كيري يؤيد مساعي روسيا لإجراء محادثات جديدة بشأن سورية

الأسد يحمّل السياسات الأوروبية مسؤولية اعتداءات فرنسا

صورة

حمّل الرئيس السوري، بشار الأسد، السياسات الأوروبية مسؤولية الهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية الأسبوع الماضي، وقتل فيها 17 شخصاً، داعياً إلى تبادل المعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب. في وقت أعرب فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، خلال لقائه مبعوث الامم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، عن تأييده للمساعي التي تقودها روسيا لإجراء محادثات جديدة بين النظام السوري والمعارضة.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا)، أمس، عن الأسد قوله في مقابلة مع صحيفة «ليتيرارني نوفيني»، التشيكية تنشرها اليوم، إن «سورية كانت تقول للسياسيين الغربيين إنه لا يجوز أن تدعموا الإرهاب، وأن توفروا مظلة سياسية له، لأن ذلك سينعكس على بلدانكم وعلى شعوبكم، لم يصغوا لنا، بل كان السياسيون الغربيون قصيري النظر وضيقي الأفق».

وأضاف في أول رد له على اعتداءات فرنسا «ما حدث في فرنسا منذ أيام أثبت أن ما قلناه كان صحيحاً، وفي الوقت نفسه، فإن هذا الحدث كان بمثابة المساءلة للسياسات الأوروبية، لأنها هي المسؤولة عما حدث في منطقتنا وفي فرنسا أخيراً».

وأوضح أنه «عندما يتعلق الأمر بقتل المدنيين، وبصرف النظر عن الموقف السياسي، والاتفاق أو الاختلاف مع الأشخاص الذين قُتلوا، فإن هذا إرهاب». وقال «نحن ضد قتل الأبرياء في أي مكان في العالم، هذا مبدؤنا، لكننا في الوقت نفسه نريد تذكير كثيرين في الغرب بأننا نتحدث عن هذه التداعيات منذ بداية الأزمة في سورية».

واعتبر الأسد أن «مكافحة الإرهاب لا تحتاج إلى جيش، بل هي بحاجة إلى سياسات جيدة»، مشدداً على «ضرورة محاربة الجهل من خلال الثقافة»، و«بناء اقتصاد جيد لمكافحة الفقر»، وأن يكون هناك «تبادل للمعلومات بين البلدان المعنية بمكافحة الإرهاب».

ورأى أن «مكافحة الارهاب أشبه بمعالجة السرطان»، مشيراً إلى أن «السرطان لا يعالج بشقه أو إزالة جزء منه، بل باستئصاله كلياً» حتى لا ينتشر بسرعة.

وفي جنيف، أعرب كيري، أمس، عن تأييده للمساعي التي تقودها روسيا لإجراء محادثات جديدة لإنهاء النزاع المدمر في سورية.

والتقى كيري في جنيف مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، وبحث معه الأزمة السورية، وأشاد بجهوده في هذا المجال.

وقال كيري إن «الولايات المتحدة قلقة بشكل خاص بشأن الكارثة المستمرة في سورية، التي شردت نحو ثلاثة أرباع سكانها».

وأضاف أن دي ميستورا «يشارك في جهود معقدة للغاية، لكن مهمة لمحاولة دفع عملية (السلام) في سورية»، ابتداء من حلب التي كانت المركز الاقتصادي للبلاد، والتي دمرها النزاع المستمر منذ منتصف 2012.

وتسعى روسيا، حليفة الأسد، إلى إعادة إطلاق محادثات السلام بمشاركة دي ميستورا، لتشمل عقد لقاءات بين ممثلين عن النظام السوري والمعارضة المنقسمة على نفسها.

ودعت روسيا 28 من شخصيات المعارضة، من بينها أعضاء في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية المعترف به دولياً، إضافة إلى المعارضة داخل سورية، إلا أن العديد من الشخصيات المعارضة البارزة التي تشكك في صدقية روسيا كوسيط، أعلنت رفضها المشاركة في المحادثات. وقال كيري «حان الوقت لكي يضع النظام السوري الشعب أولاً، وأن يفكر في عواقب أعماله التي تستقطب المزيد والمزيد من الإرهابيين إلى سورية». وأضاف «لذلك فإننا نأمل أن تكون الجهود الروسية مفيدة، ونأمل أن يكون لجهود الامم المتحدة التي يقودها دي ميستورا تأثير».

وأكد كيري أن دي ميستورا «سيتوجه إلى دمشق الأسبوع المقبل».

تويتر