الأكراد يسيطرون على مناطق في محيط عين العرب.. و«داعش» يجبر سكان الرقة على التبرع بالدم

«منتدى موسكو» ينطلق اليــوم.. والجعفري يترأس وفد الحكومــة السورية

مسلحون من المعارضة السورية خلال اشتباكات في حلب مع قوات النظام، أول من أمس. رويترز

ذكرت صحيفة «الوطن» السورية، أمس، أن الحكومة أبلغت الجانب الروسي أن مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري سيترأس وفدها إلى «منتدى موسكو» الذي يبدأ أعماله اليوم، وفيما واصل المقاتلون الأكراد تقدمهم على حساب تنظيم «داعش» في محيط مدينة عين العرب «كوباني»، واحتلوا قريتين، أصدر التنظيم قراراً جديداً في مدينة الرقة السورية يجبر فيه المدنيين الذين يريدون الخروج من المدينة على التبرع بالدم.

وتفصيلاً، أوضحت الصحيفة أن «سورية حافظت على مستوى المفاوضين ذاته في مؤتمر (جنيف 2)، حيث ترأس الجعفري حينها وفد الجمهورية العربية السورية وفاوض وفد الائتلاف السوري المعارض بشكل غير مباشر من خلال المبعوث الخاص للأمم المتحدة آنذاك الأخضر الإبراهيمي». ويبدأ المنتدى اليوم، حيث يجتمع عدد من شخصيات المعارضة مع بعضهم بعضاً قبل أن ينضم الوفد الحكومي إلى المنتدى يوم الأربعاء.

وتأكد أول من أمس، بحسب ما كشف رئيس مكتب الإعلام في هيئة التنسيق الوطنية منذر خدام للصحيفة، حضور الأعضاء الجدد من الهيئة الذين تمت إضافتهم من قبل روسيا إلى قائمة المدعوين إلى المنتدى.

وأطلقت روسيا على اجتماعات موسكو تسمية «منتدى» لكونها ليست «حواراً» أو «مفاوضات» ولا جدول أعمال مطروحاً على الطرفين لبحثه. وأكدت أنه «لقاء تشاوري يمهد لحوار قد يجري لاحقاً في موسكو أو في دمشق، وفق ما يتفق عليه المجتمعون». وكان ائتلاف المعارضة السورية أعلن أنه لن يشارك في أي مباحثات إلا إذا كانت ستؤدي إلى رحيل الرئيس بشار الأسد.

ميدانياً، بعد ان استعاد مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية السيطرة على القسم الأكبر من مدينة عين العرب السورية، واصلوا تقدمهم على حساب «داعش» في محيط المدينة الحدودية مع تركيا، واحتلوا قريتين، بحسب ما أفاد ناشطون.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «تمكنت وحدات حماية الشعب مدعمة بكتائب مقاتلة من السيطرة على قرية ماميد جنوب غرب مدينة عين العرب (كوباني) عقب اشتباكات عنيفة مع التنظيم».

جاء ذلك، بعد سيطرة المقاتلين الأكراد، أول من أمس، على قرية ترمك الواقعة بين هضبة مشتة نور وطريق حلب - كوباني، «لتكون أول قرية تسيطر عليها وحدات الحماية» منذ بدء هجومها المضاد على التنظيم المتطرف قبل نحو شهر.

كما واصلت الوحدات الكردية تقدمها داخل عين العرب، «والسيطرة على مدرسة الشريعة وشمالها وشرقها، وعلى مسجد سيدان».

وأسفرت الاشتباكات، أمس، عن مقتل 12 عنصراً على الأقل من التنظيم، بالإضافة إلى قتلى لم يحدد المرصد عددهم في صفوف مقاتلي هذه الوحدات، وأشار إلى ان هذه الأخيرة استولت على «دبابة وسيارة تحمل رشاشاً ثقيلاً».

