«التنظيم» يُفرج عن 93 كردياً خطفهم في فبراير.. و«هيومن رايتس» تتهمه بتعذيب فتيان رهائن

واشنطن: القتال ضد النظام الســـوري و«داعش» لا يخدم مصلحة المـعارضة المعتدلة

صورة

أكد البيت الأبيض أن قتال المعارضة السورية المعتدلة ضد النظام السوري وتنظيم «داعش» معاً يؤثر فيها سلباً، ولا يصب في مصلحتها. في وقت أفرج «داعش»، أول من أمس، عن 93 مدنياً كردياً اختطفهم، في فبراير الماضي، عندما كانوا متوجهين من مدينة عين العرب (كوباني) السورية إلى كردستان العراق، بينما لايزال مصير نحو 70 آخرين من المخطوفين الأكراد لدى التنظيم مجهولاً، بينما اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» التنظيم بتعذيب وضرب عشرات الفتيان الأكراد لدى احتجازهم.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش أرنست، مساء أول من أمس، إن القتال على جبهات عدة ضد النظام السوري وتنظيم «داعش» ليس في مصلحة المعارضة السورية المعتدلة.

وأوضح أنه ليس بإمكانه تأكيد تقارير بشأن هزيمة الجيش السوري الحر شمالي سورية، إلا أنه شدد على ضرورة قيام الولايات المتحدة بسرعة إيصال مساعداتها إلى المعتدلين في المعركة ضد «داعش».

وأضاف «نحن بالتأكيد على علم بأن عناصر القوى المعتدلة في سورية منخرطون في صراع متعدد الجبهات، وأن هذا الصراع يؤثر فيهم سلباً، وليس هناك شك في ذلك».

وأكد أرنست أن المعركة «حملة طويلة الأمد، وكما الحال مع أي جهد عسكري، سيكون هناك أيام من التقدم وفترات انتكاسة».

من ناحية أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن تنظيم «داعش» المتطرف أفرج عن 93 مدنياً كردياً اختطفهم، في فبراير الماضي، عندما كانوا متوجهين إلى كردستان العراق.

وقال إن التنظيم «أفرج عن عشرات المعتقلين الكرد من سجونه ومعتقلاته ممن كان قد اعتقلهم في فبراير من العام الجاري، أثناء توجههم نحو إقليم كردستان العراق».

وأضاف أن التنظيم اعتقل هؤلاء «في منطقة عالية على طريق تل أبيض ـ رأس العين بتهمة أنهم كرد وموالون لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي».

وكان التنظيم خطف أكثر من 160 مدنياً كردياً في فبراير بعدما اتهمهم بأنهم أعضاء في الحزب الديمقراطي الكردي أكبر حزب كردي في سورية يقاتل التنظيم منذ اكثر من شهر ونصف الشهر في مدينة عين العرب.

وخُطف هؤلاء المدنيون، القادمون من الرقة شمال سورية، بعد مغادرتهم المدينة الحدودية ليتوجهوا شرقاً في طريقهم إلى كردستان العراق. واحتجزهم التنظيم في معقله الرقة.

ولم يتمكن المرصد من توضيح أسباب الإفراج عن هؤلاء الرهائن.

وتمكن 53 من هؤلاء من دخول الأراضي التركية بينما مازال 40 آخرون موجودين في سورية. ومازال مصير 70 شخصاً آخرين خطفوا في فبراير مجهولاً.

في السياق، اتهمت «هيومن رايتس ووتش» التنظيم بتعذيب وضرب عشرات الفتيان الذين اختطفهم من «عين العرب» قبل حصار المدينة. وهؤلاء الفتيان الذين تراوح أعمارهم بين 14 و16 عاماً، كانوا في عداد مجموعة من 153 فتى اختطفهم التنظيم المتطرف واحتجزهم رهائن في 29 مايو الماضي، فيما كانوا عائدين إلى منازلهم في «عين العرب».

وأفرج عن 25، الأسبوع الماضي، ورووا أنهم كانوا يتعرضون للضرب بأنابيب وأسلاك كهربائية، كما أرغموا على مشاهدة أشرطة فيديو لعمليات قطع رؤوس وهجمات قام بها جلادوهم بحسب المنظمة.

وقال المسؤول عن حقوق الأطفال في «هيومن رايتس ووتش»، فرد ابراهامز، إنه «منذ بدء الثورة السورية يعاني الأطفال خصوصاً من فظاعات الاحتجاز والتعذيب، أولاً من جانب حكومة (الرئيس السوري بشار) الأسد، والآن من داعش».

وتفيد شهادات مطولة لأربعة منهم بأن عناصر التنظيم كانوا يضربون الأولاد الذين كانوا يحاولون الهرب أو لا يحترمون بشكل كافٍ القواعد المحددة المفروضة أثناء «حصص» تعليم الدين.

وأشارت الشهادات إلى أن المحتجزين المقربين من مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تدافع منذ أكثر من ستة أسابيع عن كوباني، هم المستهدفون بالدرجة الأولى.

وروى رهينة سابق، وهو فتى في الـ15 من العمر، أنهم يطلبون منهم إعطاء عناوين عائلاتهم وأبناء عمومتهم أو أعمامهم، ويقولون لهم «عندما نذهب إلى كوباني سنقبض عليهم وسنقطعهم»، وقال إنهم «يعتبرون وحدات حماية الشعب من الكفار».

وأكد الفتيان أيضاً أنهم لم يكونوا يتناولون الطعام سوى مرتين في اليوم، وكانوا يرغمون على الصلاة خمس مرات يومياً، ومتابعة دروس الدين، وأن جلاديهم كانوا سوريين وأردنيين وليبيين وتونسيين وسعوديين.

 

 

تويتر