الأمم المتحدة غير قادرة على توصيل المساعدات إلى محافظتين تخضعان لـ «داعش»

مشاورات موسكو السورية تخرج بورقة مبادئ وجـــولة مبــاحثــات ثانــــية

تصاعد أعمدة الدخان من قرية تابعة لمدينة عين العرب (كوباني) خلال اشتباكات بين المقاتلين الأكراد وتنظيم «داعش» أمس. إي.بي.إيه

قال الوسيط الروسي، فيتالي نومكين، أمس، إن ممثلي الرئيس بشار الأسد والمعارضة السورية، وافقوا على عقد جولة ثانية من المحادثات في موسكو، كما وافق وفد النظام على مجموعة نقاط وردت في ما أطلق عليه اسم «مبادئ موسكو»، وفي وقت شنّت طائرات النظام السوري غارات على ريف حلب، ما تسبب في مقتل وإصابة العشرات، قالت مسؤولة بارزة في الأمم المتحدة، ان المنظمة الدولية تجد صعوبة في جهودها لتوصيل المساعدات إلى 40% من المدنيين المحتاجين لها، كما تواجه نقصاً كبيراً في التمويل.

وتفصيلاً، اختتم معارضون سوريون وممثلون عن نظام بشار الأسد محادثاتهم، أمس، في موسكو، ولم يتوصلوا خلالها إلى اتفاق. وقال نومكين «كنت سأبدو ساذجاً لو توقعت أن تحل الأطراف كل المشكلات أثناء مشاوراتها الأولى».

وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، الذي ترأس الوفد الحكومي في مؤتمر صحافي في ختام المحادثات «اتفقنا مع الأصدقاء الروس على ان تستمر المشاورات لعقد لقاء تشاوري قادم سيتم تحديد موعده عبر القنوات الدبلوماسية». وأضاف ان تقييم الحكومة السورية للمحادثات «جيد».

وأعلن الجعفري أن الوفد الحكومي وافق على مجموعة نقاط وردت في ما اطلق عليه اسم «مبادئ موسكو»، لافتاً إلى ان بعض المعارضين الحاضرين وافقوا على هذه النقاط بينما رفضها معارضون آخرون «في آخر لحظة». وأضاف «نحن كحكومة نطمح إلى عقد مؤتمر الحوار في دمشق بمعنى أن تكون خاتمة اللقاءات التشاورية انعقاد المؤتمر في دمشق».

وبحسب وكالة الأنباء السورية «سانا»، فإن هذه النفاط الثماني تشمل «مكافحة الإرهاب بكل اشكاله وتجلياته والسعي إلى تضافر الجهود الرامية إلى محاربة الإرهابيين والمتطرفين على الأراضي السورية، والحفاظ على الجيش والقوات المسلحة كرمز للوحدة الوطنية وعلى مؤسسات الدولة وتطويرها».

كما تشمل «تقرير مستقبل سورية على أساس التعبير الحر والديمقراطي عن ارادة الشعب السوري، وعدم قبول أي وجود مسلح أجنبي على أراضي سورية من دون موافقة حكومتها».

وفي وقت سابق، صرّح ديمتري بورميستروف، مساعد ناومكين، الذي يدير المحادثات، ان الاجتماعات المغلقة التي تتم في احد مقار الدبلوماسية الروسية في موسكو، استؤنفت أمس، وصرح معارض، رفض الكشف عن هويته، لعدم تقويض المحادثات، ان النقاشات «أقل توتراً»، مما كان متوقعاً، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق، وذلك في اليوم الأول من المحادثات. وأضاف المعارض «حاولنا التركيز على الملف الإنساني وإيصال المواد الغذائية والأدوية».

وتابع أن «ممثلي النظام يقولون ان المحادثات يجب ان تستمر في دمشق، بينما يريد بعض المعارضين تنظيم مؤتمر جنيف-3، لكن في الوقت الجاري لم يتم الاتفاق أو توقيع أي شيء، واقتصرت الأمور (الأربعاء) على العموميات».

ميدانياً، ذكرت مصادر للمعارضة السورية، أمس، أن 20 شخصاً من المدنيين قتلوا، وأصيب أكثر من 35 آخرين، في قصف جوي للطائرات الحكومية على مدينة الباب، الخاضعة لسيطرة «داعش» في ريف حلب الشرقي.

وقال ناشطون، إن الطائرات الحربية شنت أربع غارات جوية على مدينة الباب في ريف حلب. وأضافوا أن معظم الغارات تركزت على سوق للمواشي، أو ما يسمى «البازار»، المكتظ بالمدنيين، لارتياده من قبل التجار وأهالي مدينة الباب والمدن والقرى المجاورة لها.

وشنّ الطيران الحربي نحو 20 غارة جوية على مدن وبلدات الغوطة الشرقية وبيت سوى وحمورية ودوما وزملكا وحي جوبر الدمشقي، بالتزامن مع قصف مدفعية القوات الحكومية لمدينة دوما. وفي درعا، قام الطيران المروحي بإلقاء برميلين متفجرين على بلدة بصرى الشام، فيما قتل أربعة أطفال جراء سقوط قذائف على إحدى مدارس البلدة. وسقط عدد من قذائف الهاون في محيط شارع بغداد في العاصمة دمشق، وعلى حي برزة شمال شرقي المدينة.

إنسانياً، حثّت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليري آموس، المجتمع الدولي على عدم نسيان السوريين، فيما يدخل الصراع في سورية عامه الخامس. وقالت في كلمة تلتها نائبتها كيونغ وا كانغ، خلال اجتماع لمجلس الأمن، «يتعين علينا ألا ندع العالم ينسى سورية والفظائع التي ارتكبت ضد شعبها».

وقالت كانغ، إن الأمم المتحدة غير قادرة على توصيل المساعدات الغذائية إلى 600 ألف سوري في محافظتين يسيطر عليهما مسلحو تنظيم «داعش»، بسبب عدم وجود اتفاق مع التنظيم. ونبهت كانغ، مجلس الأمن إلى أن المساعدات الإنسانية لم تصل إلى الرقة ودير الزور الشهر الماضي، بسبب خضوع هاتين المحافظتين لسيطرة التنظيم.

وقالت إن 12.2 مليون سوري يحتاجون حالياً إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بينهم 4.8 ملايين يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها. وتمكنت الأمم المتحدة من توصيل المساعدات الغذائية في ديسمبر إلى 3.6 ملايين شخص. وطالبت الأمم المتحدة بـ2.9 مليار دولار لعام 2015 لمساعدة الناس داخل سورية. وشددت على أن وكالات الأمم المتحدة الإنسانية بحاجة إلى تمويل عاجل لمواصلة عملها. «فقد تلقينا في العام الماضي 48% من المبلغ المطلوب، وان عدم توافر التمويل لبرامج فصل الشتاء يعني أن مئات الآلاف من الأشخاص لم يتلقوا المساعدة في ظل هذا الشتاء القاسي بشكل خاص، ومنعت السلطات المحلية في مقابل ذلك إيصال المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة».

تويتر