الأكراد يسيطرون على مبانٍ استراتيجية وسط عين العرب

«الائتلاف» يحدد 3 مناطــــق عازلة ضمن «خريطة طريق» لمبادرة دي ميستورا

مقاتلون من المعارضة يتحركون نحو مواقعهم على خط المواجهة ضد القوات النظامية بحي ميسلون في حلب القديمة. رويترز

حدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ثلاث مناطق عازلة في سورية، قال إنه يفترض أن تشملها «خريطة طريق» مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الدولي، ستافان دي ميستورا، الهادفة إلى إيجاد حل للأزمة المستمرة في البلاد منذ نحو أربع سنوات. في وقت حققت فيه قوات «وحدات حماية الشعب» الكردي، أمس، تقدماً في مدينة عين العرب (كوباني) السورية، وتمكنت من السيطرة على مبانٍ عدة، في محيط البلدية وسط المدينة، بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم «داعش».

وقال الائتلاف السوري، أمس، في بيان، إن المقترحات، التي تقدم بها دي ميستورا «تتناول جانباً من الإجراءات التمهيدية، التي يمكن أن تهيئ لاستئناف عملية سياسية، تفضي إلى إقامة حكم انتقالي في سورية».

وأشار إلى أن «خريطة الطريق» لتلك الإجراءات «يجب أن تشمل إقامة مناطق آمنة، شمال خط العرض 35 (المنطقة الشمالية الحدودية مع تركيا)، وجنوب خط العرض 33 (المنطقة الجنوبية الحدودية مع الأردن)، وفي إقليم القلمون (شمال دمشق)، على أن يحظر فيها وجود النظام وميليشياته وأي امتداد له».

ويطالب الائتلاف منذ فترة طويلة بإقامة منطقة عازلة، يتجمع فيها المعارضون والفصائل المسلحة والنازحون من مناطق النظام، إلا أنها المرة الأولى، التي يحدد فيها ثلاث مناطق بهذه الدقة.

وذكر الائتلاف أن «خريطة الطريق» يجب أن تشمل أيضاً «فرض حظر للقصف الجوي بجميع أشكاله، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين السوريين»، و«ضمان وصول المساعدات الإغاثية والطبية والإنسانية اللازمة إلى جميع المناطق المحاصرة»، و«الإفراج عن المعتقلين».

وعن اقتراح دي ميستورا «تجميد القتال» في بعض المناطق، لاسيما في مدينة حلب (شمال)، للسماح بإيصال مساعدات إليها، والتمهيد لمفاوضات سياسية، قال الائتلاف إن «التهدئة الموضعية المقترحة في بعض المناطق، يجب أن تستند إلى ما ورد في مبادرة جنيف، وقرارات مجلس الأمن، ومنها القرار 2165». وتنص «مبادرة جنيف»، التي تم التوصل إليها في يونيو 2012، على تشكيل حكومة انتقالية «بصلاحيات كاملة» في سورية، تضم شخصيات من الحكومة الحالية ومن المعارضة.

وينص القرار 2165، الذي تبناه مجلس الأمن، في يوليو 2014، على عبور قوافل المساعدات الإنسانية الحدود السورية، من معابر غير خاضعة بالضرورة لقوات النظام السوري.

وقال الأمين العام للائتلاف، نصر الحريري، رداً على سؤال لـ«فرانس برس»، إن توقيت البيان مرده «أنها المرة الأولى التي تلتئم فيها الهيئة العامة للائتلاف، منذ صدور اقتراح» دي ميستورا في نهاية أكتوبر الماضي.

وأشار إلى أن دي ميستورا التقى الائتلاف قبل زيارته دمشق، في العاشر من نوفمبر الجاري، وأن فريقاً من مكتبه يفترض أن يلتقي في جنيف وفداً من الائتلاف «لعرض تفاصيل الاقتراح».

وذكر أن البيان «يؤكد مواقف الائتلاف المعروفة»، في انتظار الحصول على تفاصيل مبادرة دي ميستورا.

وحول زيارة وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إلى موسكو غداً، والتقارير التي تحدثت عن مبادرة روسيا لإعادة إطلاق عملية السلام، قال الحريري إن «أي اتصال لم يحصل من الجانب الروسي مع المعارضة في هذا الخصوص». إلا أنه أضاف أن «أي مفاوضات جدية يكون فيها التزام جدي دولي بإيجاد حل على أساس (جنيف 1)، وإيجاد هيئة حكم انتقالي تضمن تنحي (الرئيس السوري) بشار الأسد، مرحب بها».

من ناحية أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن «وحدات حماية الشعب» الكردي، تمكنت من التقدم والسيطرة على مبانٍ في محيط بلدية مدينة عين العرب. وقال، في بيان، إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الوحدات والتنظيم وسط المدينة.

وأضاف أن «وحدات حماية الشعب» الكردي تمكنت من التقدم والسيطرة على المحيط الشمالي للمربع الحكومي الأمني، والسيطرة على محيط سوق الهال، كذلك تمكنت الوحدات من التقدم في الأطراف الجنوبية والشرقية لساحة آزادي (الحرية)، بالإضافة للسيطرة النارية على مبنى ومنطقة المركز الثقافي في مدينة عين العرب.

وأشار إلى أن الاشتباكات العنيفة ترافقت مع إطلاق نار بالرشاشات الثقيلة، وقصف بالقذائف الصاروخية من قبل الجانبين. وقال إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 18 عنصراً من التنظيم، شوهدت جثثهم في مناطق الاشتباك، إضافة إلى معلومات مؤكدة عن مقتل عدد من مقاتلي «وحدات الحماية» في تلك الاشتباكات. على صعيد متصل، نفذت طائرات التحالف العربي - الدولي، ما لا يقل عن خمس ضربات استهدفت مركزاً لنيران التنظيم في القسم الشرقي لمدينة عين العرب، ما أدى إلى إسكات مصدر النيران، ومعلومات مؤكدة عن مقتل عدد من عناصر التنظيم في القصف. كما استهدف مقاتلو ومقاتلات الوحدات دراجتين ناريتين على طريق حلب – عين العرب، وسيارة في قرية تل حاجب بالريف الشرقي لمدينة عين العرب، وآلية أخرى للتنظيم على الطريق الواصل بين قريتي حلنج وشيخ جوبان، ما أدى إلى مقتل عدد من مقاتلي التنظيم.

تويتر