20 قتيلاً من «داعش» بغارات للتحالف على ريف الحسكة.. والقوات النظامية مدعومة بإيران و«حزب الله» تواصــــل هجومها جنوباً

دي ميستورا يعتبر الأسد «جزءاً من الحل» في سورية

صورة

اعتبر مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيافان دي ميستورا، أمس، أن الرئيس بشار الأسد يشكل «جزءاً من الحل»، في أول ربط من قبله بين دور للأسد وإنهاء النزاع المستمر في سورية منذ نحو أربع سنوات. وفي حين قتل 20 عنصراً من تنظيم «داعش» المتطرف في غارات للتحالف الدولي استهدفت أول من أمس، منطقة في ريف الحسكة الجنوبي شمال شرق سورية، واصلت القوات النظامية مدعومة بعناصر من إيران و«حزب الله» هجومها في مثلث درعا والقنيطرة وريف دمشق الجنوبي الغربي، في محاولة لاستعادة السيطرة على مناطق خاضعة لنفوذ «جبهة النصرة» وجماعات أخرى، وقريبة من الحدود مع إسرائيل.

وقال دي ميستورا، أمس، في ختام لقاء مع وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس في فيينا، بعد زيارة إلى دمشق التقى خلالها الأسد، إن «الرئيس الأسد جزء من الحل»، وأضاف «سأواصل إجراء مناقشات مهمة معه».

وهذه المرة الأولى التي يربط فيها دي ميستورا منذ تسلمه مهامه في يوليو العام الماضي بين دور للرئيس السوري والتوصل إلى حل للنزاع في سورية، حيث قتل اكثر من 210 آلاف شخص منذ منتصف مارس 2011.

وترفض المعارضة السورية اي دور للأسد في الحل، وتؤكد أن تنحي الرئيس السوري الذي يحكم البلاد منذ العام 2000 عن الحكم هو المدخل السياسي لأي حل مستقبلي لهذا النزاع الدامي.
وطالبت الدول الكبرى الداعمة للمعارضة السورية المعتدلة وعلى رأسها الولايات المتحدة بتنحي الأسد، إلا ان محللين يرون ان التصدي للدور المتعاظم لتنظيم «داعش» المتطرف في سورية بات أولوية هذه الدول.

ويفترض ان يقدم موفد الأمم المتحدة، الذي يعمل على خطة تقضي بتجميد النزاع في مناطق في سورية بدءاً من مدينة حلب المنقسمة بين النظام والمعارضة، تقريراً حول وقف النزاع إلى مجلس الأمن الثلاثاء المقبل.

وجدد دي ميستورا، أمس، قناعته بأن «الحل الوحيد هو حل سياسي»، معتبراً أن «الجهة الوحيدة التي تستفيد من الوضع» في غياب اتفاق هي تنظيم «داعش»، الذي «يشبه وحشاً ينتظر ان يستمر النزاع ليستغل الوضع».

من جهته، قال كورتس، إنه «في المعركة ضد تنظيم داعش، قد يكون من الضروري الكفاح إلى جانب» دمشق، و«إن كان الأسد لن يصبح يوماً صديقاً ولا شريكاً».
إلى ذلك، واصلت القوات السورية النظامية مدعومة بعناصر من إيران و«حزب الله» هجومها في مثلث درعا والقنيطرة وريف دمشق الجنوبي الغربي.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، أمس، إن «هناك اشتباكات مستمرة في المنطقة التي تجري فيها العمليات، والهدف حالياً هو استرجاع تل الحارة، أعلى تل في درعا».

وأضاف أن المعارك المتواصلة منذ نحو ستة أيام أدت إلى مقتل 25 من جانب النظام وحلفائه، و49 من مقاتلي «جبهة النصرة» والفصائل الموالية لها. وكان عبدالرحمن قال في وقت سابق، إن الهجوم الذي يهدف بحسب مصدر سوري ميداني إلى حماية دمشق من الجهة الجنوبية الغربية، هو بمثابة «معركة حزب الله» لقرب المنطقة من الحدود الإسرائيلية.

من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن وزير الدفاع فهد جاسم الفريج، تفقد، أول من أمس، قواته في «الجبهة الجنوبية».

وكانت القوات السورية أحكمت الثلاثاء الماضي سيطرتها على بلدة دير العدس والتلال المحيطة بها في ريف درعا الشمالي الغربي، التي خرجت عن سيطرتها قبل اكثر من عام، واستمرت في تقدمها قبل ان تبطئ الثلوج هذا التقدم. وكان التلفزيون السوري نقل عن قائد ميداني قوله ان العملية العسكرية التي بدأ فيها الجيش السوري الأحد الماضي «مستمرة بقيادة الرئيس السوري، وبالتعاون مع محور المقاومة (حزب الله) وإيران».

وهي المرة الأولى التي تعلن فيها دمشق خوض قواتها معارك إلى جانب عناصر من «حزب الله» وقوات أخرى ايرانية.

وفي 18 يناير، قتل ستة عناصر من «حزب الله» وجنرال إيراني كبير في غارة اسرائيلية استهدفتهم في منطقة القنيطرة. وذكر الحزب حينها ان عناصره الذين قتلوا مع الجنرال الإيراني كانوا في مهمة «تفقد ميداني».

ورد الحزب بعد ايام بعملية أدت إلى مقتل جنديين إسرائيليين.

وفي هذا السياق، قال نائب الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، إنّ «الحرب في القنيطرة، هي على جماعة (القاعدة) والنصرة، المتاخمين للشريط الذي تريده إسرائيل في مواجهة مشروع المقاومة وسورية»، مضيفاً أن «هذه العملية ستكون لها نتائج كبيرة جداً في هذه المنطقة».

من جهة أخرى، قال رامي عبدالرحمن، أمس، إن 20 من عناصر تنظيم «داعش» قتلوا أول من أمس، في ضربات لطائرات التحالف الدولي استهدفت مواقع للتنظيم في منطقة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي.

وذكر أن عدد ضربات التحالف الذي تقود الولايات المتحدة على هذه المنطقة، أول من أمس، بلغ 19 ضربة جوية.

وأشار عبدالرحمن، إلى أن ضربات التحالف اصبحت اكثر دقة وتستهدف مواقع معينة منذ اعلان التنظيم إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، الذي أسره في 24 ديسمبر الماضي، حرقاً.

تويتر