«العفو الدولية» مصدومة لرفض الدول الغنية استضافة مزيد من اللاجئين السوريين

«داعش» يحاصر مطار دير الزور العسكري عقب اشتباكات عنيفة

صورة

واصل تنظيم «داعش» تقدمه في محافظة دير الزور شرق سورية، وتمكن، أمس، من الوصول إلى أسوار مطار دير الزور العسكري، الخاضع لسيطرة النظام السوري، عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني الموالية لها، أوقعت نحو 60 قتيلاً في صفوف الطرفين، في حين أعربت منظمة العفو الدولية عن «صدمتها» إزاء عدد اللاجئين السوريين الذين وافقت الدول الغنية على استقبالهم، مؤكدة أن العدد «يرثى له».

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تنظيم «داعش» تمكن من الوصول إلى أسوار مطار دير الزور العسكري،

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، في بريد إلكتروني، إن التنظيم «سيطرعلى قرية الجفرة الاستراتيجية الواقعة بين حويجة صكر ومطار دير الزور العسكري، وتمكن من الوصول إلى أسوار المطار، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها».

وأشار إلى ان المطار بات «محاصراً بشكل شبه كامل، مع وجود خط إمداد لقوات النظام يصل الجهة الغربية منه بمقر اللواء 137».

وأسفرت المعارك التي تشهد تصعيداً على الجبهة منذ يومين عن مقتل أكثر من 27 عنصراً من التنظيم، أكثر من نصفهم من الجنسية السورية، فيما قتل ما لا يقل عن 30 عنصراً من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني، بينهم عنصران على الأقل أعدمهما التنظيم، بحسب المرصد.

وكان التنظيم بدأ تقدمه أول من أمس، في اتجاه المطار واستولى على مبنى وبعض المواقع التابعة لقوات النظام.

من جهة اخرى، قتل ما لا يقل عن 15 عنصراً من التنظيم بغارات للتحالف الدولي، استهدفت اربع ضربات منها رتلاً للتنظيم في ريف مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، فيما استهدفت احدى الغارات منطقة نفطية تحت سيطرة التنظيم في بادية جديدة عكيدات في محافظة دير الزور.

ومنذ الصيف الماضي، يسيطر التنظيم على مجمل محافظة دير الزور، باستثناء نصف مدينة دير الزور التي يتقاسمها مع قوات النظام، والمطار العسكري الواقع جنوب شرق المدينة. ومنذ بداية النزاع قبل نحو اربع سنوات، حاولت مجموعات مسلحة مختلفة الاستيلاء على المطار العسكري دون ان تنجح في ذلك.

من ناحية أخرى، أبدت منظمة العفو الدولية، أول من أمس، «صدمتها» إزاء عدد اللاجئين السوريين الذين وافقت الدول الغنية على استقبالهم، وتركها الدول المجاورة لسورية، التي تفتقر إلى الإمكانات تتحمل العبء الأكبر لهذه الأزمة.

وقالت المنظمة في تقرير نشرته قبل أيام من موعد انعقاد مؤتمر للمانحين في جنيف في التاسع من ديسمبر الجاري، ان «نحو 3.8 ملايين لاجئ من سورية تستضيفهم بشكل اساسي خمس دول، هي: تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر».

وأضافت أن «1.7 مليون فقط من هذا العدد الإجمالي تمكن من الحصول على ملجأ في بقية أنحاء العالم».

وباستثناء ألمانيا، فإن الاتحاد الأوروبي بأسره لم يؤمن إعادة توطين سوى 0.17% من اللاجئين الموزعين على الدول الخمس المجاورة لسورية. وقال مدير برنامج اللاجئين والمهاجرين في المنظمة شريف السيد علي، إن «هذا الاختلال في التوازن يصدم فعلاً».

وأعربت المنظمة عن «أسفها» لأن يكون تحمل الدول المجاورة لسورية عبء العدد الأكبر من اللاجئين السوريين يضع هذه الدول تحت ضغوط هائلة لا طاقة لها على تحملها، ودعت المنظمة إلى اعادة توطين 5% من اللاجئين السوريين بحلول نهاية 2015، و5% اخرى في العام التالي.

وأضافت ان هذا سيتيح استضافة كل اللاجئين الذين صنفتهم الأمم المتحدة مؤهلين لإعادة التوطين، وعددهم نحو 380 الفاً وهم بالدرجة الأولى اشخاص يعانون أوضاعاً بالغة الهشاشة ولاسيما منهم الأطفال والناجون من التعذيب.

وأكد السيد علي أن «الدول لا يمكنها ان تكتفي بدفع اموال نقدية لكي تشعر براحة الضمير وتغسل أيديها من هذه المسألة»، مشدداً على ان «أولئك الذين لديهم الامكانات الاقتصادية عليهم ان يقوموا بدور أكبر».

وكانت الأمم المتحدة طلبت في نهاية أكتوبر من المجتمع الدولي دعماً مالياً، ودعت الدول غير المتاخمة لسورية إلى فتح أبوابها اكثر امام اللاجئين، الأمر الذي مازال الاتحاد الأوروبي يمتنع عنه.

تويتر