«الائتلاف» يطالب بمناطق آمنة.. وهولاند «لا يرى دولة» في سورية ويعتبر نجاح محاربة «داعش» «بطيئاً جداً»

57 قتيلاً في غارات للنظام على مناطق للمعارضة بعد قصف دمشق

صورة

قتل 57 شخصاً بينهم ستة أطفال، أمس، في غارات جوية نفذتها طائرات تابعة للنظام السوري على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في ريف دمشق، رداً على قصف كثيف كان استهدف العاصمة، فيما طالب الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بضرورة الإسراع في فرض مناطق آمنة في شمال سورية وجنوبها، فيما قال الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، أنه لا يرى دولة في سورية، وأن نجاح محاربة «داعش» «بطيء جداً».

وتفصيلاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريد إلكتروني «بلغت حصيلة القتلى، الذين سقطوا في الغارات الجوية التي نفذتها قوات النظام السوري على مناطق في الغوطة الشرقية بريف دمشق، 57»، مشيراً إلى أن بين القتلى 12 طفلاً وسبع نساء.

وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 45 شخصاً، وإلى تنفيذ الطيران الحربي أكثر من 40 غارة على مناطق في مدينتي دوما وعربين وبلدتي كفربطنا وعين ترما وأماكن أخرى في الغوطة الشرقية.

وذكر المرصد أن النظام استخدم أيضاً صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض لقصف كفربطنا. وأشار إلى أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع بسبب وجود نحو 140 جريحاً، العشرات منهم جروحهم بليغة وفي حالات خطرة».

وشاهد مصور لوكالة «فرانس برس» في دوما عدداً كبيراً من الجرحى يتم نقلهم إلى مستشفيات ميدانية، بينهم أطفال مروّعون ورجال ينفجرون بالبكاء. وكان أطباء يحاولون إعادة الحياة إلى طفل رضيع، فيما رجل يحمل طفلاً أصيب بجرح في رأسه.

ويأتي القصف بعد وابل من القذائف الصاروخية سقط على أحياء عدة في العاصمة تسببت في مقتل سبعة أشخاص، بحسب المرصد السوري، مشيراً إلى أن هناك شرطياً بين القتلى.

وقال المرصد إن عدد القذائف الصاروخية التي أطلقها جيش الإسلام، أمس، على أحياء عدة في دمشق تجاوز الـ70. وتسبب القصف في إقفال جامعة دمشق بعدما طلبت الإدارة من الطلاب العودة إلى منازلهم.

وقالت امرأة من سكان البرامكة «إن الطريق الذي كان مزدحماً بالمارة أصبح خالياً خلال دقائق». ويوجد في الحي عدد من الكليات الجامعية ومقر وكالة «سانا»، ويشكل معبراً يصل عدداً من أحياء المدينة الرئيسة ببعضها. وذكرت مديرة إحدى المدارس في الحي أنها أنزلت الطلاب إلى القبو لحمايتهم. وقال سكان في دمشق إن الشوارع شبه خالية من السيارات، بينما تغيّب عدد من الموظفين عن عملهم.

من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان، أمس «يشن نظام الأسد هجمة إرهابية حاقدة تعبر تماماً عن حقيقته، باعتباره عصابة إرهابية منظمة تسلطت على سورية وشعبها ومقدراتها بالقمع والقتل والإفساد طوال عقود».

وأشار إلى أن «طائرات الأسد استهدفت (أمس) مدن دوما وعربين وكفربطنا، في ريف دمشق، بنحو 35 غارة جوية عشوائية ومتلاحقة، بالتزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، مع تعمد استهداف سيارات الإسعاف في سلوك يعد جريمة حرب، وإجراماً يرقى إلى كونه حرب إبادة جماعية ضد الشعب السوري، في حين لاتزال فرق الإسعاف والدفاع المدني تهرع لإنقاذ الضحايا وانتشالهم مع توثيق استشهاد 22 مدنياً كحصيلة أولية، وجرح ما يزيد على 100 إضافة إلى عشرات المفقودين».

وقال الناطق إن «ما يجري الآن في ريف دمشق، بالإضافة إلى مجريات الشهر الماضي، الذي نفذت فيه قوات النظام ما لا يقل عن 16 مجزرة وثقتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان، يضاف إلى سلسلة المجازر والجرائم والحرب الشاملة التي يشنها النظام على الشعب السوري منذ انطلاق ثورته عام 2011». وتابع «وإذ ندين هذه الهجمة الإرهابية التي تنتهج سياسة الأرض المحروقة؛ فإننا نطالب المجتمع الدولي بضرورة الإسراع في فرض مناطق آمنة في شمال سورية وجنوبها، وتقديم الدعم الكامل والعاجل للجيش السوري الحر بما يمكنه من حماية المدنيين، وإيقاف الغارات الجوية لطيران النظام على كل المدن والبلدات والقرى السورية».

وقال فرنسوا هولاند إن «نجاح» التحالف الدولي في إرغام «داعش» على التراجع في العراق «بطيء جداً»، مشيراً إلى أن بلاده تقوم بعملها «بشكل يزداد كثافة أكثر فأكثر»، واستبعد مجددا أن تمتد الضربات الجوية الفرنسية في العراق إلى سورية.

وأضاف «ليس هناك دولة» في سورية إنما «نظام، وهذا مختلف، لا يسيطر على أراضيه» مشيراً إلى «قوى متطرفة إسلامية حول داعش». وأضاف «ليس بإمكاننا التدخل إذا كان ذلك عاملاً مشجعاً إما للنظام ليستمر في قتل شعبه أو لإفساح المجال لمجموعات تسعى في الواقع لهزيمتنا». وختم أن فرنسا تحتفظ بموقفها المؤيد «للقوى الديمقراطية في سورية، وهي موجودة» وساق مثالاً بالأكراد الذين صدوا هجوم «داعش» في مدينة عين العرب «كوباني».

يأتي ذلك في وقت قالت لجنة الدفاع بالبرلمان البريطاني إن احتواء «داعش» ربما يكون استراتيجية أكثر واقعية من هزيمته، وحثت بريطانيا على لعب دور أكبر في القتال ضد المتشددين في العراق وسورية. وقالت اللجنة في تقرير، نشر أمس، إن هذه الإجراءات «متواضعة بشكل لافت للنظر» مع شن ضربة جوية واحدة في المتوسط يومياً. وأضافت قائلة إنها تشعر «باندهاش وقلق عميق» من أن بريطانيا لا تفعل المزيد. وأضافت أن قوات الأمن العراقية ضعيفة وتفتقر إلى الموارد، في حين أن الطوائف في البلد منقسمة والقوى الإقليمية مازالت لديها شكوك عميقة متبادلة.

تويتر