واشنطن وباريس تطالبان بالإفراج الفوري عن 90 مختطفاً لدى «التنظيم»

5000 مسيحي يفرون إثر هجــوم لـ «داعش» شمال شرق ســـورية

صورة

نزح نحو 5000 مسيحي أشوري من مناطق سكنهم في محافظة الحسكة شمال شرق سورية، بعدما اختطف تنظيم «داعش» نحو 90 من أبناء هذه العائلات، إثر هجوم استهدف قراهم، في عملية غير مسبوقة وصفتها واشنطن بـ«الوحشية»، وطالبت بالإفراج عن المختطفين، بينما دانت فرنسا عملية خطف المسيحيين، وطالبت بالإفراج الفوري عنهم.

وقال مدير «شبكة حقوق الإنسان الاشورية» أسامة ادوارد، لـ«فرانس برس»، أمس، إن «نحو 800 عائلة غادرت الحسكة منذ الإثنين، فيما غادرت أيضاً نحو 150 عائلة القامشلي، في عملية نزوح تشمل نحو 5000 شخص».

ويحتجز تنظيم «داعش» منذ الإثنين 90 مسيحياً، إثر معارك عنيفة خاضها مع مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية مع هجومه على قريتي تل شاميرام وتل هرمز الواقعتين في محيط بلدة تل تمر.

ويبلغ عدد الاشوريين الإجمالي في سورية نحو 30 ألفاً من بين 1.2 مليون مسيحي، ويتحدر معظمهم من القرى المحيطة بنهر الخابور في الحسكة.

وهي المرة الأولى التي يحتجز فيها التنظيم المتطرف هذا العدد الكبير من المسيحيين في سورية.

وذكر ادوارد أن مسلحي تنظيم «داعش» اقتحموا المنازل في نحو الساعة الرابعة من فجر الإثنين، ثم تقدموا نحو العشرات من القرى المجاورة لهاتين القريتين الاشوريتين.

وأضاف «زوجتي تتحدر من تل شاميرام، وعندما اتصلت لكي تتحدث مع زوجة عمها أجابها شخص قائلاً: هنا منزل داعش».

ودعا اداورد المجتمع الدولي إلى التدخل لحماية وإغاثة المدنيين، مرجحاً أن يكون التنظيم نقل المختطفين إلى منطقة الشدادي الواقعة إلى الجنوب من مدينة الحسكة، التي تعتبر معقلاً له.

وقال إن سكان القريتين تعرضوا في السابق للتهديد من قبل التنظيم الذي طالبهم بإزالة الصلبان عن الكنائس، لكن «الناس الذين كانوا يترقبون هجوماً، اعتقدوا أن وجود الجيش السوري على بعد نحو 30 كلم منهم، ووجود المقاتلين الأكراد، وضربات التحالف الجوية، تحميهم».

ووفقاً لادوارد، فإن المتطرفين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في سورية والعراق يسعون إلى فرض سيطرتهم على بلدة تل تمر القريبة من جسر بني فوق نهر خابور، يسمح لهم بالتوجه نحو الحدود العراقية انطلاقاً من محافظة حلب. وسبق للتنظيم المتطرف أن أقدم على إعدام 21 قبطياً، معظمهم من المصريين، بينما فر مئات الآلاف من المسيحيين من منازلهم في العراق، إثر سيطرة التنظيم على مناطق سكنهم.

إلى ذلك، نددت الولايات المتحدة بعملية اختطاف «داعش» 90 مسيحياً، وطالبت بالإفراج عنهم فوراً.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جين بساكي، إن «استهداف التنظيم أقلية دينية يشكل دليلاً إضافياً على معاملته الوحشية وغير الإنسانية لكل الذين يخالفون أهدافه الانقسامية ومعتقداته السامة».

وأضافت في بيان أن التنظيم «يواصل ممارسة شروره على أبرياء من كل المعتقدات، ومعظم ضحاياه كانوا من المسلمين». وقالت إنه «من أجل إنهاء هذا الرعب اليومي، نبقى ملتزمين بقيادة التحالف الدولي لإضعاف وهزم داعش، والعمل نحو حل سياسي متفاوض عليه ينهي أعمال القتل، ويضمن مستقبل حرية وعدالة وكرامة لكل السوريين».

وفي باريس، قال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، الكسندر جيورجيني «ندعو إلى الإفراج الفوري عن الأشخاص المخطوفين، ونعبر عن تضامننا التام مع الطوائف المسيحية التي يجب أن تعيش بسلام في سورية تحترم حقوق الجميع».

ودان هذا «العمل الإجرامي الجديد لتنظيم داعش الارهابي».

وأضاف أن «فرنسا تذكر بتمسكها بمسيحيي الشرق في هذه المنطقة».

في السياق، اتهم مطران السريان الكاثوليك المونسنيور جاك بهنان هندو، عبر إذاعة الفاتيكان، تركيا بمنع المسيحيين في منطقة الحسكة من الهرب عبر حدودها «مع أنها تسمح في المقابل للمطرفين بعبورها».

وقال «في الشمال تسمح تركيا بمرور الشاحنات وقوات داعش والنفط المسروق من سورية والقمح والقطن، كل ذلك يمكن أن يمر عبر الحدود، لكن لا يمكن لأي شخص (مسيحي) العبور».

وعبر المطران عن أمله بانتهاء هجوم التنظيم قريباً «لأن الأكراد يعززون صفوفهم لقتالهم».

وندد أيضاً بواقع أن «الصليب الأحمر يقدم المال إلى الهلال الاحمر»، مؤكداً أن «الهلال الأحمر لا يعطي شيئاً إلى المسيحيين، ولو جزءاً من المليار مما يتلقاه». وقال «منذ أربع سنوات وحتى الآن لم يعط الهلال الأحمر أي شيء للمسيحيين. إن مسؤولي الهلال الأحمر هم جميعهم من جماعة الإخوان المسلمين أو ما شابه».

تويتر