هولاند يدين مبادرة برلمانيين فرنسيين للقاء الأسد ويصفه بـ «دكتاتور»

غارات للتحالف.. وارتفاع رهـــائن «داعش» الآشوريين إلى 220

سوريون يتفقدون الأضرار في موقع تم استهدافه ببرميلين متفجرين من قبل القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في حي الشعار بحلب أمس. رويترز

شنّت طائرات التحالف الدولي، أمس، غارات استهدفت مناطق سيطر عليها تنظيم «داعش» في محافظة الحسكة في شمال شرق سورية، في الهجوم الذي يشنّه في هذه المنطقة منذ ثلاثة أيام، واختطف خلاله أكثر من 220 مسيحياً آشورياً، وقد دانت الولايات المتحدة والأمم المتحدة عمليات الخطف، فيما ندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ورئيس وزرائه مانويل فالس، «بشدة»، بلقاء ثلاثة برلمانيين فرنسيين مع الرئيس السوري بشار الأسد، أول من أمس، حيث وصف هولاند الأسد بـ«دكتاتور».

وتفصيلاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريد إلكتروني «نفذت طائرات تابعة للتحالف العربي الدولي ضربات عدة على مناطق في ريف تل تمر (شمال غرب مدينة الحسكة)، كان (داعش) سيطر عليها قبل أيام». وأضاف «استهدفت الغارات تمركزات للتنظيم، ووردت معلومات عن تحقيقها إصابات محقّقة».

وشنّ تنظيم «داعش» الاثنين الماضي، هجوماً في ريف الحسكة، اختطف خلاله، بحسب المرصد السوري، أكثر من 220 مسيحياً آشورياً، وتمكن من السيطرة على 10 قرى محيطة ببلدة تل تمر، إثر معارك مع قوات وحدات حماية الشعب الكردية. وقتل، بحسب المرصد، في هذه المواجهات 25 عنصراً في وحدات حماية الشعب الكردية، ومجموعة مسيحية مسلحة تقوم بحراسة القرى في المنطقة، بينما قتل 35 على الأقل من عناصر التنظيم.

وكان المرصد قال في بيان إلكتروني في وقت سابق، أمس، «ارتفع إلى ما لا يقل عن 220 عدد المواطنين الآشوريين الذين اختطفهم (داعش) خلال الأيام الثلاثة الماضية من 11 قرية» في الحسكة. واحتجز التنظيم 90 مسيحياً آشورياً في بداية الهجوم على قريتي تل شاميرام وتل هرمز، الواقعتين في محيط تل تمر، قبل ان يواصل هجومه ويختطف المزيد من المسيحيين الآشوريين.

وأفاد المرصد بأن «مفاوضات تجري عبر وسطاء من عشائر عربية وإحدى الشخصيات الآشورية، للإفراج عن المختطفين».

وتسبب هجوم «داعش» هذا بحركة نزوح كبيرة من القرى المستهدفة في ريف الحسكة، شملت نحو 5000 شخص، وفقاً لمسؤولين حزبيين وناشطين، توجهت أغلبيتهم نحو مدينة الحسكة ومدينة القامشلي الحدودية مع تركيا.

ويبلغ عدد الآشوريين الإجمالي في سورية نحو 30 ألفاً من بين 1.2 مليون مسيحي، ويتحدرون بمعظمهم من القرى المحيطة بنهر الخابور في الحسكة.

وقال مجلس الأمن الدولي في بيان، ان «مثل هذه الجرائم تدل على وحشية تنظيم داعش، المسؤول عن آلاف الجرائم والانتهاكات ضد أشخاص من كل الديانات والإثنيات والقوميات ومن دون اكتراث بأي من القيم الإنسانية».

وطالب أعضاء المجلس «بالإفراج الفوري وغير المشروط عن كل المخطوفين من قبل (داعش) وجبهة النصرة، وغيرها من الأفراد والمجموعات الأخرى والكيانات المرتبطة بـ(القاعدة)»، مؤكدين ضرورة «محاسبة المسؤولين عن مثل هذه الأعمال المقيتة».

وكانت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي برناديت ميهان، ذكرت ان الولايات المتحدة «تدين بشدة» الهجمات على القرى المسيحية في شمال شرق سورية، وخطف المدنيين. وأضافت ان تنظيم «داعش» خطف خلال الأيام الماضية ايضاً «100 عراقي سنّي من العشائر، بينهم اطفال بالقرب من مدينة تكريت» في العراق.

وشدّدت ميهان على ان «الأسرة الدولية موحدة وعازمة على وضع حد لفساد (داعش) في العراق والشام، وستواصل الولايات المتحدة شنّ المعركة حتى دحر» التنظيم.

من ناحية أخرى، صرّح هولاند في مؤتمر صحافي في مانيلا، حول لقاء ثلاثة برلمانيين فرنسيين مع الرئيس السوري بشار قائلاً «أندد بهذه المبادرة، لأنها اللقاء الأول بين برلمانيين فرنسيين من دون تفويض مع دكتاتور، هو السبب في إحدى اسوأ الحروب الأهلية في السنوات الأخيرة، والتي أوقعت 200 ألف قتيل». وقال فالس لقناة «بي إف إم تي في»، «أريد التنديد بشدة بهذه المبادرة، ان يقوم برلمانيون دون اي إنذار بلقاء جزار هذا خطأ جسيم». ورداً على سؤال حول الجهة التي أبلغوها بخطوتهم، قال فالس «لقد أبلغوا من دون شك رئيس الجمعية الوطنية والسلطات الفرنسية، لكن ليس هذا المهم»، مضيفاً «لم يتوجهوا للقاء أي كان، لقد ذهبوا للقاء بشار الأسد، المسؤول عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص».

ورأى فالس «انها بادرة لا تشرفهم، انها خطأ ويعود إليهم ان يتحملوا عواقبه»، مضيفاً «ان البرلمانيين يمثلون السيادة الوطنية». كما زار وفد أميركي، مؤلف من المدعي الأميركي السابق (رمزي كلارك)، وعدد من الناشطين الأميركيين، العاصمة السورية دمشق، أمس. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن كلارك التقى مستشارة الأسد بثينة شعبان، التي قدمت «عرضاً مفصلاً عن حقيقة الأوضاع التي تشهدها سورية». كما نقل التلفزيون الرسمي عن شعبان قولها «وصول الوفد الأميركي هو أمر مهم، لأنه أول وفد أميركي يزور سورية منذ بداية الأزمة». ونقل عن كلارك انطباعاته خلال الزيارة إلى دمشق، ووصفها بأنها «زيارة ملهمة». وقال «لقد رأينا الصدق والطيبة والثقافة لدى الشعب السوري»، مضيفاً أنهم يقدرون «صمود هذا الشعب وشعوب المنطقة».

تويتر