دمشق تشكو في الأمم المتحدة زيارات «غير قانونية» لكوشنير وماكين

سورية تواجه كارثة طبية وإنسانية

صورة

حذّر أطباء سوريون مجتمعون في باريس، مساء أول من أمس، من «الكارثة الطبية والإنسانية» في بلادهم، التي تشهد حرباً مستمرة منذ نحو أربع سنوات، مع نقص في الأطباء والمعدات والأدوية، وعودة ظهور أمراض سبق ان تم استئصالها، في حين شكت سورية في الأمم المتحدة، أن شخصيات سياسية عدة، بينها وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير، والسيناتور الأميركي جون ماكين، دخلت أراضيها «بشكل غير قانوني»، مطالبة الدول التي تتحدر منها تلك الشخصيات بوقف هذا «الانتهاك الفاضح».

وخلال لقاء مع الصحافة، في وزارة الخارجية الفرنسية، قال الطبيب الفرنسي السوري العضو في اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية، عبيدة المفتي، إن «الوضع لا يحتمل، كارثي، ولم يعد هناك وجود طبي في العديد من المناطق السورية».

وفي حلب ثاني مدن سورية، وحدها خمسة مستشفيات لاتزال تعمل، ثلاثة منها بشكل جزئي، في الشطر الشرقي الخاضع لسيطرة المعارضة، الذي يقيم فيه 360 ألف شخص تحاصرهم قوات النظام.

وقال الدكتور عبدالعزيز، الطبيب الحلبي الذي لم يكشف سوى عن اسم عائلته لدواعٍ أمنية، «لم يعد هناك سوى 30 طبيباً على اختلاف اختصاصاتهم، والى جرحى الحرب، نرى عودة لأمراض مثل شلل الأطفال والسل والجرب والتيفوئيد».

ووصف طبيب آخر وضعاً «لا يحتمل» في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وهي منطقة تحاصرها القوات النظامية منذ اكثر من سنتين، و«ليس هناك اي إمكانية لإدخال المساعدات الإنسانية».

وفي مناطق سيطرة تنظيم «داعش» قال احد الأطباء انه «بوسع الأطباء العمل، لكنهم لا يحظون بأي دعم من المنظمات غير الحكومية، لأنها غادرت جميعها هذه المناطق».

وأوضح في هذا السياق انه في الرقة، معقل التنظيم في شمال سورية البالغ عدد سكانها 1.6 مليون نسمة، «ليس هناك اي قسم للتوليد والأمراض النسائية وطب الأطفال، والأقسام محدودة للغاية».

وقال عبيدة المفتي، ان 80% من عمليات التوليد في سورية باتت تجري في المنازل، وقسم كبير من الأطفال لم يعد يتم تلقيحه.

ووضع الاتحاد قائمة بـ250 طبيباً قتلوا منذ ثلاث سنوات.

وقال ممثل الاتحاد في سويسرا، الطبيب توفيق شمعة، إن «هذه الحرب تسببت في أضرار وفي قتلى مدنيين، يراوح عددهم بين 30 و60 شخصاً كل يوم»، مندداً بـ«الصمت» الدولي على معاناة السوريين اليومية.

وفي نيويورك، شكت سورية في الأمم المتحدة أن شخصيات سياسية عدة، بينها برنار كوشنير، «دخلت» أراضيها «بشكل غير قانوني». وفي رسالة مؤرخة في 24 ديسمبر الماضي، حصلت «فرانس برس» على نسخة منها، يشير السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، ايضاً إلى السيناتور الأميركي النافذ جون ماكين.

وعبر ماكين في مايو 2013 من تركيا إلى سورية، حيث التقى لبضع ساعات مسؤولين في المعارضة السورية.

من جانبه، توجه كوشنير، في نوفمبر الماضي إلى مناطق الأكراد في شمال سورية «من دون ان تعلم الحكومة السورية بهذا الأمر او توافق عليه»، بحسب الرسالة.

ورداً على ذلك قال ماكين في بيان «إنها لحقيقة محزنة، لكنها غير مفاجئة، أن نظام الأسد أقل قلقاً بشأن مذبحته التي قتل فيها اكثر من 200 ألف رجل وامرأة وطفل، من زيارتي أولئك السوريين الشجعان الذين يقاتلون من أجل حريتهم وكرامتهم».

وأضاف أن فشل المجتمع الدولي في عمل شيء يذكر «لإسقاط هذا النظام الفظيع على الرغم من اعماله الوحشية، هو وصمة في ضميرنا الأخلاقي الجماعي».

تويتر