دمشق ترى إطلاق حوار مع المعارضة يحتاج إلى وقت

معارك للمرة الأولى عند معبر كوباني بين الأكراد و«داعش»

طفل سوري يحمل قطعاً من الخشب بغرض التدفئة في دوما أمس. أ.ف.ب

تدور معارك عنيفة بين المقاتلين الأكراد وتنظيم «داعش» في مدينة عين العرب السورية الحدودية (كوباني بالكردية)، تشمل للمرة الأولى منطقة المعبر، الذي يصل المدينة بتركيا، فيما رأى وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في لقاءين صحافيين، ان غارات التحالف الدولي على مواقع التنظيم لم تضعف هذه المجموعة الجهادية المتطرفة، معلناً من جهة اخرى، ان اطلاق حوار مع المعارضة لايزال يحتاج إلى وقت.

وتفصيلاً، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، ان «انتحارياً من تنظيم داعش يقود سيارة مفخخة فجر نفسه فجراً في منطقة المعبر الحدودي بين كوباني وتركيا، ثم اندلعت اشتباكات عنيفة مع مقاتلي وحدات حماية الشعب» الكردية. وأضاف «هذه هي المرة الأولى التي تدور فيها معارك بين الجانبين في منطقة المعبر».

من جهته، قال مسؤول محلي في كوباني، ان «تنظيم داعش صعّد هجماته في محيط المعبر، ووقعت هجمات عنيفة فجراً قرب هذا المعبر الذي لايزال تحت سيطرة وحدات حماية الشعب».

وقال إدريس نعسان، وهو مسؤول كردي، إن الانتحاري الأول عبر في ما يبدو من تركيا وفجّر نفسه، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين. وأضاف أن المقاتلين الأكراد السوريين دمروا سيارتين مفخختين قبل بلوغهما هدفيهما.

والى جانب الاشتباكات عند المعبر، ذكر المرصد ان «معارك طاحنة» تدور ايضاً في جنوب ووسط المدينة وعند أطرافها الشمالية، في ظل عمليات قصف من قبل تنظيم «داعش» شملت اطلاق نحو 110 قذائف على الأقل على عين العرب، وانهم يستعينون بدبابات. وأضاف أن ضربتين جويتين استهدفتا مواقع «داعش» في منطقة صناعية بالشرق.

وقال مدير المرصد إنه تأكد مقتل 30 مقاتلاً على الأقل من الجانبين بينهم 21 من مقاتلي «داعش»، ويشملون الانتحاريين الأربعة، أما التسعة الباقيون فكانوا من القوات الكردية.

من جانبه، قال وليد المعلم في لقاء مع قناة «الميادين»، بثته أول من أمس، «هل (داعش) اليوم وبعد اكثر من شهرين على غارات التحالف اضعف؟ كل المؤشرات تقول انه ليس أضعف».

وأضاف «اذا لم تقم الولايات المتحدة وأعضاء مجلس الأمن بجهد حقيقي لإجبار تركيا على ضبط حدودها، فإن كل هذه الحركة وحتى غارات التحالف لن تقضي على (داعش)»، معتبراً ان المقاتلين الأجانب في صفوف هذا التنظيم دخلوا سورية عبر الأراضي التركية.

من جهة اخرى، قال المعلم في لقاء مع قناة «المنار»، التابعة لـ«حزب الله» اللبناني، عقب زيارته الأخيرة إلى روسيا، حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين، «خرجنا بنتائج مرضية بين الطرفين، ابرزها ايجاد آلية لوضع اسس الحوار وأهدافه وللمضي قدماً فيه»، في اشارة إلى حوار بين السلطة في دمشق والمعارضة.

وأضاف «الجانب الروسي يريد الحوار مع المعارضة الوطنية، بمعنى حوار سوري سوري بعيداً عن اي تدخل خارجي، وهو ما نصبو إليه، لكن العملية قد تحتاج إلى مزيد من الوقت، والى اعادة نظر من قبل مجموعات المعارضة بمواقفها الجامدة السابقة، اذا كانت جادة في ايصال الحوار إلى نتائجه المرجوة».

وخاض وفدان من النظام والمعارضة مفاوضات مباشرة برعاية الأمم المتحدة في جنيف في يناير وفبراير 2013، من دون تحقيق اي تقدم في سبيل التوصل إلى حل سياسي للنزاع الذي قتل فيه اكثر من 195 ألف شخص منذ منتصف مارس 2011، وتتمسك المعارضة بطلب اقصاء الأسد عن السلطة، وهو ما يرفضه النظام رفضاً قاطعاً.

تويتر