أن دور النظام السوري لا يقل خطورة عمّا يقوم به تنظيم «داعش».

وقال الأسد، رداً على سؤال للتلفزيون الإيراني، حول إقرار كيري بوجوب الحوار معه: «مازلنا نستمع لتصريحات، وعلينا أن ننتظر الأفعال، وعندها نقرر».

وكان كيري صرح، في مقابلة بثتها شبكة «سي بي إس» الأميركية، السبت رداً على سؤال حول احتمال التفاوض مع الأسد: «حسناً، علينا أن نتفاوض في النهاية، كنا دائماً مستعدين للتفاوض في إطار مؤتمر جنيف1». وأضاف أن «الأسد لم يكن يريد التفاوض، إذا كان مستعداً للدخول في مفاوضات جدية حول تنفيذ جنيف 1، فبالطبع نحن نضغط من أجل حثه على أن يفعل ذلك».

وعما إذا كانت هناك تغيرات في المواقف الدولية، قال الأسد عقب استقباله وزير الاقتصاد والمالية الإيراني، علي طيب نيا: «لا يوجد لدينا خيار سوى أن ندافع عن وطننا، لم يكن لدينا خيار آخر منذ اليوم الأول بالنسبة إلى هذه النقطة»، مضيفاً أن «أي تغيرات دولية تأتي في هذا الإطار هي شيء إيجابي إن كانت صادقة، وإن كانت لها مفاعيل على الأرض».

إلا أن الأسد شدد على أن هذه التغيرات يجب أن «تبدأ أولاً بوقف الدعم السياسي للإرهابيين، ووقف التمويل، ووقف إرسال السلاح، والضغط على الدول الأوروبية، وعلى الدول التابعة لها في منطقتنا التي تقوم بتأمين الدعم اللوجيستي والمالي وأيضاً العسكري للإرهابيين» وقال «عندها نستطيع أن نقول إن هذا التغير أصبح تغيراً حقيقياً».

في السياق، أكدت فرنسا، أمس، أنها لاتزال تعارض إجراء محادثات مع الأسد.

وفي رد على تصريحات كيري، أشارت وزارة الخارجية الفرنسية إلى تعليقات أدلى بها وزير الخارجية لوران فابيوس، في نهاية فبراير الماضي، وقال فيها إن المحادثات يجب أن تضم عناصر من النظام الحالي، وأعضاء المعارضة، تمهيداً لتشكيل حكومة وحدة.

ونقلت الوزارة عن فابيوس قوله «من الواضح لنا أن بشار الأسد لا يمكن أن يكون داخل هذا الإطار».

بدورها، جددت بريطانيا، على لسان متحدثة باسم وزارة الخارجية، التأكيد على أن الأسد «ليس له مكان» في مستقبل سورية.

وقالت «كما أعلن وزير الخارجية (البريطاني فيليب هاموند)، الأسبوع الماضي، فإننا مستمرون في ممارسة الضغوط على هذا النظام عبر العقوبات، إلى أن يضع حداً لأعمال العنف، ويدخل في مفاوضات جدية مع المعارضة المعتدلة».

من جهته، قال المبعوث البريطاني إلى سورية، جاريث بيلي، إن دور النظام السوري لا يقل خطورة عمّا يقوم به تنظيم «داعش»، مؤكداً أنه «لا دور للأسد في مستقبل سورية، بعدما تسبب في قتل مئات الآلاف منذ عام 2011».

وأضاف أن الحكومة البريطانية ملتزمة بمتابعة المساءلة في انتهاكات حقوق الإنسان، المرتكبة من جانب النظام بحقّ الشعب السوري، موضحاً أنها تؤيد عمل لجنة الأمم المتحدة لتقصّي الحقائق وتدعمها، وستستمر في بذل المساعي اللازمة، لمنحها إمكان الوصول إلى سورية، والتحرك بلا قيود للتحقيق في الانتهاكات.

وقال «عندما يسمع الناس عن الأزمة السورية، يتبادر إلى ذهنهم تنظيم داعش، لكن يجب ألا ننسى ضلوع الأسد في إزهاق أرواح أكثر من 200 ألف سوري».

وأضاف أن «الأسد يدّعي أنه يحارب الإرهابيين في سورية، لكنه أوجد بيئة حاضنة وخصبة لنمو التطرّف، ولم يفعل شيئاً تقريباً لوقف تقدّم (داعش) في أماكن مثل (كوباني)، بل ركّز هجومه على السوريين الذين يرفضون حكمه الدكتاتوري، ويناضلون للحصول على حقوقهم الأساسية».

وأكد بيلي أن «هناك أسباباً تدعو إلى الاعتقاد أن الأسد أطلق من سجونه متطرّفين خطيرين، إبّان الأزمة في عام 2011، بهدف تشويه سمعة سوريين عاديين تجرأوا على مواجهة ديكتاتوريته».

كما نددت تركيا، أمس، بتصريحات كيري، وأكد وزير الخارجية التركي، مولود شاويش أوغلو، لوكالة أنباء الأناضول، أن مشكلات سورية الحالية مع حلول الذكرى الرابعة لاندلاع النزاع في مارس 2001، سببها نظام الأسد. وقال خلال زيارة إلى كمبوديا: «ماذا هناك لكي يتم التفاوض حوله مع الأسد؟».

وأضاف «أي مفاوضات ستجري مع نظام قتل أكثر من 200 ألف شخص، واستخدم أسلحة كيماوية؟». وتساءل وزير الخارجية التركي «حتى الآن، أي نتيجة تحققت (مع النظام) عبر المفاوضات؟». وقال إن كل الأطراف يجب أن تعمل من أجل «انتقال سياسي» في سورية. إلى ذلك، نفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماري هارف، حدوث أي تغيير في السياسة الأميركية.

وقالت في تغريدة على «تويتر» إن كيري «جدد التأكيد على سياسة راسخة، أننا بحاجة إلى عملية تفاوضية مع وجود النظام على الطاولة، ولم يقل إننا سنتفاوض مباشرة مع الأسد». وأضافت «سياستنا لاتزال على حالها، وهي واضحة: لا مستقبل للأسد في سورية، ونحن نقول هذا الكلام دوماً».

 

تويتر