المعارضة تقتل 25 من قوات النظام وتهاجم قريتين شيعيتين في ريف حلب

الأسد يدعو إلى «جهود جــــدية لا استعراضية» لمكافحة الإرهاب

صورة

أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله وفداً برلمانياً روسياً، أمس، أن مكافحة الإرهاب تتطلب «جهوداً جدية» و«ممارسة ضغوط فعلية» على الأطراف الداعمة له، فيما تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة بمن فيهم «جبهة النصرة» وقوات النظام في محيط قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب شمال سورية، نتيجة هجوم ينفذه المقاتلون على القريتين، بينما قتل ما لا يقل عن 25 عنصرا من قوات النظام في معارك وكمائن مع مقاتلي المعارضة في ريف دمشق.

وتفصيلاً، عبّر الرئيس السوري، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، عن تقديره لدعم موسكو لبلاده، وذلك قبل ايام من لقاء مرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، للبحث في احتمالات إيجاد حل للنزاع المستمر منذ نحو أربع سنوات.

ونقلت «سانا» عن الأسد تأكيده أن «القضاء على الارهاب يتطلب بالدرجة الاولى مواجهة الفكر التكفيري الذي تصدره بعض الدول، وممارسة ضغوط فعلية على الأطراف المتورطة في تمويل وتسليح الإرهابيين وتسهيل مرورهم». وأضاف أن «كل ذلك يحتاج إلى جهود تتسم بالجدية وليس بالطابع الاعلاني والاستعراضي».

ويشير الأسد خصوصاً إلى الدول الداعمة للمعارضة السورية، على رأسها تركيا المجاورة مع سورية، والولايات المتحدة، والسعودية، وقطر.

ويترأس الوفد الروسي نائب رئيس مجلس الاتحاد في الجمعية الفدرالية الروسية إلياس أوماخانوف.

وعبّر الأسد عن «تقدير الشعب السوري لسياسات روسيا المبدئية الداعمة لاستقرار الدول وسيادتها واستقلالية قرارها»، لافتاً إلى «أهمية استمرار التنسيق بين سورية وروسيا على جميع الصعد لمواجهة الارهاب والافكار المتطرفة الغريبة عن مجتمعاتنا».

وكان الأسد دعا الخميس الماضي إلى «تعاون دولي حقيقي وصادق» للتغلب على الارهاب وأبرز تجلياته تنظيم «داعش» المتطرف الذي يحتل أجزاء واسعة من سورية والعراق.

ميدانياً، جاء في بريد إلكتروني للمرصد السوري لحقوق الانسان «تدور اشتباكات عنيفة (منذ الليلة قبل الماضية) بين مسلحين موالين لقوات النظام من جهة وكتائب مقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى في محيط بلدتي نبّل والزهراء المحاصرتين، واللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية». وأوضح ان المعارك اندلعت «إثر هجوم نفذه مقاتلو النصرة والكتائب في محاولة للسيطرة على البلدتين».

كما أشار إلى تقدم لهؤلاء عند الاطراف الجنوبية لبلدة الزهراء وإلى «معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، بينهم ثمانية مقاتلين معارضين، ومدني قتل نتيجة القصف على الزهراء. وتقاتل في نبل والزهراء، بحسب المرصد، قوات الدفاع الوطني وعناصر من «حزب الله» اللبناني، ومقاتلون من الطائفة الشيعية من جنسيات أخرى.

ووصف مدير المرصد رامي عبدالرحمن الهجوم بأنه «الاعنف» منذ بدء حصار هاتين القريتين منذ سنة ونصف السنة.

وشن مقاتلو المعارضة مراراً هجمات على البلدتين، لكنها المرة الاولى التي يحرزان فيها تقدماً على الارض. وفي السابق، كانت اتصالات تدخلت فيها اطراف إقليمية ودولية، توقف الهجمات على البلدتين، بحسب ما يقول ناشطون مطلعون على الوضع.

ويقول المرصد ان مقاتلي المعارضة يسعون من خلال هذه المعركة إلى تخفيف الضغط عنهم على جبهة حندرات المشتعلة منذ أسابيع شمال مدينة حلب، وحيث أحرزت قوات النظام بعض التقدم.

