اشتباكات في لبنان عقب إعدام «النصرة» جندياً مخطوفاً

«داعش» يقتحم مطار دير الزور العسكري

مسلحون يمنعون سير المركبات في قرية البزالية مسقط رأس الجندي اللبناني علي البزال الذي أعدمته «جبهة النصرة». أ.ف.ب

اقتحم تنظيم «داعش»، فجر أمس، مطار دير الزور العسكري، وخاض معارك عنيفة داخل أسواره مع القوات النظامية السورية، في حين اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش اللبناني ومسلحين، بعد ساعات من إعلان «جبهة النصرة» إعدام أحد الجنود اللبنانيين المخطوفين، فيما أقدم مواطنون غاضبون على قطع طرق بالإطارات المشتعلة في منطقة البقاع في شرق لبنان، حيث يسود توتر شديد تخللته أعمال قتل وخطف.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، أمس، إن تنظيم «داعش»، اقتحم، فجر أمس، مطار دير الزور العسكري، وتقدم في أجزاء منه، «حيث تدور معارك عنيفة بينه وبين القوات النظامية الموجودة داخل المطار».

وأضاف أن الاقتحام جاء بعد عملية تفجير نفذها انتحاري من التنظيم «في بوابة المطار الرئيسة، وبعد قصف عنيف ومكثف بالمدفعية وراجمات الصواريخ من التنظيم على تمركزات لقوات النظام في المطار».

وتمكن التنظيم كذلك «من السيطرة على كتيبة الصواريخ الواقعة جنوب شرق المطار» على تلة ملاصقة له من جهة الجنوب.

وبدأ الهجوم الأخير للتنظيم على المطار الأربعاء الماضي، وأسفر بحسب حصيلة جديدة للمرصد، عن مقتل 121 من الطرفين، هم 70 عنصراً من التنظيم، و51 من القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني الموالية لها.

وقال المرصد ان عناصر التنظيم «أقدموا على فصل رؤوس بعض جثث الجنود السوريين عن أجسادهم».

وأضاف أن التنظيم عمد إلى «فصل رأس أحد عناصر قوات النظام الذين قتلوا في اشتباكات مطار دير الزور عن جسده، وعلقوه على دوار البلعوم في مدينة الميادين».

في المقابل، نشر على صفحة موالية للنظام على موقع «فيس بوك» على الإنترنت، شريط فيديو تظهر فيه شاحنة كتب عليها سورية الأسد، تتدلى منها جثتان على الأقل لرجلين باللباس العسكري، وسار خلفها اشخاص على دراجات نارية أو سيراً على الأقدام، بينما هتف البعض «الله محيي الجيش».

وجاء في التعليق على الشريط «أبطال الجيش العربي السوري يقومون بترحيل جثث خنارير (داعش) إلى حاويات القمامة في المدينة، هذا مصير كل من تجرأ على المساس بأسوار مطار دير الزور».

ومنذ الصيف الماضي، يسيطر التنظيم على مجمل محافظة دير الزور الحدودية مع العراق والغنية بالنفط، باستثناء المطار، ونحو نصف مدينة دير الزور.

وأفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة منذ صباح أمس، في مدينة دير الزور بين الطرفين.

وفي مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية مع تركيا، قال المرصد، إن «وحدات حماية الشعب» الكردية شنّت هجوماً على مواقع «داعش» في منطقة بوطان شرقي عند أطراف هضبة مشتة نور جنوب شرق المدينة، ما تسبب بمقتل ما لا يقل عن 17 عنصراً من التنظيم، بحسب المرصد الذي اشار إلى ان المقاتلين الأكراد تمكنوا من سحب جثث 14 منهم.

وفي لبنان، اندلعت اشتباكات عنيفة، أمس، بين الجيش اللبناني ومسلحين، بعد ساعات من إعلان «جبهة النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة، إعدام أحد الجنود اللبنانيين المخطوفين.

وذكرت مصادر عسكرية أن القتال الذي وقع بالقرب من الحدود السورية بدأ في قرية عرسال بشمال شرق لبنان، بعدما هاجمت «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» المتطرف القوات اللبنانية في المنطقة. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع اصابات .

