بدأت هجوماً واسعاً بمشاركة «حزب الله» ومقاتلين إيرانيين وأفغان

القوات النظامية تتقدّم في ريف حلب الشمالي

صورة

بدأت القوات السورية النظامية مدعومة بـ«حزب الله» اللبناني، ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية، أمس، هجوماً في ريف حلب الشمالي، بهدف قطع طرق الإمداد أمام المعارضة والجماعات المسلحة، وفك الطوق عن المدينة الشمالية، وبلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، تمكنت خلاله من استعادة السيطرة على بعض المناطق.

وقال مصدر ميداني سوري لـ«فرانس برس»، إن المعركة «مهمة جداً، ومعركة حلب عموماً مهمة جداً لنا»، مضيفاً أن «الهدف هو فك الطوق عن مدينة حلب، وفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء» الشيعيتين اللتين تحاصرهما «جبهة النصرة» منذ أكثر من سنة ونصف السنة.

وذكر أن القوات السورية تمكنت خلال الهجوم الذي أطلقته، صباح أمس، من السيطرة «على بلدات وقرى عدة» في ريف حلب الشمالي، حيث تسيطر أيضاً الفصائل المعارضة على طريق رئيس يمتد نحو تركيا وتستخدمه لنقل المؤن والعتاد.

وأوضح أن «هناك اشتباكات عنيفة جداً وسط قصف مدفعي وصاروخي متواصل على مواقع الجماعات المسلحة في العديد من الجبهات»، مشدداً على أن «العملية ستتواصل بكل حزم وقوة».

من جهته، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، أن قوات النظام السوري التي تقاتل خليطاً من فصائل معارضة و«جبهة النصرة» سيطرت على قريتي باشكوي ورتيان شمال حلب، وتخوض معارك عنيفة للسيطرة على قرى أخرى محيطة بها، والتقدم نحو نبل والزهراء غرباً.

وقال إن الهدف من الهجوم الذي يشنّه الجيش السوري بمساندة من «لواء القدس الفلسطيني، ومقاتلين من (حزب الله) اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية» هو «إغلاق الطريق الذي يصل بين الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب، وتركيا».

وأدت المواجهات إلى وقف حركة السير على الطريق الذي يربط بين حلب والحدود التركية.

وأشار عبدالرحمن إلى مقتل 12 مسلحاً في الاشتباكات الدائرة في ريف حلب الشمالي، بينما قتل ستة مسلحين آخرين في اشتباكات محدودة دارت داخل مدينة حلب المنقسمة بين جزء خاضع لسيطرة النظام، وجزء خاضع لسيطرة المعارضة.

بدورها، قالت «قناة المنار» التابعة لـ«حزب الله» اللبناني، إن الجيش السوري سيطر على مناطق شمالي حلب «في معارك أسفرت عن مقتل عشرات من مقاتلي المعارضة».

وجاء الهجوم قبيل ساعات من تقديم مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيافان دي ميستورا، تقريراً لمجلس الأمن الدولي، حول خطته التي تقضي بـ«تجميد» القتال خصوصاً في مدينة حلب، للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات.

إلى ذلك، رأى المحلل في «مجموعة الأزمات الدولية» نوا بونساي، أن الهجوم في حلب «يشكل محاولة من قبل النظام لتعزيز موقفه في اقتراح تجميد القتال» في حلب، مضيفاً أنه «إذا تمكن النظام من السيطرة على هذه القرى، وكسر الحصار على نبل والزهراء، فإنه سيكون حدثاً استثنائياً».

وتشنّ القوات السورية هجومها في ريف حلب الشمالي بالتزامن مع هجوم مماثل تشنّه بمساندة إيران و«حزب الله» في الجنوب، عند مثلث درعا والقنيطرة وريف دمشق الجنوبي، بالقرب من الحدود الإسرائيلية، بهدف تأمين الريف الجنوبي للعاصمة.

وقال المصدر الميداني السوري، إن هجوم أمس على ريف حلب «لا علاقة له بالعمليات العسكرية في الجنوب»، مضيفاً أنه على الرغم من ذلك فإن «العملية العسكرية (في حلب) تبين قدرة الجيش السوري على فتح جبهات عدة في وقت واحد».

تويتر