واشنطن تكشف عن وجود 20 ألف مقاتل أجنبي من 90 بلداً

القوات السورية تتقدم جنـــــــوباً بالتعاون مع إيران و«حزب الله»

صورة

حققت القوات السورية النظامية تقدماً في الهجوم الذي تشنه جنوباً قرب الحدود مع إسرائيل بمساندة مجموعات مسلحة حليفة، بينها قوات إيرانية و«حزب الله» اللبناني، بعدما سيطرت على بلدة استراتيجية وتلال محيطة بها. في وقت كشفت الإدارة الاميركية عن تدفق «غير مسبوق» للمقاتلين الاجانب إلى سورية، مقدّرة عددهم بـ20 ألفاً قدموا من 90 بلداً.

ونقل التلفزيون السوري عن قائد ميداني قوله، إن العملية العسكرية التي بدأها الجيش السوري في ريف درعا والقنيطرة، مستمرة بقيادة الرئيس السوري بشار الأسد «وبالتعاون مع محور المقاومة كحزب الله وإيران».

بدوره، أكد مصدر عسكري سوري لـ«فرانس برس»، أن «هدف العمليات التي يقوم بها الجيش في ريف درعا والقنيطرة هو تأمين الحدود مع الدول المجاورة، وكسر الشريط الذي يحاولون إقامته».

وأضاف أن «أي منطقة تتم استعادتها من العصابات تضيف بعداً آمناً للمناطق الموجودة فيها».

وهذه المرة الاولى التي تعلن فيها دمشق عن خوض قواتها معارك إلى جانب عناصر من «حزب الله» وقوات أخرى إيرانية.

وكانت القوات السورية مدعومة، خصوصاً بعناصر من «حزب الله»، أحكمت، أول من أمس، سيطرتها على بلدة دير العدس والتلال المحيطة بها في ريف درعا الشمال الغربي، والتي كانت تخضع لسيطرة «جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، وفصائل اسلامية مقاتلة أخرى منذ اكثر من عام، بحسب ما أفاد مصدر ميداني سوري.

وجاءت السيطرة على البلدة في اطار هجوم بدأته القوات السورية والمجموعات المسلحة الحليفة لها، الأحد الماضي، بهدف «إبعاد خطر المسلحين عن دمشق، بعد ان سيطروا على مناطق عدة تخولهم ان يكونوا قريبين» منها، وفقاً للمصدر الميداني.

وأعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، أن «المنطقة الممتدة بين أرياف دمشق والقنيطرة ودرعا تشهد حالياً عملية واسعة تنفذها وحدات من الجيش والقوات المسلحة».

ونجحت «جبهة النصرة» وجماعات موالية لها في السيطرة، خلال الاسابيع الماضية، على مناطق واسعة جنوب سورية، تقع اهمها في ريفي درعا والقنيطرة المحافظتين القريبتين من دمشق والأردن وهضبة الجولان المحتلة.

من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أمس، إن قوات النظام السوري والجماعات المسلحة الحليفة لها، وعلى رأسها «حزب الله»، تتقدم في مثلث درعا والقنيطرة وريف دمشق اثر سيطرتها على بلدة دير العدس الاستراتيجية والتلال المحيطة بها.

وأضاف أن السيطرة على دير العدس والتلال المحيطة بها «فتح الطريق امام القوات النظامية لتتقدم باتجاه عمق هذه المنطقة».

وأكد أن «حزب الله» يقود الهجوم في «الجبهة الجنوبية»، مشيراً إلى مقتل 20 مسلحاً، أول من أمس، في كمين نفذه الحزب قرب دير العدس، وفي الاشتباكات مع القوات السورية وحلفائها.

وقال رامي عبدالرحمن «إنها معركة حزب الله».

وبثت «قناة المنار» التابعة لـ«حزب الله»، أمس، صوراً مباشرة من دير العدس، أظهرت مراسلها وهو يتجول في البلدة، فيما كانت تسمع اصوات انفجارات بعيدة، كما أظهرت الصور ذخائر قال المراسل إنه تم الاستيلاء عليها بعد دخول البلدة.

وقالت القناة إن الهجوم يمثل «عملية استباقية هي الأكبر في ارياف القنيطرة ودرعا ودمشق الجنوبي منذ دخول المسلحين اليها».

من ناحية أخرى، أفادت الادارة الاميركية بتدفق «غير مسبوق» للمقاتلين الأجانب إلى سورية.

وقال مدير المركز الوطني لمكافحة الارهاب، نيكولاس راسموسن، في إفادة خطية أعدها للكونغرس، إن عدد المقاتلين الاجانب البالغ 20 ألفاً من 90 دولة يفوق بشكل طفيف الأرقام المعتمدة حتى الآن.

وبرّر راسموسن ذلك بأن وتيرة توافد هؤلاء المقاتلين «غير مسبوقة»، لاسيما بالمقارنة مع ما جرى في دول اخرى تشهد نزاعات، مثل العراق واليمن وافغانستان وباكستان والصومال.

وأوضح أن مواصفات هؤلاء المقاتلين متباينة للغاية، لكن «ما لا يقل عن 3400 من هؤلاء المقاتلين الأجانب قادمون بحسب تقديراتنا من بلدان غربية، وبينهم 150 أميركياً».

وقال إن «غالبية» الذين يغادرون ينضمون إلى صفوف تنظيم «داعش» في سورية والعراق، مؤكداً أن «التوجهات واضحة ومقلقة».

وأشار إلى تزايد عدد طالبي السفر أيضاً، وأكد راسموسن أن الشبكات الاجتماعية تسمح «خصوصاً لتنظيم داعش» باجتذاب مقاتلين وإمدادهم بمعلومات عملية للقيام بالرحلة.

ولفت إلى أن قدرات التنظيم الدعائية على الإنترنت «في تزايد متواصل»، مع نحو 250 «إنتاج رسمي للتنظيم نشرت على الانترنت» منذ الأول من يناير.

وأوضح أن التنظيم ينشر مشاهد مروعة، مثل مشاهد قتل الرهائن، غير أنه يعرض أيضاً «مشاهد في الطبيعة ومشاهد عائلية» للحياة في مناطقه.

وغالباً ما يستخدم التنظيم عناصر من الثقافة الغربية، مثل العاب الفيديو لاجتذاب اشخاص يبحثون عن التشويق او شباب «يسعون لتحقيق أنفسهم».

كما يتقن التنظيم ابتكار الشعارات البسيطة التي تنتشر بسهولة على الشبكات الاجتماعية.

وفي ما يتعلق بالولايات المتحدة اعتبر راسموسن أن مخاطر وقوع عمليات ينفذها اميركيون تبقى مستقرة.

وقال: «نعتقد ان هذا الخطر سيبقى بمستواه الحالي، مع أقل من 10 مخططات غير منسقة وغير معقدة، وهي مخاطر مصدرها مجموعة من بضع مئات الأفراد، معظمهم معروفون لدى أجهزة الاستخبارات أو الشرطة».

تويتر