مقتل 22 من التنظيم في كركوك.. ووزير الدفاع الأميركي يتوعده بـ «هزيمة نهائية»

فرنسا تشرك حاملة طائرات في العـملـيات ضـــــد «داعـــــش»

صورة

أشركت فرنسا، أمس، حاملة طائراتها «شارل ديغول» في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في العراق، فيما وعد وزير الدفاع الأميركي الجديد أشتون كارتر بإلحاق «هزيمة نهائية» بالتنظيم. في حين قتل 22 من عناصر التنظيم في غارات لطيران التحالف استهدفت تجمعاً لآلياته جنوب كركوك.

وأكدت مصادر من محيط وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، أن فرسا أشركت، أمس، حاملة طائراتها «شارل ديغول» في العمليات ضد «داعش».

وقال مصدر إن إشراك «شارل ديغول» في «عملية شمال» (الفرنسية في العراق) بدأ اعتباراً من صباح أمس. وزار لودريان حاملة الطائرات بمناسبة اطلاق طلعات الاستطلاع والقصف منها في إطار عملية «شمال» الفرنسية في العراق.

وأكد لودريان من على متن حاملة الطائرات تصميم باريس على محاربة التنظيم المتطرف في العراق. وقال «إن هذا التهديد المتمثل في الإرهاب يريد ان يلحق الأذى بمواطنينا ومصالحنا وقيمنا، ورداً على ذلك، فإن فرنسا ستبدي حزماً مطلقاً».

وأضاف «نقول لحلفائنا، نحن هنا بقوة ومع الكثير من الإرادة».

وانطلقت مقاتلات رافال الفرنسية، أمس، حاملة الطائرات التي كانت تبحر على بعد 200 كيلومتر شمال البحرين، باتجاه العراق.

ومن المفترض أن تصل المقاتلات إلى هدفها في غضون ساعة ونصف الساعة من الطيران، وهو نصف الوقت الذي تتطلبه الرحلة من القاعدة التي يستخدمها سلاح الجو الفرنسي.

وقال مصدر عسكري إن، حاملة الطائرات «شارل ديغول» انطلقت في 13 يناير من تولون في جنوب فرنسا في مهمة تستغرق خمسة اشهر تقريباً، وستمضي أسابيع في الخليج إلى جانب حاملة الطائرات الأميركية «يو اس اس كارل فينسون» في اطار التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم «داعش». وستتجه حاملة الطائرات الفرنسية في اعقاب ذلك إلى الهند.

وتحمل السفينة 12 مقاتلة رافال وتسع مقاتلات من نوع «سوبر اتاندار» المحدثة، ما سيرفع بشكل كبير قدرة التدخل الفرنسية في المنطقة، بعد ان كانت ترتكز على تسع مقاتلات رافال وست طائرات ميراج 2000 في الأردن.

ومنذ منتصف سبتمبر 2014، أجرى الطيران الفرنسي 200 مهمة استطلاع وعدداً مماثلاً من الضربات في العراق دعماً للقوات العراقية وقوات البشمركة الكردية التي تواجه تنظيم «داعش» على الأرض، بحسب المصادر من محيط وزير الدفاع الفرنسي.

وتُعد فرنسا إلى جانب استراليا، دولة رئيسة في العمليات العسكرية ضد التنظيم ضمن التحالف الذي يضم 32 بلداً.

لكن الولايات المتحدة التي تقود الائتلاف، تظل المساهم الأكبر في الضربات متقدمة بأشواط على بقية الشركاء.

وشن التحالف منذ أغسطس 2014 اكثر من 2000 ضربة في العراق وسورية. وتنفذ المقاتلات الفرنسية ضربات في العراق فقط، اذ تعتبر باريس أن اي عمليات في سورية يمكن ان تصب في مصلحة النظام السوري.

