مقتل 5 مهندسين نوويين أحدهم إيراني قرب دمشق

الأسد يدرس مبــادرة دي ميســــتورا حول «تجميد» القـتال في حلـــب

الأسد اتفق مع دي ميستورا على أهمية تطبيق قراري مجلس الأمن 2170 و 2178 وتكاتف جميع الجهود الدولية من أجل محاربة الإرهاب في سورية والمنطقة. أ.ف.ب

أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، استعداد بلاده لدراسة المبادرة التي طرحها مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، المتعلقة «بتجميد» القتال في حلب (شمال). في وقت قتل فيه خمسة مهندسين نوويين، أربعة منهم سوريون، والخامس إيراني، على مشارف دمشق أول من أمس.

وقالت صفحة الرئاسة السورية على موقع «فيس بوك»، أمس، إن الأسد أكد استعداد بلاده لدراسة المبادرة التي طرحها ميستورا والمتعلقة «بتجميد» القتال في حلب، خلال استقباله المبعوث الدولي في دمشق.

العثور على جثة «أمير» ومؤسس «جند الأقصى»

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أنه تم العثور على جثة أمير ومؤسس تنظيم «جند الأقصى» في سورية، أبوعبدالعزيز القطري، بعد اختفائه منذ أكثر من 10 أشهر. وقال المرصد في بيان إنه عثر أول من أمس، على الجثة في إحدى الآبار بمنطقة دير سنبل، المعقل السابق لـ«جبهة ثوار سورية»، ومسقط رأس قائدها جمال معروف. وكانت مصادر ذكرت في وقت سابق، أن «جبهة ثوار سورية» اغتالت مؤسس تنظيم «جند الأقصى».

وأبوعبدالعزيز القطري، من مواليد العراق، وعرف بأسماء مختلفة، تغيرت وفقاً لانتقاله من دولة إلى أخرى، حيث كان يقاتل في صفوف تنظيم القاعدة في أفغانستان، كما كان مقرباً من زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، ومن زعيمه الجاري أيمن الظواهري، ومن الشيخ عبدالله عزام، بينما قاتل أبوعبدالعزيز القطري في الشيشان ضد القوات الروسية، وبعد عودته من الشيشان إلى العراق شكل مجموعة تقوم بتنفيذ التفجيرات، تستهدف الفنادق ومحال بيع الخمور في العراق، ليتم اعتقاله والحكم عليه بالسجن المؤبد، إبان فترة حكم الرئيس العراقي صدام حسين.

وجرى الإفراج عنه قبل دخول القوات الأميركية إلى العراق، ليقوم أبوعبدالعزيز القطري بعدها بتأسيس «كتائب التوحيد والجهاد في العراق» مع أبومصعب الزرقاوي للقتال ضد القوات الأميركية، بينما قتل شقيق القطري ــ القيادي في « داعش» ــ في اشتباكات مع القوات الأميركية في العراق.

ودخل أبوعبدالعزيز القطري، إلى سورية بعد أشهر من انطلاقة الثورة السورية، برفقة ابنه، الذي لقي حتفه في اشتباكات مع قوات النظام السوري، وأسس القطري مع أبومحمد الجولاني، اللذين قَدِما من العراق، «جبهة النصرة لبلاد الشام»، لينشق بعد ذلك عن «جبهة النصرة» ويشكل تنظيم «جند الأقصى»، إلى حين اختفائه قبل أكثر من 10 أشهر. القاهرة ـــ د.ب.أ

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/220591.jpg

أبوعبدالعزيز القطري.  أرشيفية

وذكرت الصفحة أن الأسد اطلع من دي ميستورا «على النقاط الأساسية وأهداف مبادرته بتجميد القتال في حلب المدينة»، معتبراً أن «مبادرة دي ميستورا جديرة بالدراسة وبمحاولة العمل عليها، من أجل بلوغ أهدافها التي تصب في عودة الأمن إلى مدينة حلب».

وعبر الأسد «عن أهمية مدينة حلب، وحرص الدولة على سلامة المدنيين في كل بقعة من الأرض السورية»، بحسب الصفحة.

وقدّم مبعوث الأمم المتحدة في 30 أكتوبر «خطة تحرك» في شأن الوضع في سورية إلى مجلس الأمن الدولي، تقضي «بتجميد» القتال في بعض المناطق خصوصاً مدينة حلب، للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات.

