فصائل مقاتلة تتوعد بقصف أهداف «حيوية» في دمشق

المعارضة السورية: مرجعية جنيف أساس التسوية.. والحل يتطلب غطـاءً دولياً

ممثلو فصائل المعارضة السورية خلال مؤتمر صحافي أمس في ختام اجتماعهم بالقاهرة. أ.ف.ب

دعا ممثلو القوى والفعاليات السياسية والمجتمعية السورية، أمس، في ختام اجتماعاتهم بالقاهرة إلى الانطلاق نحو تسوية سياسية للأزمة السورية، استناداً إلى مرجعيات قرارات الأمم المتحدة ومؤتمري جنيف، خصوصاً البند الخاص بإنشاء هيئة حكم انتقالية مشتركة كاملة الصلاحيات تشرف على العملية الانتقالية الديمقراطية ضمن برنامج زمني محدد وبضمانات دولية وإقليمية، وذكرت مصادر للمعارضة السورية، أمس، أن أكثر من 600 مدني سقطوا ما بين قتلى وجرحى خلال أربعة أيام نفذت فيها الطائرات الحربية 504 غارات على مناطق عدة في سورية، فيما توعدت فصائل معارضة بقصف أهداف حيوية للنظام في دمشق.

وتفصيلاً، أكد المجتمعون في البيان الصادر في ختام اجتماعاتهم، أمس، بالقاهرة بعنوان «بيان القاهرة من أجل سورية» وتلاه الفنان جمال سليمان، باعتباره معارضاً سورياً مستقلاً خلال مؤتمر صحافي، ان الأوضاع في سورية تتطلب من قوى المعارضة استنهاض قواها ومؤيديها من أجل اعادة برنامج التغيير الديمقراطي إلى مكانته الطبيعية لأنها وحدها قادرة على تخليص الإنسان السوري من آفات الاستبداد والفساد والإرهاب.

وبحسب البيان، اتفق المجتمعون على التوافق على ما هو مشترك باعتباره الأرضية الأساس لخلق اجواء العمل المشارك والتحرك الجماعي لإنقاذ البلاد.

وتتضمن النقاط الـ10 التي شملها البيان ان الهدف من العملية التفاوضية هو الانتقال إلى نظام ديمقراطي ودولة مدنية ذات سيادة، وأن الحل في سورية هو حل سياسي وطني، والاتفاق على عقد اجتماع ووضع ميثاق وطني مؤسس لدولة ديمقراطية حديثة تؤصل الحريات الاساسية والحقوق المدنية، فتقوم على مبدأ المواطنة والمساواة بين السوريين في الحقوق والواجبات والمساواة بين الجنسين، وضمان حقوق كامل المكونات القومية للشعب السوري في اطار اللامركزية الإدارية.

وشدّدت المعارضة السورية في بيانها على أن أي حل سياسي واقعي يحتاج إلى الغطاء الدولي والإقليمي الضروريين والاحتضان الشعبي الواسع. وأكدت أن وحدة موقف المعارضة واجب ومطلب وطني، وأن انطلاق العملية السياسية يحتاج إلى اجراءات ضرورية تتطلب من كل الداعمين العمل لإنجاح الحل السياسي، وللإفراج عن جميع المعتقلين والمعتقلات والمختطفين والتعهد باحترام القانون الدولي الإنساني، بوقف جرائم الحرب وقصف المدنيين وحرمانهم شروط الحياة الطبيعية ووصول الاحتياجات الغذائية والدوائية والإغاثة إلى كل المناطق المحاصرة ورفع العقوبات الاقتصادية الجائزة التي تمس حياة المواطنين، وتأمين الشروط الضرورية لعودة النازحين والمهجرين. وشدّد المجتمعون في بيانهم على أنه لابد من اتفاق مبدئي بين كل الأطراف السورية لإنهاء مختلف اشكال الوجود العسكري غير السوري.

وأكدوا أن الحل السياسي الذي يضمن التغيير الديمقراطي الجذري الشامل ويجرم العنف الطائفي هو الشرط الموضوعي لاستنهاض وتعبئة السوريين في محاربة التنظيمات الإرهابية التي انتشرت في سورية مهددة حاضرها ومستقبلها.

