«الائتلاف» يحمّل الأسد مسؤولية الاعتداء الإسرائيلي.. وتل أبيب مصممة على منع نقل أسلحة إلى «حزب الله»

دمشق وموسكو وطهران تسعى إلى حل عبر الحوار بين الســوريين

صورة

أعلنت دمشق، أمس، أنها تعمل مع روسيا وإيران على حل سياسي للأزمة السورية، المستمرة منذ نحو أربع سنوات يقوم «على الحوار بين السوريين، من دون أي تدخل خارجي». في وقت حمّل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أمس، نظام الرئيس بشار الأسد المسؤولية عن الاعتداء الإسرائيلي، أول من أمس، على منطقتين في ريف دمشق عبر جر سورية إلى الدمار الذي لحق بالبلاد، بينما أكدت إسرائيل تصميمها على منع «نقل أسلحة» من سورية إلى «حزب الله» اللبناني ممتنعة في الوقت نفسه عن تأكيد أو نفي شن الغارتين بالقرب من دمشق.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي مشترك، عقده مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، في طهران «نحن مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والإخوة في روسيا وآخرين، نعمل على إيجاد حل سياسي يقوم على الحوار بين السوريين، من دون أي تدخل خارجي، وسنواصل هذا المسعى حتى يتحقق».

وأوضح أنه اتفق مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على «مشاورات في سبيل إنجاح الحوار السوري - السوري في موسكو»، وأنه سمع من نظيره الإيراني «دعماً لهذا الجهد».

واستضافت موسكو، في نوفمبر الماضي، وفداً من الائتلاف الوطني السوري، ثم وفداً حكومياً برئاسة المعلم. وستستقبل خلال اليومين الماضيين وفداً من المعارضة السورية في الداخل، في إطار سعي إلى تنظيم مفاوضات سورية - سورية على أرضها.

وقال المعلم «نتعرض لمؤامرة يواصل أطرافها بكل وقاحة تآمرهم، تقودهم كالنعاج الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية ودول معروفة في المنطقة، مثل تركيا والسعودية وقطر».

وأضاف «هؤلاء لم يدركوا أنهم، بتآمرهم على سورية، يدفعون الإرهاب إلى بلدانهم».

وأكد أن دمشق «ستواصل صمودها، ولا خيار لنا إلا الانتصار على الإرهاب».

وأشار إلى أن الجيش السوري حقق نجاحات عدة، أخيراً، على الأرض، قائلا إن «عدد قتلى داعش والنصرة، خلال اليومين الماضيين (الذين سقطوا بنيران الجيش) أكبر من (عدد القتلى الذين سقطوا) في 1000 غارة قام بها التحالف (العربي الدولي) ضد داعش».

وأعلن المعلم انه سيلتقي وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، في طهران «وستكون بيننا امور مشتركة، لاسيما على صعيد التنسيق الأمني». وتستضيف إيران، هذا الأسبوع، مؤتمراً دولياً «ضد العنف والتطرف».

من جهته، قال ظريف «نحن مع حوار سوري - سوري، بعيداً عن الدور الخطر للقوى الخارجية».

من ناحية أخرى، دان الائتلاف السوري الاعتداء الذي نفذته القوات الإسرائيلية على منطقتين في ريف دمشق وانتهاكها الأجواء السورية.

وأكد الائتلاف في بيان، مسؤولية نظام الأسد عن جر سورية إلى الدمار الذي لحق بالبلاد، وسقوط أكثر من 200 ألف قتيل على مدار ما يقرب من اربع سنوات في سبيل بقائه في السلطة.

وأعرب عن استنكاره للعجز الكامل للمجتمع الدولي أمام الانتهاكات «التي يمارسها النظام الأسدي ويستغلها الاحتلال الإسرائيلي والتنظيمات الإرهابية لتنفيذ أهداف تخص كل جهة ويدفع ثمنها المدنيون السوريون».

وطالب الائتلاف المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية لوضع حد لـ «جرائم نظام الأسد ضد أبناء الشعب»، كما طالب التحالف الدولي «بألا يكيل بمكيالين ويغمض أعينه عن الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين من قبل النظام».

واتهم النظام السوري إسرائيل بشن غارتين على منطقتين قرب العاصمة دمشق، مندداً بما اعتبره «دعماً مباشراً» اسرائيلياً للمعارضة والإسلاميين المتطرفين الذين يحاربون نظام الأسد.

وفي القدس المحتلة، قال وزير الاستخبارات الإسرائيلي يوفال شتاينيتز، أمس، للإذاعة العامة «لدينا سياسة دفاع صارمة تهدف قدر الإمكان إلى منع نقل اسلحة متطورة إلى منظمات ارهابية»، في اشارة إلى «حزب الله» الذي يحارب إلى جانب نظام الأسد.

وامتنع شتاينيتز عضو حزب الليكود برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن تأكيد أو نفي شن إسرائيل لغارتين في ريف دمشق أوقعتا أضراراً مادية. واعتبرت وسائل الإعلام الاسرائيلية أن وقوف إسرائيل وراء الغارتين اللتين استهدفتا مواكب أو مخزونات اسلحة «متطورة» (صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ أرض-جو) كانت في طريقها إلى «حزب الله» لا شك فيه. وقال المعلق العسكري في إذاعة الجيش «لابد أن مجالاً افسح أمس (الأحد) لفترة قصيرة واتخذ القرار بشن ضربة».

وأفاد بعض الصحف بأن هذه الغارات سيكون لها عواقب على الحملة من أجل الانتخابات المبكرة في 17 مارس، التي يريد نتنياهو الفوز بها. وعلق شتاينيتز بالقول «الاتهامات بأن نتنياهو أمر بشن غارات في سورية لغايات سياسية سخيفة ومسيئة».

تويتر