«التنظيم» يكثف هجماته على «عين العرب».. وغارات ليلية للتحالف على المدينة

«داعش» يعرض تسجيلاً لـــذبح جماعي لعسكريين سوريين ورهينـــة أميركي

صورة من تسجيل مصور لتنظيم "داعش" لإعدام جماعي لجنود سوريين. أ.ف.ب

عرض تنظيم «داعش» المتطرف، أمس، عملية ذبح جماعية بأيدي عناصره، شملت 18 شخصاً على الأقل قال إنهم عسكريون سوريون، وذلك في شريط مصور تناقلته حسابات لجهاديين ومؤيدين للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أعلن التنظيم في الشريط نفسه قتل الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ، الذي كان خطف في سورية عام 2013، رداً على ارسال جنود أميركيين إلى العراق، وكثف «داعش» من هجماته في عين العرب «كوباني»، ووصلت حصيلة شهرين من المعارك في عين العرب إلى نحو 1200 قتيل.

وتفصيلاً، يظهر الشريط عناصر من التنظيم يجرون اشخاصاً يرتدون ملابس كحلية اللون ومطأطئي الرؤوس وقد وثقت ايديهم خلف ظهورهم، قبل ان يستلوا سكاكين من علبة خشبية موضوعة جانباً. وتظهر في الشريط عبارة «ضباط وطيارو النظام النصيري في قبضة جنود الخلافة».

وارتدى عناصر «داعش» زياً عسكرياً موحداً لونه بني فاتح، وكانت وجوههم مكشوفة، باستثناء عنصر واحد ارتدى زياً اسود ووجهه ملثم. ويتشابه مظهر هذا الشخص مع «الجهادي جون»، عنصر «داعش» ذي اللكنة البريطانية الذي ظهر في اشرطة سابقة للتنظيم، وهو يقوم بذبح صحافيين أميركيين وعاملي اغاثة بريطانيين.

واصطف العناصر جنباً إلى جنب خلف الأشخاص الذين يرتدون زياً كحلياً، وارغموا على الركوع على الأرض. وبدا 15 شخصاً على الأقل جاثمين على الأرض وخلف كل منهم عنصر بالزي العسكري. وبعد ذلك قام العناصر بتثبيت الأشخاص على الأرض، وذبحوهم بشكل متزامن. ويظهر الشريط عملية الذبح بشكل كامل، وبالتصوير البطيء.

بعد ذلك، يعرض الشريط لقطات لعناصر التنظيم وأمام كل منهم جثة ممددة على البطن، وقد وضع على ظهر كل شخص رأس مقطوع. وتزامناً، يسمع في الشريط مقطع من تسجيل صوتي سابق للمتحدث باسم التنظيم ابومحمد العدناني، وهو يقول «اعلموا أن لنا جيوشاً في العراق وجيشاً في الشام من الأسود الجياع، شرابهم الدماء وانيسهم الأشلاء».

وفي نهاية الشريط البالغة مدته 15 دقيقة، يظهر الرجل الملثم نفسه مع رأس رجل آخر مدمى ملقى عند قدميه. وقال المقنع باللغة الإنجليزية «هذا هو بيتر ادوارد كاسيغ المواطن الأميركي». وأضاف الرجل في الشريط الذي حمل توقيع «مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي» التي تتولى نشر اخبار التنظيمات الجهادية «بيتر قاتل المسلمين في العراق عندما كان يعمل جندياً في الجيش الأميركي».

وبيتر كاسيغ (36 عاماً) جندي اميركي سابق قاتل في العراق خلال الوجود الأميركي (2003-2011)، وترك الجيش، وقرر تكريس حياته للعمل التطوعي.

وعمل كاسيغ في مستشفيات وعيادات في لبنان وتركيا تستقبل السوريين الذين نزحوا من بلادهم هرباً من اعمال العنف، بالإضافة إلى عمله في مناطق منكوبة في سورية. ويقول اصدقاؤه انه اعتنق الإسلام واتخذ لنفسه اسم عبدالرحمن. وخطف في اكتوبر 2013 بينما كان في مهمة لنقل مساعدات إنسانية إلى مناطق في سورية.

