15 قتيلاً بغارات للنظام السوري على دوما

دمشق ترفض التدخل البري في أراضيها لمحاربة «داعش»

صورة

أعلنت دمشق، أمس، رفضها أي تدخل بري خارجي في أراضيها، ضمن إطار محاربة تنظيم «داعش»، مؤكدة عدم تلقيها رداً من عمّان، على الدعوة التي وجهتها لها، من اجل التنسيق المشترك في مجال مكافحة الإرهاب، في حين قتل 15 شخصاً على الأقل، في غارات شنّها الطيران السوري على مدينة دوما قرب دمشق.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مؤتمر صحافي، في رده على سؤال عما اذا كان مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة، سيكون سبباً لتدخل بري في الأراضي السورية، «أقول بكل وضوح نحن حريصون وندافع عن السيادة الوطنية، ولا نسمح لأحد بأن يخرق سيادتنا الوطنية كي تدخل لتحارب (داعش)».

وأكد المعلم في مؤتمره، الذي عقده مع نظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي، أن «الجيش العربي السوري يقوم بكل بسالة بهذه المهمة».

وأضاف المعلم في مؤتمره الذي عقده مع نظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي، «أؤكد، حتى الآن لا يوجد تنسيق بين سورية والأردن في مجال مكافحة الإرهاب».

وقال «وجهنا دعوة للحكومة الأردنية للتنسيق مع سورية في مكافحة الإرهاب على الرغم من معرفتنا المسبقة ان الأردن لا يملك قراراً مستقلاً لإقامة هذا التعاون».

ودانت دمشق، التي تتهم الأردن بفتح حدوده امام عبور المسلحين والسلاح إلى سورية لمواجهة النظام السوري في بيان للخارجية مقتل الكساسبة، داعية «الحكومة الأردنية للتعاون في مكافحة الإرهاب».

ويشارك الأردن في التحالف الدولي بقيادة أميركية لقصف مواقع تنظيمات متطرفة في سورية والعراق. والتقى الرئيس السوري بشار الأسد، من جهته، ماكي الذي سلّمه رسالة خطية من نظيره البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو «أعرب فيها عن دعم بلاده لسورية في وجه الهجمة الإرهابية التي تتعرض لها».

وأكد الأسد خلال اللقاء أن «بعض الدول الغربية لديها مشكلة مع الدول التي تمتلك استقلالية القرار، لذلك تسعى إلى الضغط عليها بشتى الوسائل ما يتطلب وقوف هذه الدول إلى جانب بعضها، والتعاون في ما بينها لتعزيز قوتها وتحقيق ارادة شعوبها في الحفاظ على السيادة ومنع التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية».

من جهة ثانية، انتقد المعلم تقصير المنظمات الدولية بتقديم الدعم اللازم لتخفيف المعاناة عن الشعب السوري، بقوله ان «المنظمات الدولية في كل مرة تدعي شح الموارد المالية، بسبب تردد المتبرعين بزيادة تبرعاتهم لهذه المنظمات، ما جعل الحكومة السورية تسهم بأكثر من 70% من هذه المساعدات».

وأضاف «نسمع من عدد من الدول المتآمرة على سورية، التي تدفع مليارات الدولارات للإرهابيين، انهم حريصون على الشعب السوري، انهم حريصون على دماء الشعب السوري، ولا يطرحون على انفسهم من هو السبب بسفك الدم السوري».

وفي ظل استمرار النزاع السوري، الذي لم يجد مخرجاً له رغم عدد من المبادرات، من المتوقع ان يصل اليوم، مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، لبحث خطته المتعلقة بتجميد القتال في مدينة حلب (شمال).

وقال المعلم إن «مبادرة دي ميستورا في الأساس انصبت على مدينة حلب، وليس على الريف الحلبي»، مؤكداً ترحيب حكومته بالمبعوث «لأننا نريد ان ننجز اتفاقاً يحقق وحدة حلب، واستقرار مدينة حلب، ويعيدها إلى الحياة الطبيعية». وأضاف أن «هناك افكاراً جديدة يريد دي ميستورا طرحها بشأن خطته، ونحن جاهزون للاستماع إليه».

وكثف سلاح الطيران الأردني في الأيام الماضية ضرباته ضد التنظيم، رداً على اعلان الأخير اعدام الطيار الأسير معاذ الكساسبة الأسبوع الماضي.

وقال قائد سلاح الجو اللواء الطيار منصور صالح الجبور، أول من أمس، إن مقاتلات بلاده دمرت خلال الأيام الثلاثة الماضية 56 هدفاً للتنظيم، تشمل مراكز تدريب ومستودعات اسلحة وذخائر ووقود وثكنات.

وأسر الكساسبة في ديسمبر في سورية، بعد سقوط طائرته من طراز «إف-16» في محافظة الرقة السورية، ابرز معاقل التنظيم في شمال البلاد، وبث التنظيم شريطاً مصوراً، الثلاثاء الماضي، يظهر فيه إعدام الطيار حرقاً.

وخاض التنظيم على مدى اشهر معركة طاحنة في شمال سورية قرب الحدود التركية، للسيطرة على مدينة عين العرب (كوباني). إلا انه ووجه بمقاومة شرسة من المقاتلين الأكراد، ودعم مكثف من طيران التحالف، ما ادى إلى انسحابه من المدينة في 26 يناير الماضي، بعد معركة استمرت نحو اربعة اشهر.

وتواصل تراجع التنظيم في محيط المدينة خلال الايام الماضية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي اعلن أن الأكراد استعادوا السيطرة على 128 قرية على الأقل من اصل 350 قرية وبلدة محيط بالمدينة.

من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 15 شخصاً قتلوا، أمس، في غارات للنظام السوري على دوما في ريف دمشق. ونفذت غارات حكومية كثيفة منذ الخميس الماضي، ضد معقل المعارضة في دوما شرق دمشق رداً على القصف الذي نفذه تنظيم «جيش الإسلام»، الذي اطلق اكثر من 120 قذيفة وصاروخاً على العاصمة. وأدت عمليات القصف إلى مقتل 10 أشخاص في دمشق، بينهم طفل، بينما اسفرت غارات النظام وصواريخ أرض-أرض على الغوطة الشرقية عن مقتل 82 شخصاً على الأقل، بينهم 18 طفلاً.

والغوطة الشرقية، ابرز معقل للمقاتلين المسلحين في محافظة دمشق، تقع منذ اكثر من عام تحت حصار الجيش السوري، وفي هذا القطاع شرق العاصمة، يعاني عشرات الآلاف من السكان شحاً في المواد الغذائية والأدوية.

تويتر