مقتل 63 في غارات للطيران السوري على الرقة

باريس تسعى إلى إنشاء مناطق أمنية وإنقاذ حلب

صورة

أكدت فرنسا، أمس، أنها تضاعف المساعي لإنقاذ مدينة حلب السورية وإنشاء «مناطق أمنية» محظورة على طيران النظام السوري وعلى تنظيم «داعش». في وقت قتل 63 شخصاً في غارات شنها الطيران السوري على مدينة الرقة معقل «داعش» في شمال سورية.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في حديث لإذاعة «فرانس انتر»، أمس، أن بلاده تضاعف المساعي لإنقاذ مدينة حلب السورية، وإنشاء «مناطق أمنية» محظورة على طيران النظام السوري وعلى تنظيم «داعش».

وقال «إننا نعمل مع مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا لمحاولة إنقاذ حلب، ومن جهة أخرى لإقامة ما يعرف بالمناطق الآمنة، وهي مناطق أمنية لا يمكن فيها لطائرات (الرئيس السوري) بشار الأسد ولعناصر (داعش) ملاحقة السوريين».

وأضاف «إننا بصدد العمل على ذلك، ينبغي إقناع العديدين، الاميركيين بالطبع وغيرهم، لكنه موقف الدبلوماسية الفرنسية، وأكرر ان الهدف الآن هو إنقاذ حلب».

وقال فابيوس رداً على الانتقادات التي تأخذ على الضربات الجوية الغربية أنها لا تستهدف سوى التنظيم «نقول إن لدينا خصمين، (داعش) بالتأكيد و(القاعدة)، وبشار الأسد الذي يمكنني القول إنه يغتنم الوضع لتحريك قواته».

وأوضح أنه «ينبغي ان تكون هناك ضربات نطلق عليها اسم الضربات الملتبسة، التي تسمح بدفع بشار الأسد إلى التراجع، وبإيجاد مناطق آمنة في شمال سورية يمكن للمواطنين السوريين العيش فيها بسلام».

وأضاف «سبق أن قلت قبل بضعة اسابيع في الصحافة الفرنسية والدولية، انه يجب إنقاذ حلب، لأنني كنت أستشعر منذ ذلك الحين أنه بعد كوباني (عين العرب)، حيث تم وقف تقدم (داعش)، ستكون حلب الهدف المقبل لداعش وكذلك لبشار الاسد». وأشار إلى أن التخلي عن حلب «سيعني الحكم على سورية وجيرانها بسنوات من الفوضى مع ما يترتب عن ذلك من عواقب بشرية فظيعة».

وبعد شن تنظيم «داعش» هجوماً على عين العرب في 16 سبتمبر الماضي وسيطرته على مساحات واسعة من الأراضي في محيطها، دخلها في السادس من أكتوبر واحتل أكثر من نصفها.

إلا أن تدخل الطيران التابع للائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ودخول مقاتلين من الجيش الحر وقوات البشمركة العراقية إلى المدينة للمساندة، أوقفا تقدم التنظيم المتطرف. وتراجعت حدة المعارك منذ نحو ثلاثة أسابيع، بينما بدأ الأكراد يستعيدون المبادرة على الأرض.

إلى ذلك، استقبل فابيوس في باريس رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هادي البحرة، الذي أسف أخيراً لكون التحالف الدولي «يغض النظر» عن تجاوزات نظام الأسد.

من ناحية أخرى، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن طيران الجيش السوري شن غارات على مدينة الرقة التي يتخذها تنظيم «داعش» معقلاً له في شمال سورية، أسفرت عن مقتل ٦٣ شخصاً على الاقل.

وقال إن ٦٣ غالبيتهم من المدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، قتلوا خلال سلسلة من الضربات الجوية ضد مدينة الرقة، مشيراً إلى «إصابة العشرات بجروح».

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، أن «معظم الضحايا سقطوا عندما استهدفت غارتان متتاليتان المنطقة الصناعية في المدينة»، مضيفاً أن «السكان هرعوا لإسعاف الضحايا بعد الغارة الاولى عندما شن النظام الغارة الثانية». ويسيطر التنظيم منذ ربيع 2013 على مدينة الرقة، لتكون أول مدينة سورية كبرى تخرج عن سيطرة النظام منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية منتصف مارس 2011. ويستهدف الطيران السوري منذ أسابيع مواقع للتنظيم في شرق سورية وشمالها، إلا أن هذه الغارات غالباً ما توقع قتلى بين المدنيين.

تويتر