باستخدام صاروخ حراري استولى عليه من المعارضة المسلحة

«داعـش» يُسقــــــط طائـــرة للتحالف فوق سورية ويأسر طيارهــا الأردني

صورة نشرها «داعش» على مواقع إسلامية لعناصر التنظيم في الرقة خلال أسر الطيار الأردني وهو يرتدي قميصاً أبيض. أ.ف.ب

أسقط تنظيم «داعش»، أمس، طائرة حربية أردنية تابعة للتحالف الدولي، وأسر طيارها، قرب مدينة الرقة شمال سورية، باستخدام صاروخ حراري استولى عليه من المعارضة المسلحة، في أول حادثة من نوعها منذ بدء غارات التحالف ضد هذه التنظيم المتطرف في سورية قبل ثلاثة أشهر.

وأكد الأردن سقوط إحدى طائرات سلاح الجو الملكي الأردني في محافظة الرقة السورية، ووقوع طيارها معاذ الكساسبة، رهينة لدى تنظيم «داعش».

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية قوله، إنه «أثناء قيام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بمهمة عسكرية ضد أوكار تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الرقة السورية، صباح الأربعاء (أمس)، سقطت إحدى طائراتنا، وتم اخذ الطيار رهينة من قبل تنظيم داعش الإرهابي».

وأضاف أن «الأردن يحمّل التنظيم ومن يدعمه مسؤولية سلامة الطيار والحفاظ على حياته».

وأوضح أن «هذا التنظيم لا يخفي مخططاته الإرهابية، حيث قام بالكثير من العمليات الإجرامية من تدمير وقتل للأبرياء من المسلمين وغير المسلمين في سورية والعراق».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر، أمس، أن عناصر من التنظيم «تمكنوا من إسقاط طائرة حربية يعتقد انها تابعة للتحالف العربي الدولي بالقرب من مدينة الرقة، عبر استهدافها بصاروخ مضاد للطيران». وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن التنظيم استخدم صاروخاً استولى عليه من المعارضة المسلحة التي تقاتل قوات النظام السوري، موضحاً أن التنظيم «يملك كمية كبيرة من الصواريخ المضادة للطائرات».

وقال إنه «تأكد أسر عناصر التنظيم لطيار من جنسية عربية».

من جهته، نشر فرع التنظيم في الرقة (عاصمة) التنظيم على مواقع إسلامية صوراً قال انها لطيار أسر ويحيط به نحو 10 من عناصر التنظيم. كتب على الصورة انه مواطن أردني، وذكر اسمه. ويظهر الطيار في الصور وهو يرتدي قميصاً أبيض ويحمله اربعة رجال يخرجونه من بقعة ماء، كما نشر التنظيم بطاقة عسكرية قال انها للطيار، الذي يدعى معاذ صافي يوسف الكساسبة، وهو من مواليد عام 1988، ودخل السلك العسكري عام 2006، ويحمل رتبة ملازم أول. وأعلن التنظيم انه استخدم صاروخاً حرارياً لإسقاط الطائرة التي يرجح بحسب الصور المنشورة على مواقع إسلامية أن تكون من نوع «إف-16».

من جهته، أعلن يوسف الكساسبة، والد الطيار الأردني، في تصريح لموقع «سرايا» الإخباري على الانترنت، ان «قائد سلاح الجو اتصل به هاتفياً، وقال نحن نشتغل على محاولة إنقاذ حياته، وان الملك (عبدالله الثاني) متابع ومهتم بإنقاذ حياة ابنك».

وأضاف أن «ابني الآخر قابل قائد سلاح الجو الأردني، الذي أكد له خبر أسر (داعش) لابني الطيار معاذ». ووجّه والد الطيار، وهو مدير تربية متقاعد، نداء إلى الملك قائلاً «أرجو من صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني إرجاع ابني لي، فكلنا فداء للوطن ولجلالة الملك».

كما وجّه نداء إلى التنظيم قائلاً «أدعو الله أن يغرس الرحمة في قلوبكم، وتفكوا أسر ابني».

وأكد الكساسبة أن «ابنه كان لديهم في البيت الأحد الماضي، وغادر لأداء واجبه ذلك اليوم، وأنهم كانوا يعلمون أن ابنهم الطيار يقوم بواجبه بالمشاركة في العمليات الحربية ضد (داعش)».

وأوضح أن «ابنه الطيار الأسير ترتيبه الثالث بين أربعة أولاد لديه، بالاضافة إلى أربع فتيات»، مشيراً إلى انه برتبة ملازم أول، والتحق بالقوات المسلحة كطيار حربي منذ ست سنوات.

بدوره، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، أن «الطيار الأردني الكساسبة نموذج للبطولة والفداء». وأضاف تعقيباً على أسر الكساسبة «اننا نتعاضد جميعنا مع أهله وعشيرته وزملائه في السلاح»، مؤكداً ان «جيشنا قوي وبطولات الجنود الأردنيين تشهد لها ساحات المعارك».

ولفت إلى ان «كل الأردنيين يقفون صفاً واحداً مع جنود الجيش العربي البواسل في مسعاهم الطهور للحفاظ على شرف الأمة وخدمة التراب الوطني». وأكد أن «الحرب على الإرهاب مستمرة، ومعركتنا ضده من اجل الدفاع عن الدين الإسلامي الحنيف».

وفي الرقة، قال الناشط نائل مصطفى لـ«فرانس برس»، إن خلافاً نشب بين قياديي التنظيم حيال مصير الطيار، مشيراً إلى ان «مجموعة الشيشان تريد قتله، بينما يود العراقيون أن يبقوه على قيد الحياة». وهذه أول عملية إسقاط لطائرة تابعة لقوات التحالف منذ ان شنّت الولايات المتحدة وحلفاؤها في 23 سبتمبر الماضي اولى غاراتها على مواقع للمسلحين المتطرفين في سورية، بعد نحو شهر ونصف الشهر على بدء ضربات التحالف الذي يضم دولاً عربية ضد أهداف في العراق.

وهذه الغارات التي مثلت التدخل الأجنبي الأول منذ اندلاع النزاع في سورية منتصف مارس 2011، تستهدف بشكل خاص تنظيم «داعش»، الذي خسر اكثر من الف من عناصره في هذه الغارات على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، بحسب أرقام المرصد.

وقتل، أول من أمس، 15 عنصراً على الأقل من التنظيم في غارات للتحالف الدولي على مناطق في مدينة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية مع تركيا وفي الرقة، وفقاً للمرصد.

 

 

تويتر