وفي ريف دمشق، قال المرصد ان ما لا يقل عن 25 عنصراً من قوات النظام قتلوا أول من أمس، في بلدة زبدين بالغوطة الشرقية في معارك وكمائن مع مقاتلي المعارضة. وأوضح ان قوات النظام كانت تمكنت من دخول البلدة، لكنها وقعت في كمين لمقاتلين معارضين ما اضطرها إلى الانسحاب. وأكد الخبر مصدر في «حزب الله» الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام في عدد من المناطق السورية. وقال لصحافيين «بعد دخول الجيش السوري إلى بلدة زبدين في الغوطة الشرقية واثناء تنظيفه البلدة وتفكيك العبوات الناسفة المزروعة، فوجئ بكمائن نصبها المسلحون، ما أدى إلى تراجعه في اتجاه مزارع زبدين».

وتحاول قوات النظام منذ أشهر طويلة السيطرة على الغوطة الشرقية، معقل المعارضة المسلحة القريب من دمشق. وتحاصرها من جهات عدة. وتعاني منطقة الغوطة التي تعرضت لهجوم بالأسلحة الكيميائية في صيف 2013 من نقص شديد في المواد الغذائية والطبية.

في سياق آخر، تعرف سكان بلدة في منطقة تارن الفرنسية على شاب في الـ26 من العمر يطلق على نفسه اسم «أبوأسامة الفرنسي»، عاش بينهم، في تسجيل فيديو دعائي بثه تنظيم «داعش» على الانترنت.

وقال رئيس بلدية لاباستيد رويرو سيرج لافون، التي يبلغ عدد سكانها نحو 1400 نسمة في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» ان «كثيرين من سكان القرية تعرفوا إليه». وأضاف ان «الامر رسمي ولم يصدر نفي من العائلة ولا من أي طرف آخر، وهناك احتمال بنسبة 99% أنه الشاب نفسه».

وكانت صحيفة «لا ديبيش دو ميدي» عنونت على صدر صفحتها الاولى أول من أمس «الشاب الفرنسي الذي يدعو إلى الجهاد أصله من لاباستيد رويرو». وأوضحت أن عدداً من سكان البلدة تعرفوا إلى هذا «الطفل ذي العينين الزرقاوين»، وكان أحد ثلاثة شبان دعوا باللغة الفرنسية إلى «قتل الكفار»، وأحرقوا جوازات سفرهم.

وأوضح لافون ان «مدرسين سابقين قالوا ان الصبي تعلم في مدرسة القرية». وأضاف انه «ينتمي إلى عائلة فرنسية لم تسبب اي مشكلات، الناس يقولون انه اعتنق الإسلام ورأوه يحمل مصحفاً، ولنقل إشارات خارجية تدل على تشدد».

وأعلنت فرنسا أن الفرنسي ميكايل دوس سانتوس هو أحد مسلحين فرنسيين اثنين ظهرا اخيراً في شريط فيديو من إنتاج تنظيم «داعش» يتضمن مشاهد عن إعدام عامل الإغاثة الأميركي بيتر كاسيغ وجنود سوريين، إلا ان الخبير في الشؤون الإسلامية رومان كاييه يشكك في ذلك، حيث قال «أولاً، لا يوجد شبه كبير، إن بالنسبة إلى الأنف أو الشعر أو العينين، لكن ما يقنعني خصوصاً أنه ليس هو، هو أنه يتكلم العربية بطلاقة ومع لهجة مشرقية، ليس مغاربياً، ولا من دول الخليج، وليس بالتأكيد جهادياً اوروبياً درس العربية في سنوات قليلة، كما أن صوته ليس صوت شاب في الـ23 (وهو سن دوس سانتوس)».

وتضمن الفيديو مقطعاً يتحدث فيه من قُدِّم على أنه دوس سانتوس عن «مجازر» الغوطة في ريف دمشق والحولة في حمص وبانياس في اللاذقية، المنسوبة إلى النظام.

تويتر