تظاهـرة أردنية حاشدة في عمّان للتنديد بعملية إعدام الكساسبة

30 قتيلاً من «داعش» في غارات للتحالف على الــرقة

صورة

قتل أكثر من 30 عنصراً من تنظيم «داعش»، أمس، في غارات للتحالف الدولي على مواقع ومخازن للتنظيم في محافظة الرقة، شمال سورية. في حين تظاهر أكثر من 10 آلاف أردني، في عمان، تتقدمهم الملكة رانيا، عقيلة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، للتنديد بإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة على يد التنظيم، فيما توعد الأردن بملاحقة التنظيم، غداة شن عشرات المقاتلات الأردنية غارات على معاقل التنظيم في «بداية الانتقام» لقتل الطيار الكساسبة.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل أكثر من 30 عنصراً من «داعش» في غارات للتحالف الدولي بقيادة أميركية على مواقع ومخازن للتنظيم في محافظة الرقة.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، أمس، إن 30 عنصراً من «داعش» على الأقل قتلوا في غارات للتحالف الدولي على مواقع ومخازن آليات للتنظيم شرق وغرب مدينة الرقة، مرجحاً وجود عدد أكبر من القتلى.

من جهته، زعم التنظيم مقتل أميركية يحتجزها في غارة جوية للتحالف في الرقة.

وقال في بيان «قام طيران التحالف الصليبي المجرم بقصف موقع خارج مدينة الرقة، وكانت الغارات متواصلة على الموقع نفسه لأكثر من ساعة، وتأكد لدينا مقتل أسيرة أميركية بنيران القذائف المُلقاة على الموقع».

ولم يتضمن البيان الصادر عن المكتب «الاعلامي لولاية الرقة» صوراً لجثمان الرهينة على الرغم من نشره صوراً لمبان مدمرة.

وفي عمان، خرجت تظاهرة حاشدة تضم آلاف الأردنيين، وفي مقدمتهم الملكة رانيا، للتنديد بإعدام الكساسبة. وطالبوا بالانتقام من تنظيم «داعش».

ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا أمام المسجد الحسيني وسط عمان أعلاماً أردنية، وصوراً للطيار الأردني، ولافتات كتب عليها «كلنا معاذ»، و«معاذ شهيد الحق»، و«نسر الأردن إلى جنات الخلد يا شهيد»، و«نعم القصاص والقضاء على الإرهاب».

كما رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «كلنا الأردن»، و«لو لم أكن أردنياً لأحببت أن أكون»، و«وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه»، و«كلنا فداء للوطن»، و«نقف صفاً واحداً خلف القيادة الهاشمية وخلف قواتنا المسلحة»، و«الأردن نموذج للإسلام المعتدل»، و«لبيك عبدالله رمز الصمود». وقال يوسف السعود (40 عاماً): «نحن هنا للتعبير عن غضبنا لمقتل طيارنا البطل، وكلنا جنود خلف قائدنا، مستعدون لقتال (داعش) انتقاماً لطيارنا وانتقاماً لعائلته». وأضاف «لن يرتاح قلب أي أردني حتى نقتص من كل داعشي».

من جهته، قال النائب السابق عودة قواس، إن «ما فعله تنظيم داعش يعود إلى القرون الوسطى، ولا يمكن أن يتقبله عقل إنسان».

وأضاف أنه «يجب أن نحاربهم بالقوة والفكر، هم خدعونا باسم الدين، والدين منهم براء».

بدوره، قال الداعية جهاد الشيخ، إن هذه التظاهرة «رسالة لتنظيم داعش الإرهابي بأننا نؤيد الملك ونقف معه ضد الإرهاب».

وكانت الملكة رانيا، دعت في 18 نوفمبر الماضي، إلى منع التنظيم من فرض الصورة التي يريدها عن العالم العربي، معتبرة أنه يجب الانتصار عليه من أجل مستقبل الإسلام.

وتوعد العاهل الأردني الذي قطع زيارته لواشنطن وعاد إلى عمان الاربعاء «برد قاس»، مؤكداً أن دم الطيار «لن يضيع هدراً».

وأغارت «عشرات» المقاتلات الأردنية الخميس على مواقع لتنظيم «الدولة الاسلامية».

وأعلن الجيش في بيان أن الطائرات «هاجمت مراكز تدريب للتنظيم الإرهابي، ومستودعات أسلحة وذخائر، وتم تدمير جميع الأهداف التي هوجمت».

وأوضح أن العملية تمت «وفاء للشهيد الطيار معاذ الكساسبة، وفي عملية إطلق عليها اسمه، ورداً على العمل الإجرامي الجبان الذي نفذته عصابة الغدر والطغيان».

وأكد وزير خارجية الأردن، ناصر جودة، أمس، أن الضربات الجوية التي نفذتها عشرات المقاتلات الأردنية، أول من أمس، ضد معاقل التنظيم «ليست سوى بداية الانتقام» لقتل الطيار الأردني.

وقال في مقابلة مع محطة «سي إن إن» الاميركية إن هذه «ليست بداية الحرب الأردنية على الإرهاب، والأردن سيلاحق التنظيم أينما كان وبكل ما أوتي من قوة».

وأضاف أن «كل عنصر من عناصر داعش، هو هدف بالنسبة لنا، لكنهم كما نعلم جميعاً، يخفون هوياتهم بشكل متقن، فهم ليسوا سوى ثلة من الجبناء». وأشار جودة إلى محاولة الأردن إنقاذ الطيار الأردني بعد احتجازه من قبل التنظيم، لكنه لم يفصح عن مزيد من التفاصيل.

ولدى سؤاله عن استعداد الأردن لاحتمال خوض حرب برية ضد التنظيم، قال جودة إن «هناك عوامل كثيرة يجب التفكير فيها، فهناك المسار العسكري الجاري، كما أن لدينا مهمة هي ضمان أمن المنطقة، إضافة إلى أهداف على المدى الطويل، تتضمن محاربة أيديولوجيا هذا التنظيم».

وفي واشنطن، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن طائرات أميركية واكبت، أول من أمس، طائرات أردنية فوق سورية، حيث شنت ضربات انتقامية ضد التنظيم، رداً على إحراقه الكساسبة حياً.

وقال المسؤول إن طائرات «اف-16» و«اف-22 » أميركية تولت حماية مقاتلات أردنية خلال مهمة، في حين تولت طائرات أميركية تزويدها بالوقود والمراقبة في مهمة دعم اضافي.

كما أعلن مسؤول عسكري أميركي، أن الولايات المتحدة نشرت في شمال العراق طائرات وطواقم متخصصة في عمليات البحث والإنقاذ من أجل تسريع عمليات إنقاذ طياري التحالف الدولي الذي تقوده ضد التنظيم في حال أسقطت طائراتهم.

وقال المسؤول «نحن نقوم بعملية إعادة تموضع» لطواقم الإنقاذ في شمال العراق لتصبح أقرب إلى ميدان القتال، بهدف تسهيل عمليات إنقاذ الطيارين الذين تسقط طائراتهم في مناطق يسيطر عليها المتطرفون، في محاولة لتجنب ما حدث مع الطيار الأردني.

ومن شأن هذا الإجراء أن يقصر المدة الزمنية التي تستغرقها طائرات البحث والإنقاذ للوصول إلى الطيارين الذين تسقط طائراتهم في مناطق يسيطر عليها التنظيم. وقبل هذا القرار كانت طواقم الانقاذ متمركزة في الكويت.

تويتر