وقال دي ميستورا للصحافيين بعد اجتماع لمجلس الأمن الدولي، إنه ليست لديه خطة سلام، وانما «خطة تحرك» للتخفيف من معاناة السكان بعد اكثر من ثلاث سنوات من الحرب في سورية.

وأوضح أن مدينة حلب المقسّمة قد تكون «مرشحة جيدة» لتجميد النزاع فيها، من دون مزيد من التفاصيل.

وجاء اقتراح دي ميستورا إلى مجلس الأمن بعد زيارتين قام بهما إلى روسيا وإيران، اللتين تدعمان النظام السوري، سبقتهما زيارة إلى دمشق.

وأضافت صفحة الرئاسة أنه «تم الاتفاق خلال اللقاء على أهمية تطبيق قراري مجلس الأمن 2170 و2178، وتكاتف جميع الجهود الدولية من أجل محاربة الإرهاب في سورية والمنطقة والذي يشكل خطراً على العالم بأسره».

من جهته، أعرب دي ميستورا، وفقاً لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في نهاية اللقاء عن عزمه «متابعة مهمته مع كل الأطراف، من اجل تذليل الصعوبات والوصول إلى الاستقرار والسلام في سورية».

وأجرى دي ميستورا، الذي وصل السبت إلى دمشق في زيارته الثانية منذ تسلمه منصبه في يوليو الماضي خلفاً للأخضر الإبراهيمي، محادثات مع وزير الخارجية وليد المعلم، أول من أمس، تناولت «نتائج جولات دي ميستورا إلى عواصم عدة، وما جرى عرضه في مجلس الأمن حول الأزمة في سورية، بما في ذلك مبادرته حول التجميد المحلي في مدينة حلب».

فيما ذكرت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات في سورية، أن دي ميستورا سيغادر بعد لقائه الأسد إلى حمص، حيث «يعقد هناك اجتماعات مع مكاتب المنظمة الأممية العاملة في المدينة للاستماع منهم إلى واقع العمل، كما سيلتقي بوفد يمثل المسلحين في منطقة الوعر، وفعاليات اجتماعية من المنطقة ذاتها».

وتستمر زيارة المبعوث الدولي إلى سورية حتى اليوم، وسيلتقي عدداً من ممثلي الأحزاب المعارضة الموجودة في دمشق، لعرض مبادرته.

ومن المتوقع أن يعقد دي ميستورا في نهاية زيارته مؤتمراً صحافياً يعرض فيه نتائج زيارته ولقاءاته مع مسؤولين من النظام، وبعض شخصيات المعارضة في الداخل.

وكان دي ميستورا شدد في مؤتمر صحافي عقده في دمشق، اثر لقائه الأول بالاسد في سبتمبر الماضي، على ضرورة مواجهة «المجموعات الإرهابية»، على ان يترافق ذلك مع حلول سياسية «جامعة» للأزمة السورية.

ومنذ يوليو 2012، يتقاسم مقاتلو المعارضة وقوات النظام السيطرة على احياء حلب. ومنذ نهاية 2013، تنفذ طائرات النظام حملة قصف جوي منظمة على الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة، تستخدم فيها البراميل المتفجرة، ما اوقع مئات القتلى واستدعى تنديداً دولياً.

وخسرت مجموعات المعارضة المسلحة خلال الأشهر الأخيرة مواقع عدة في حلب ومحيطها.

وبدأ النظام السوري بإلقاء البراميل المتفجرة من طائراته في أواخر العام 2012، قبل ان يرفع من وتيرة استخدامها في العام الجاري، حين تسببت موجة كبيرة من هذه البراميل في فبراير الماضي بمقتل مئات الأشخاص في مناطق متفرقة من سورية.

وترفض سورية اقامة منطقة عازلة أو «آمنة» على أراضيها، وهو اقتراح تطالب به تركيا الداعمة للمعارضة السورية، معتبرة ان هذا الأمر يطعن في سيادتها ويوفر ملاذاً آمناً للمعارضين الذين يقاتلون القوات الحكومية.

من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن مسلحين قتلوا خمسة مهندسين نوويين، أربعة منهم سوريون والخامس إيراني على مشارف دمشق، أول من أمس. وأضاف أن المهندسين قتلوا أثناء اتجاههم بعدد قليل من السيارات إلى مركز للأبحاث العلمية بالقرب من حي برزة الشمالي الشرقي. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في منطقة تسيطر عليها القوات الموالية للرئيس الأسد. ولم تشر وسائل الإعلام الرسمية في سورية أو إيران إلى الواقعة.

تويتر