وأعلنت «جبهة النصرة»، مساء أول من أمس، إطلاقها النار على الجندي اللبناني المحتجز علي البزال، انتقاماً لاعتقال امرأتين، إحداهما مطلقة زعيم «داعش» أبوبكر البغدادي مع ثلاثة من اطفالها بينهم ابنة البغدادي، وزوجة قيادي سابق في «جبهة النصرة» ومبايع حالياً للتنظيم يدعى أنس شركس، ومعروف باسم أبوعلي الشيشاني. وجاء في البيان الذي نشر على حساب «مراسل القلمون»، الناطق باسم «جبهة النصرة» على موقع «تويتر» على الإنترنت، «لقد مضى الجيش اللبناني بأعماله القذرة والدنيئة، باعتقاله النساء والأطفال، وإنّ تنفيذ حكم القتل بحق أحد أسرى الحرب لدينا (علي البزّال) هو أقل ما نرد به عليه».

وأرفق البيان بصورة تظهر علي البزال راكعاً، بينما شخص لم يظهر وجهه يطلق النار باتجاه رأسه من الخلف بواسطة سلاح رشاش.

وفور انتشار الصورة، أقدم مواطنون من قرية البزالية ذات الأغلبية الشيعية قرب بعلبك في البقاع على قطع الطرق، بحسب ما افاد مراسل «فرانس برس». وقال مصدر امني لـ«فرانس برس» ان «مسلحين ملثمين انتشروا على الطرق في محيط البزالية، وراحوا يوقفون السيارات ويدققون في هويات ركابها». وأشار إلى تعرض مواطنين من الطائفة السنّية للخطف.

وكان أبوعلي الشيشاني نشر الليلة قبل الماضية تسجيلاً مصوراً على الانترنت، طالب فيه بالإفراج الفوري عن زوجته، مشيراً إلى انها أوقفت مع ولديه. وقال «إن لم تخرج زوجتي في القريب العاجل فلا تحلموا أن يخرج العسكريون اللبنانيون المخطوفون، إن لم تخرج زوجتي وأطفالي فنساء وأطفال الجيش اللبناني هدف مشروع لنا».

كما أقدم مواطنون غاضبون على قطع طرق بالإطارات المشتعلة في منطقة البقاع في شرق لبنان، وأفاد مصدر امني محلي بـ«العثور على جثة رجل ثلاثيني من بلدة عرسال مقتولاً بالرصاص» على مقربة من بلدة البزالية التي يتحدر منها علي البزال، الذي تم إعدامه.


أهالي العسكريين المخطوفين يطالبون باستقالة الحكومة

دعا أهالي العسكريين المخطوفين الحكومة اللبنانية إلى الاستقالة، وحملوها مسؤولية إعدام «جبهة النصرة» أحد الجنود.

وأعلن الأهالي في مؤتمر صحافي، أمس، في منطقة الصيفي في بيروت، حيث يقطعون الطريق، أن «التصعيد المفتوح في جميع المناطق وبكل الوسائل والاتجاهات»، محمّلين الحكومة مجتمعة مسؤولية قتل الجندي علي البزال.

ودعا الأهالي الحكومة إلى «الاستقالة»، إذا لم تكن قادرة على حل أزمة العسكريين المخطوفين.

وناشدوا «الشعب اللبناني للتضامن معهم»، مطالبين الجالية اللبنانية بكلّ الدول «التوجه إلى السفارات للضغط على الحكومة»، كما دعوا إلى «التحقيق الفوري ومعرفة من سرب التحقيقات مع النساء المعتقلات».

من جانبها، طالبت عائلة علي البزال في مؤتمر صحافي «الحكومة اللبنانية بأن تباشر فوراً بتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق إرهابيين قتلوا أبناء وطننا من مدنيين وعسكريين هم في سجون رومية، وكأنهم في فندق خمس نجوم، ولتخفيف الاحتقان في الشارع».

وأضافت أنه «بالنسبة لنا المسؤول عن مقتل علي هو بالتحديد الإرهابي مصطفى الحجيري المعروف في بلدته (بأبوطاقية)، وكل من يؤازره من أبناء بلدة عرسال وعليه، وبما أنه موجود وفي مكان معروف من قبل السلطات والأجهزة الأمنية اللبنانية، نطلب من هذه السلطات إجراء اللازم للقبض عليه».

وقالت «تبين وبالدليل القاطع أن السوريين الموجودين تحديداً في بلدة عرسال ليسوا نازحين، بل هم حفنة من الإرهابيين والتكفيريين الذين انقضّوا على أبناء جيشنا الغالي عند أول فرصة، فاغتالوا من اغتالوا، وخطفوا من خطفوا، وقتلوا من قتلوا، وهذه الحقيقة لا يمكن إنكارها من قبل أي شخص».

وأعلنت عدم السماح «لأي جهة دولية أو محلية بالمرور في البلدة لإيصال أي مساعدات لهؤلاء الإرهابيين ابتداء من الآن». بيروت ـــ د.ب.أ

تويتر