وترافق حاملة الطائرات «شارل ديغول» التي تُعد قاعدة عسكرية عائمة بكل معنى الكلمة، غواصة هجومية نووية وفرقاطة دفاعية مضادة للطائرات وسفينة أخرى مضادة للغواصات، فضلاً عن سفينة للتزويد بالنفط.

وتحمل هذه المجموعة من السفن 2700 رجل بينهم 2000 رجل على حاملة الطائرات لوحدها.

ويشارك 3500 عسكري في عملية «شمال»، وهو عدد مماثل للجنود الفرنسيين الذين يشاركون في العملية الفرنسية ضد المتطرفين في افريقيا.

في السياق، أكد مسؤول في قوات البشمركة الكردية، العقيد بشتوان محمد، أمس، أن 22 من عناصر «داعش» قتلوا في غارات لطيران التحالف استهدفت تجمعاً لآليات التنظيم جنوب كركوك (250 كلم شمال بغداد).

وقال إن طيران التحالف الدولي قصف تجمعاً ضم عدداً من الآليات التابعة لتنظيم «داعش» في قرية البومحمد، في قضاء داقوق جنوب المدينة ما ادى إلى مقتل 22 عنصراً. وأضاف أن القصف ادى ايضاً إلى احراق آليتين تحمل أحدها أسلحة.

وفي الكويت، وعد وزير الدفاع الأميركي الجديد بإلحاق «هزيمة نهائية» بتنظيم «داعش».

وبعد أيام فقط من تسلّمه مهامه، اجتمع الوزير مع نحو 20 قائداً عسكرياً وسفيراً ومسؤولاً في أجهزة المخابرات، في قاعدة عريفجان في صحراء الكويت بهدف البحث في مستجدات الحرب على المتطرفين.

وقال كارتر متوجهاً إلى القوات الأميركية في القاعدة قبيل انطلاق الاجتماع، إن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة «يدفع (داعش) بفاعلية بعيداً عن الكويت وعن أماكن أخرى».

وأضاف «لا يكن لديكم شك أبداً بأننا سنلحق بهم هزيمة نهائية».

وأشار كارتر إلى انه دعا إلى الاجتماع مع المسؤولين العسكريين والمدنيين «للجلوس حول طاولة والتحدث عن سائر أبعاد هذه الحملة».

ولم تشمل المحادثات فقط الحرب في سورية والعراق، حيث ينفذ التحالف ضربات يومية بقيادة الولايات المتحدة، بل شملت نطاقاً اقليمياً أوسع بحسب الوزير. وقال في هذا السياق ان «داعش لا يشكل خطراً على العراق وسورية فقط، إنه خطر على نطاق أوسع في المنطقة».

ورداً على سؤال طرحه احد الجنود حول ما اذا كانت واشنطن تفكر في ارسال جنود إلى الأرض لمواجهة المتطرفين، قال كارتر إن أي تدابير عسكرية اضافية يتعين دراستها بشكل متأنٍ. لكنه أضاف «سنفعل كل ما يلزم لننتصر».

ووصل كارتر الأحد إلى الكويت قادماً من افغانستان، فيما قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) طلب عدم كشف هويته، ان الوزير يرغب في إجراء «حوار مفتوح من دون اعتبار للرتب».

وأكد أن الأمر لا يتعلق بوضع استراتيجية جديدة للحرب على تنظيم «داعش» بل بفهم افضل للتحديات التي يفرضها هذا التنظيم المتطرف وبحث الوسائل العسكرية والدبلوماسية للتصدي له، ودراسة «معنى مبايعة التنظيم من بعض الجماعات في ليبيا ومصر وأفغانستان» وبحث جهود الحكومة العراقية ذات الأغلبية الشيعية للتحالف مع السنة.

ويرى القادة العسكريون أن الحرب الجوية وتدريب القوات العراقية يجري بشكل جيد، لكن على الحكومة العراقية ان تفعل المزيد لإقناع السنة بحمل السلاح ضد التنظيم، بحسب المسؤول نفسه.

تويتر