الموالون يشعرون بغضب شديد حيال حجم الخسائر المادية والبشرية

نظام الأسد يصرّ على البقاء في السلطة

صورة

بعد أربع سنوات من بداية الأزمة السورية، حوّل الصراع موطن الحضارة القديمة إلى مقبرة جماعية. فقد قضى في هذا الصراع أكثر من 210 آلاف شخص، وشرد نصف السكان تقريباً، واجتاحت البلاد موجات من الرعب المختلفة التي من الصعب تخيلها. ولعل استخدام السلاح الكيماوي كان الكابوس الأكثر مأساوية في تاريخ الصراع، ومع ذلك فالرئيس السوري بشار الأسد لايزال على رأس هرم السلطة، مع أن زعماء العالم، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، طالبوه بالتنحي منذ صيف 2011.

«يبدو النظام السوري آمناً في الظاهر، ولكنه فقد السيطرة على كثير من أنحاء البلاد، وبسبب الدعم الإيراني ـــ الروسي، فقد الأسد الاستقلالية».

«المسؤولون الأميركيون يتجنبون تكرار دعواتهم لرحيل الأسد، ودعموا المحاولات الأممية والروسية للتوسط في المحادثات».

يبدو الرجل متشبثاً بالسلطة أكثر من أي وقت مضى. وفي بداية العام الجاري بدت قبضته على السلطة في جزء من سورية قوية. وبغض النظر عن دعوته إلى التنحي عن السلطة، فيما مضى، فإن الولايات المتحدة الآن تتعاون مع نظام دمشق ضد تنظيم «داعش». ولا يثير الأمر الغرابة، فالأسد سعيد باقتناص الفرص، وحاول خلال مقابلته الأخيرة مع شبكة «بي بي سي» تكرار الرسائل نفسها، فهو يردد دائماً أن بلاده تواجه مؤامرة دولية، وجزء كبير من الأزمة له بعد خارجي وليس داخلياً.

ربما كان الأمر الأكثر إزعاجاً بالنسبة للسوريين الذين كانوا يشاهدونه هو الإنكار الدائم لأن تكون قواته المسلحة ارتكبت أخطاءً، خصوصاً في ما يتعلق باستخدام غاز الكلور أو الأسلحة الكيماوية، إضافة إلى إصراره على عدم وجود أي مدنيين محاصرين في سورية. ولا يرى الأسد أن جيشه هو من ارتكب المجازر، فللجيش دور محوري في بقائه في السلطة.

يقول الأسد: «ليس لدينا أي أسلحة عشوائية»، ويضيف «لدينا قنابل وصواريخ ورصاص. ولم أسمع مطلقاً باستخدام الجيش للبراميل». ربما لم تخبره قواته المسلحة بذلك، ولكن في اليوم الذي سبق اللقاء كانت مثل هذه الأسلحة تلقى على مدينة دوما. وأظهرت إجابات الأسد المقتضبة رئيساً متحدياً غير راغب في التنازل عن أي شيء أو القبول بأي انتقاد. والمسألة الرئيسة بالنسبة له ونظامه أنهما موجودان ليبقيا ويستمرا. هل لديه أي سبب ليكون واثقاً بهذه الطريقة؟ الإجابة هي نعم ولا.

فهجمات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على أهداف للتنظيم حتى داخل سورية كانت مقبولة من النظام، لسبب ليس أقله أنها تدعم رواية النظام بأن الموضوع متعلق «بالإرهاب». وذكر الأسد أن هناك أطرافاً ثالثة تتشارك المعلومات معه في ما يتعلق بالضربات. ويشكك الكثيرون في وجود اتصالات مباشرة، في حين أصبح العديد من الحكومات الأوروبية تبحث عن كيفية المشاركة مع النظام. وفي غضون ذلك تجنب المسؤولون الأميركيون تكرار دعواتهم لرحيل الأسد، ودعموا المحاولات الأممية والروسية للتوسط في المحادثات. ربما كان كل ذلك مريحاً لدمشق، ولكن هناك شعور عام بعدم الراحة. يبدو النظام آمناً في الظاهر، ولكنه فقد السيطرة على الكثير من أنحاء البلاد. وبسبب الدعم الإيراني والروسي، فقد الأسد الاستقلالية التي لايزال مناصرو النظام يتغنون بها. وتخشى شخصيات في النظام من أنهم ربما يستسلمون لإغراء ضرب أهداف حكومية أيضاً. وفوق كل ذلك، وفي قلب الأراضي العلوية، أصبح الموالون أكثر انتقاداً لفشل النظام، ويشعرون بغضب كبير حيال حجم الخسائر المادية والدم الذي يجب أن يدفعوه.

كريس دويل كاتب وصحافي بريطاني

تويتر