غارات للجيش السوري على دوما.. ومقتل 215 ألفاً خلال 4 أعوام من النزاع

كيري: سنضطر إلى التفاوض مع الأسد لانتقال سياسي ينهي الحرب

صورة

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن بلاده ستضطر إلى التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد بشأن انتقال سياسي في سورية لإنهاء الحرب في سورية التي تدخل عامها الخامس، وأضاف أن واشنطن تبحث سبل الضغط على الأسد لقبول المحادثات، وفي وقت قتل 18 مدنياً على الأقل وأصيب 100 آخرون، بينهم نساء وأطفال، في غارات جوية للنظام السوري على مدينة دوما، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف دمشق، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الحرب في سورية أسفرت عن سقوط 215 ألف قتيل منذ بدء الحركة الاحتجاجية على نظام الأسد في 15 مارس 2011.

وتفصيلاً، قال كيري في مقابلة اجريت أول من أمس، «حسناً، علينا ان نتفاوض في النهاية، كنا دائماً مستعدين للتفاوض في اطار مؤتمر جنيف 1»، مضيفاً ان واشنطن تعمل بكل قوة من اجل «احياء» الجهود للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب.

وأسهمت الولايات المتحدة في قيادة جهود دولية لإجراء محادثات سلام بين الاسد وقوى المعارضة، اذ جلس الطرفان على طاولة المفاوضات للمرة الأولى في بداية العام الماضي. وبعد جلستين من المباحثات، انهارت المفاوضات من دون ان يتم استئنافها مع ازدياد سقوط الضحايا في هذه الحرب.

وقال كيري لمحطة «سي بي اس» إن «الأسد لم يكن يريد التفاوض». وأضاف، رداً على سؤال حول استعداده للتفاوض مع الاسد، «اذا كان مستعداً للدخول في مفاوضات جدية حول تنفيذ مخرجات جنيف 1، فبالطبع، اذا كان الشعب مستعداً لذلك. وما نضغط من اجله هو أن نحثه على ان يفعل ذلك».

وأضاف كيري في مقابلة، سجلت خلال وجوده بشرم الشيخ في مصر، ان الحرب السورية «هي واحدة من اسوأ المآسي التي يشهدها اي أحد منا على وجه الأرض».

وشدد على انه على الرغم من التحدي الذي يواجهه التحالف الدولي بقيادة اميركية ضد تنظيم «داعش» في العراق وسورية، فإن واشنطن لاتزال تركز على انهاء الحرب الأهلية السورية.

وتابع «اننا نعزز من جهودنا بطريقة فعالة جداً، ونعمل مع المعارضة المعتدلة، ونقوم بما هو اكثر من ذلك بكثير ايضاً». وأوضح «نحن نتابع ايضا مساراً دبلوماسياً، وقد اجرينا محادثات مع عدد من اللاعبين الأساسيين في هذه المأساة».

وفي هذا الصدد قال كيري «نعمل بقوة كبيرة مع اطراف أخرى معنية لنرى ما اذا كنا نستطيع احياء حل دبلوماسي». وأشار إلى أن «هذه القضية تشغل» الرئيس الأميركي باراك اوباما «ويركز عليها بهدف تحديد ما نستطيع ان نقوم به لتحريك الوضع».

يأتي ذلك، في وقت قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن «احصينا 215 الفاً و518 قتيلاً خلال اربع سنوات من الحرب بينهم 66 الفاً و109 مدنيين». وأوضح ان اكثر من 5000 شخص قتلوا في اعمال العنف منذ بداية فبراير الماضي. وبين القتلى 10 آلاف و808 اطفال، 39 الفاً و227 من مسلحي المعارضة وبينهم المقاتلون الاكراد السوريون. أما قوات النظام فقد خسرت 46 الفاً و138 جندياً و30 الفاً و662 من قوات الدفاع الوطني إلى جانب 674 من مقاتلي حزب الله اللبناني الشيعي و2727 مقاتلاً شيعياً جاؤوا من دول اخرى. ولم يتم التعرف إلى 3147 جثة.

ميدانياً، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن الجيش السوري استهدف مجموعة من مقاتلي جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سورية بجنوب البلاد وأضافت أن العشرات قتلوا من بينهم ثلاثة أعضاء بارزين في الجبهة. وكان الجيش ومقاتلون متحالفون معه من جماعة حزب الله اللبنانية قد شنوا هجوماً واسع النطاق بالمنطقة الشهر الماضي على جماعات لمقاتلي المعارضة ومنها جبهة النصرة ومعارضون غير جهاديين.

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء «سانا»: إن «وحدة من الجيش والقوات المسلحة تستهدف تجمعاً لما يسمى لواء العز التابع لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي في السويسة بريف القنيطرة ما أدى إلى مقتل العشرات من أفراده بينهم ثلاثة من المتزعمين».

وقال مدير المرصد إنه لم يتضح بعد إن كانت خسائر قد لحقت بجبهة النصرة لكن سلاح الجو السوري نفذ أكثر من 150 غارة في أنحاء متفرقة من البلاد يوم الجمعة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى من المدنيين.

من ناحية أخرى، قالت صحف تركية محلية، أمس، ان الأجنبي الذي ساعد ثلاث فتيات بريطانيات على الانضمام إلى تنظيم «داعش» في سورية في 17 فبراير، كان ينقل اموالاً ايضاً إلى التنظيم. وكشفت صحيفة ملييت التركية ان الرجل هو طبيب اسنان يدعى الدكتور محمد رشيد، وقال اثناء استجوابه من قبل الشرطة التركية ان الأموال التي يسلمها إلى التنظيم المتطرف كانت تصله من الخارج.

وأضافت الصحيفة ان عميل جهاز الاستخبارات الأجنبي، قال انه سحب أموالاً ارسلت باسمه عبر خدمة «ويسترن يونيون»، وإنه تولى لاحقاً تسليم الأموال إلى صاغة سوريين في شانلي اورفا وهي مدينة تقع جنوب شرق تركيا قرب الحدود السورية. واتصل الصاغة السوريون بزملائهم داخل سورية لتسليم الأموال إلى وسيط قدم اليهم لنقلها.

وأضاف العميل ان شقيقه الذي يسكن في الرقة معقل تنظيم الدولة في سورية، تلقى هو ايضاً اموالاً من الصاغة ليتولى تسليمها إلى المسلحين الإسلاميين المتطرفين. ولم تكشف الصحيفة الجهة التي ارسلت المال مكتفية بالإشارة إلى انها اتت من الخارج.

وطرحت تكهنات عدة بشأن الجهة التي يعمل لديها العميل. ولم تعط السلطات التركية تفاصيل لكن وسائل الإعلام تقول انه عميل لجهاز الاستخبارات الكندية وهو ما نفته كندا.

تويتر