من جانبه، أعلن مجلس الأمن القومي الأميركي، ان اجهزة الاستخبارات «تعمل بأسرع ما يمكن» للتأكد من شريط فيديو إعدام كاسيغ. وأوضح المجلس في بيان «اذا تم التأكد من صحة ذلك، نعبر عن الاشمئزاز حيال عملية القتل الوحشي لموظف انساني اميركي بريء، كما نعبر عن تعازينا الحارة لعائلته وأصدقائه»، فيما أعلن والدا كاسيغ انهما ينتظران تأكيد مقتل ابنهما.

واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، قيام عناصر التنظيم بإعدام كاسيغ أنه دليل على «الانحطاط الأخلاقي» للتنظيم. وكتب على حسابه بموقع «تويتر» للتدوينات القصيرة «أشعر بالذعر لمقتل عبدالرحمن كاسيغ بدم بارد». وأضاف «لقد كشف داعش من جديد انحطاطه الأخلاقي، تعازي لأسرته».

وندد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، بإعدام كاسيغ و18 جندياً سورياً على الأقل، واعتبره «عملاً وحشياً جديداً».

ميدانياً، نفذت طائرات الائتلاف الدولي الليلة قبل الماضية غارات عدة على مواقع «داعش» في مدينة عين العرب في وقت تتواصل الاشتباكات العنيفة في المدينة بين التنظيم و«وحدات حماية الشعب» الكردية. وتتواصل المعارك في جنوب المدينة الحدودية مع تركيا بعد ان كانت شهدت على مدى اسبوعين تراجعاً في حدتها ومراوحة، وسط معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

وكثف مسلحو التنظيم من هجماتهم لاستعادة السيطرة على نقاط ومراكز خسروها في المدينة بغرب كردستان، بعد عمليات نفذتها وحدات حماية الشعب الكردي بدعم ومساندة قوات البشمركة.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارك ترافقت «مع قصف من جانب وحدات الحماية وقوات البشمركة العراقية على مواقع داعش» في عين العرب. كما تزامنت مع تنفيذ طائرات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة سلسلة غارات على المدينة.

وبلغ عدد القتلى في معركة عين العرب خلال شهرين 1153، بحسب ما أعلن المرصد أمس، في حين يبدو ان زمام المبادرة انتقل إلى الطرف الكردي ميدانياً.

وأعلن المرصد، أمس، توثيق 1153 قتيلاً في منطقة عين العرب منذ فجر 16 سبتمبر، تاريخ بدء «داعش» هجومه نحو المدينة وحتى الليلة قبل الماضية، وأغلبيتهم العظمى من مقاتلي «داعش» و«وحدات حماية الشعب» الكردية.

وأوضح ان القتلى هم 27 مدنياً كردياً، بينهم من اعدموا على ايدي التنظيم و«فصلت رؤوسهم عن اجسادهم»، و398 من عناصر «وحدات حماية الشعب» وقوات الأمن الداخلي الكردية «الأسايش»، و712 مقاتلاً من «داعش»، بينهم 23 «فجروا أنفسهم بعربات مفخخة في المدينة وريفها»، و16 مقاتلاً من كتائب الجيش الحر.

كما أفاد المرصد بأن مسلحي التنظيم فجروا الليلة قبل الماضية سيارتين مفخختين يقودهما مقاتلان من جنسيات غير سورية في تمركزات لقوات النظام بحويجة صكر بمحافظة دير الزور. وقال المرصد إن «ذلك جاء عقب اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وعناصر التنظيم في المنطقة وفي حي الصناعة، ما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام، ومعلومات مؤكدة عن وجود المزيد من الخسائر البشرية».

 

 

تويتر