وذكر المرصد ان «طائرات التحالف العربي - الدولي استهدفت بضربات عدة تمركزات ومواقع للتنظيم في مدينة عين العرب».

وتحدث الإعلامي الكردي مصطفى عبدي المتابع للوضع في كوباني، عن تحرير ثلاث قرى جنوب وغرب كوباني. ونشر على صفحته على موقع «فيس بوك» صوراً تظهر القوات الكردية وهي «تغنم اسلحة وذخائر من مسلحي داعش بعد تحرير المعهد الشرعي» داخل كوباني.

وأوضح المرصد السوري ان داعش لايزال يحتفظ بشريط في شرق المدينة، وهي المناطق التي دخلها في مطلع اكتوبر لدى اقتحام عين العرب. كما اشار إلى مشاركة مجموعتي «لواء ثوار الرقة» و«كتائب شمس الشمال» المقاتلتين ضمن المعارضة السورية المسلحة في المعارك إلى جانب الاكراد.

كما قتل سبعة أشخاص، أمس، في قصف على دمشق، بحسب ما ذكر المرصد، وذلك بعد يومين من تهديد قائد فصيل معارض بارز بـ «إمطار العاصمة بمئات الصواريخ يومياً»، رداً على قصف طائرات النظام لمنطقة الغوطة الشرقية قرب العاصمة.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «قتل سبعة اشخاص، هم خمسة مدنيين وعسكريان كانا في الطريق، وأصيب عشرات آخرون بجروح في قصف على احياء عدة في دمشق». وأشار إلى سقوط اكثر من 43 قذيفة صاروخية وصاروخاً محلي الصنع على «مناطق في المزة 86 وأبو رمانة (في غرب دمشق) وكفرسوسة (جنوب غرب) والصالحية والشيخ سعيد وحي المالكي والبرامكة، وبالقرب من القضاء العسكري والمدينة الجامعية وفي ساحة المحافظة ومحيط السبع بحرات والمزرعة وشارع العابد (وسط)». وأشار المرصد إلى ان مصدر القصف مواقع المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية.

في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «وحدات الجيش ردت على مصادر اطلاق القذائف على الأحياء السكنية في دمشق، ودكت أوكار التنظيمات الارهابية في الغوطة الشرقية».

وأصدر تنظيم «داعش»، أول من أمس، قراراً جديداً في مدينة الرقة السورية يجبر فيه المدنيين الذين يريدون الخروج من المدينة على التبرع بالدم، بحسب وكالة «مسار برس».

وقال ناشطون في المدينة، إن قرار التنظيم يأتي بعد كثرة الإصابات في صفوف عناصره، جراء المعارك التي يخوضها في كل من دير الزور ومدينة عين العرب في حلب.

كما شهدت الرقة انتشاراً مكثفاً لعناصر داعش المتطرف وحواجزه، حيث قام التنظيم بإغلاق عدد من الطرق في المدينة.

وتشهد مدينة الرقة منذ الأربعاء الماضي إجراءات أمنية مكثفة من قبل تنظيم «داعش»، على خلفية قيام مجموعة تابعة لجبهة النصرة بمهاجمة حاجز للتنظيم بالقرب من مبنى صوامع الحبوب، إضافة إلى اقتحام المبنى وإطلاق سراح 40 معتقلاً تابعين لها كانوا محتجزين فيه.

من جهة أخرى، أعدم داعش أربعة معتقلين في معسكر العكيرشي، بينهم اثنان من عناصره حاولا الانشقاق عن التنظيم.

يشار إلى أن داعش أصدر أخيراً سلسلة من القرارات في الرقة، كمنع الرجال دون سن الـ50 والنساء دون سن الـ45 من مغادرة المدينة، إضافة إلى مصادرة دفاتر الخدمة الإلزامية من أبناء المدينة، ما دفع الأهالي إلى الخروج في تظاهرة طالبوا خلالها «والي» المدينة بإلغاء تلك القرارات.

 

 

تويتر