دمشق تبدي «اهتماماً بنّاء» بـ «تجميد» القتال في حلب.. والبحرة ينتقد التحالف الدولي

المقاتلون الأكراد يستعيدون السيطرة على شوارع وأبنية في «عين العرب»

مسلحون أكراد يسيرون في أحد شوارع مدينة عين العرب «كوباني» وسط إعلان كردي بالتقدم في مواجهة «داعش». أ.ب

نجح المقاتلون الأكراد الذين يدافعون عن مدينة عين العرب السورية في استعادة السيطرة على شوارع وأبنية في جنوب المدينة الحدودية مع تركيا، أمس، إثر اشتباكات مع عناصر تنظيم «داعش»، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وفي وقت أعرب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، هادي البحرة، عن أسفه لأن التحالف الدولي، الذي التزم مقاتلة تنظيم «داعش»، «يغض النظر» عن تجاوزات نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، أعلن الموفد الدولي، ستيفان دي ميستورا، في دمشق عن أن الحكومة السورية تبدي «اهتماماً بناء» باقتراحه المتعلق بـ«تجميد» القتال في مدينة حلب، مشيراً إلى أن السلطات السورية تنتظر محادثاته مع أطراف النزاع الأخرى.

وتفصيلاً، قال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن «تمكنت وحدات حماية الشعب (الكردية) من استعادة السيطرة على شوارع وأبنية في جنوب عين العرب، إثر اشتباكات عنيفة مع تنظيم داعش بدأت (أول من) أمس واستمرت أمس».

في موازاة ذلك، ذكر المرصد في بيان إلكتروني أن وحدات حماية الشعب وقوات البشمركة، التي تقاتل إلى جانبها في المدينة المعروفة باسم كوباني، قصفت، أمس، نقاط تمركز لتنظيم «داعش»، الذي قصف بدوره مناطق عدة في عين العرب.

كما نفذت طائرات التحالف الدولي الغربي ليلاً، بحسب المرصد، ثلاث ضربات استهدفت تجمعات ونقاط تمركز للتنظيم في جنوب شرق المدينة الواقعة في محافظة حلب الشمالية.

ويأتي تقدم المقاتلين الأكراد بعد ساعات قليلة من إعلان قائدة القوات الكردية في المدينة، نارين عفرين، أن قواتها «حققت تقدماً في كوباني»، وذلك خلال اتصال هاتفي معها أثناء اجتماع كردي في باريس.

وشددت نارين عفرين، واسمها الحقيقي ميسا عبدو (40 عاماً)، على أن قواتها ستحرر المدينة «منزلاً منزلاً، ونحن عازمون على سحق الإرهاب والتطرف»، في إشارة إلى تنظيم «داعش».

وقال من جهته رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم، على هامش هذا الاجتماع الذي عقد لدعم المدينة «إن القوات الكردية تتقدم على الأرض في كوباني شارعاً شارعاً»، مضيفاً «التقدم بطيء لأن داعش فخخ المنازل التي انسحب منها، ولكن سنستعيد السيطرة على المدينة في وقت قصير جداً».

من جانبه، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، هادي البحرة، في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» إن «التحالف يقاتل ظاهر المشكلة، الذي هو داعش، من دون مهاجمة أصل المشكلة الذي هو نظام» بشار الأسد.

وأضاف، بعد مقابلة وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، أول من أمس، في لندن، أن «التحالف يضرب أهدافا لداعش لكنه يغض النظر عندما يستخدم طيران الأسد البراميل المتفجرة والصواريخ ضد أهداف مدنية في حلب أو في أماكن أخرى»، وتابع «لدينا انطباع بأن التحالف وقوات الأسد تعمل في اتجاه واحد بما أن الأسد يتحرك بحرية».

وعبر البحرة عن أسفه أيضاً لأن التحالف «يتجاهل بالكامل» مقاتلي الجيش السوري الحر، الذين يمكن أن تكون معرفتهم بالأرض مفيدة له. وقال إن «ذلك يضعف التحالف الدولي لأنه لا يحقق نتائج على الأرض، والضربات الجوية وحدها لن تسمح بكسب المعركة ضد التطرف»، واعتبر أن اتفاقاً محتملاً لوقف إطلاق نار محلي لن يفيد سوى النظام إلا إذا ترافق مع حل سياسي شامل.

وقال الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا في مؤتمر صحافي في دمشق «لقاءاتي هنا مع الحكومة والرئيس (بشار) الأسد منحتني شعوراً بأنهم يدرسون بجدية كبيرة اقتراح الأمم المتحدة»، مضيفاً أن «الرد الأولي للحكومة السورية (...) يعبر عن اهتمام، اهتمام بناء».

وتابع «هم (السلطات السورية) ينتظرون اتصالنا بالأطراف المعنية الأخرى والمنظمات الأخرى والناس والأشخاص الذين سنتحدث إليهم من أجل ضمان إمكانية المضي بهذا الاقتراح إلى الأمام».

وكان الرئيس السوري أكد خلال لقاء مع الموفد الدولي في دمشق، أول من أمس، استعداد بلاده لدراسة هذا الاقتراح، قائلاً إن المبادرة «جديرة بالدراسة وبمحاولة العمل عليها من أجل بلوغ أهدافها التي تصب في عودة الأمن إلى مدينة حلب».

وأوضح أنه ليست لديه خطة سلام وإنما «خطة تحرك» للتخفيف من معاناة السكان بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب في سورية، قتل فيها نحو 195 ألف شخص، بحسب أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال دي ميستورا، أمس، إن «السوريين بحاجة إلى مثال ملموس، ولهذا السبب وصلنا إلى خلاصة وهي التقدم باقتراح محدد»، مشيراً إلى أنه جرى اختيار حلب بسبب أهميتها الاقتصادية ورمزيتها التاريخية، وأضاف أن «حلب ليست بعيدة عن احتمال الانهيار، وعلينا أن نقوم بشيء قبل أن يحدث ذلك». وأكد الموفد الدولي في المؤتمر الصحافي أن اقتراحه «ليس بديلاً عن الحل السياسي، لكنه يدفع الأمور في هذا الاتجاه».

 

تويتر