وكانت القوى السياسية وقوى المعارضة السورية، قد اكدت انه لا مكان للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سورية، مشددة على اهمية الدور المصري في حل الأزمة السورية التي شارفت على عامها الرابع. وأعلنت المعارضة في نهاية البيان، انه سيتم التحضير لمؤتمر وطني سوري يعقد بالقاهرة في الربيع المقبل، وتشكيل لجنة معنية بمتابعة الاتصالات مع اطراف المعارضة السورية للإعداد للمؤتمر والمشاركة فيه بهدف الاتفاق على حل سياسي ينهي الحرب الأهلية في سورية.

من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، خلال لقائه بفصائل المعارضة السورية، حرص بلاده على الخروج من المأزق الراهن في سورية من خلال الحل السياسي وتوصل فصائل المعارضة الى نقطة التقاء في ما بينها، بما يضمن وقف نزيف الدم السوري وتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق في بناء نظامه الديمقراطي التعددي، ويحفظ لسورية وحدتها الإقليمية وبما يعزز الأمن القومي العربي.

ميدانياً، قال ناشطون إن طائرات مروحية قصفت مواقع عدة بأكثر من 285 برميلاً متفجراً، فيما نفذت طائرات حربية ما لا يقل عن 219 غارة جوية امتدت من محافظة الحسكة شمال شرقي سورية إلى القنيطرة في جنوب غربها ومن دير الزور شرقاً إلى اللاذقية غرباً ومن حلب شمالاً إلى درعا جنوباً.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، أن الغارات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 157 مدنياً سورياً، بينهم 16 طفلاً و13 امرأة و128 رجلاً، إضافة إلى إصابة نحو 500 آخرين بجروح، بينهم العشرات لايزالون في حالات خطرة، فضلاً عن الأضرار الكبيرة في الممتلكات.

في المقابل، كشف ناشطون عن أن فصائل سورية مقاتلة عدة بدأت معركة استراتيجية بهدف السيطرة على مواقع مهمة عدة منها الكتيبة 60 وكتيبة الهندسة «السحيلية» ومستودعات فرعون والمزارع المحيطة بها وقرية السحيلية ومعمل الأوكسجين، وفقاً لما ذكرت وكالة كونا للأنباء.

من جانب آخر، نقلت وكالة «سورية مباشر» عن أحد فصائل المعارضة المسلحة تحذيرها كل سكان دمشق بمنع التجول وعدم الخروج إلى الوظائف أو الطرق ابتداء من يوم الأحد حفاظاً على أرواحهم. وتوعدت فصائل معارضة في ريف دمشق بأن تقصف مناطق ومراكز حيوية عدة في العاصمة دمشق اعتباراً من اليوم.

ونقلت «سورية مباشر» أن «الحملة الصاروخية تأتي رداً على القصف الهمجي للقوات الحكومية على غوطة دمشق وارتكابها المجازر بحق المدنيين خلال الأيام القليلة الماضية، وكان آخرها مجزرة (حمورية) بالغوطة الشرقية».

ووفقاً لنشطاء، فإن 46 مدنياً على الأقل لقوا مصرعهم، الجمعة، خلال قصف طائرات حربية مناطق في بلدة (حمورية) بينهم ستة أطفال في ظل توقعات بأن يرتفع عدد القتلى بسبب وجود جرحى في حالات خطيرة.

وشنت الولايات المتحدة وحلفاؤها موجة جديدة من الغارات الجوية على مسلحي «داعش» في العراق وسورية، ونفذت 26 غارة منذ فجر أول من أمس. وفي بيان أصدرته أمس، قوة المهام المشتركة التي تقود العمليات العسكرية، قال مسؤولون إن 13 غارة نفذت في سورية و13 أخرى في العراق. وتابع البيان أن الغارات التي جرت في سورية استهدفت 12 منها مواقع لـ «داعش» قرب مدينة كوباني. وفي العراق نفذت خمس غارات قرب الموصل وخمساً قرب تلعفر.

 

 

تويتر